تشهد مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في محافظة الحسكة ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات السطو والسلب من قبل عصابات مسلحة مجهولة ترتدي في الغالب زياً عسكرياً، إذ سجلت المنطقة أكثر من ثلاثة حوادث منذ مطلع شهر آذار الجاري.
وصباح السبت، أقدمت مجموعة مسلحة على اعتراض طريق سيارة تقل مدنيين من مدينة الحسكة إلى بلدة الشدادي، حيث سلبت جميع ممتلكات الركاب من أموال وأجهزة هواتف وذهب تحت تهديد السلاح.
أبو حسين وشقيقته من بين ضحايا عملية السطو هذه، قالا لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "أفراد من العصابة كانوا يرتدون زي عناصر قوات الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لقسد، حيث أجبروا السائق على التوقف بعد التلويح له على الطريق العام".
ووقعت الحادثة قرابة الساعة 8 صباحاً على طريق الحسكة دير الزور، بالقرب من المفرق المؤدي إلى بلدة الشدادي جنوبي المحافظة.
وأكد أبو حسين "ازدياد عمليات التشليح في ريف الحسكة الجنوبي الخاضع لسيطرة قسد، وخاصة في منطقة الشدادي ومركدة وصولاً لريف دير الزور الشرقي، حيث يتنقل أفراد العصابات بالزي العسكري من دون أي خوف أو رادع".
وحمل أبو حسين "قسد" المسؤولية عن الفلتان الأمني الذي تشهده محافظة الحسكة، لـ"عدم اتخاذها الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية سكان المنطقة، كزيادة عدد الحواجز وتسيير دوريات من شأنها ردع هذه العصابات".
استدراج عبر صفحات التواصل الاجتماعي
ومطلع آذار الجاري، استدرج مجهولون المواطن إسماعيل يوسف (اسم مستعار) وشقيقه من مدينة القامشلي إلى مدينة الحسكة، بعد عرض سيارة للبيع في مجموعات الأسواق المحلية على (فيس بوك).
وتعرض يوسف إلى عملية تشليح في منطقة الصفيا بمدخل مدينة الحسكة، على بعد مئات الأمتار فقط من الحاجز الرئيسي لـ"قسد" في مدخل المدينة الشمالي، حيث طلب منه الشخص الذي كان يتواصل معه انتظاره في الشارع، وحين وصوله كان على دراجة نارية ويرتدي زياً عسكرياً، وأخبره أنه عنصر من "الأسايش" وتأخر على دوامه، لذلك عليه الذهاب معه إلى إحدى القرى القريبة لمعاينة السيارة.
وحين رفض يوسف وشقيقه الذهاب مع الشخص المذكور إلى القرية، فجأة باتا محاصرين من قبل أربعة مسلحين على دراجات نارية وسط الشارع العام، ووجهوا أسلحتهم النارية نحوه، حيث أجبرا على تسليم المبلغ الذي بحوزتهما وهو 3 آلاف دولار، إضافة إلى أجهزة هواتف.
وقدم يوسف وشقيقه شكوى لقوات "الأسايش" في الحسكة، إلا أن التحقيقات لم تسفر بعد عن كشف هوية العصابة.
وشهدت محافظة الحسكة عشرات الحوادث المشابهة، خلال العام الماضي، تركزت على عرض سيارات وآليات وبضاعة للبيع عبر الإنترنت، ليتم استدراج الضحايا إلى مناطق خالية وسلبهم ما يحملون من أموال وهواتف أو أسلحة شخصية.
ومنتصف شباط الفائت، أقدمت مجموعة مسلحة على إنزال ركاب سيارة "فان" متوجهين من الحسكة إلى الشدادي، وصادرت جميع ممتلكاتهم بعدما هددتهم ووجهت لهم الإهانات لأكثر من ساعتين.
"قسد" تعلن تفكيك شبكة مختصة في السطو المسلح والسلب
وأواخر العام الفائت، أعلنت "الأسايش" إلقاء القبض على "شبكة كبيرة تقوم بعمليات تشليح وسطو مسلح وجرائم قتل في ريف الحسكة".
وقالت الأسايش حينذاك إنها تمكنت من "إلقاء القبض على 17 شخصا بينهم امرأة، ومصادرة أسلحة وبدلات عسكرية في قرية الدنينة بريف الحسكة بعد تبادل إطلاق نار".
ونشرت الأسايش فيديو لاقتحام عشرات من عناصرها لمنازل في قرية الدنينة، وأظهرت عملية اعتقال عدد من الأشخاص، وأظهرت اللقطات المصورة أسلحة وبدلات عسكرية كانت بحوزة أفراد العصابة.
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة "قسد" في الحسكة وعموم شمال شرقي سوريا تشهد، منذ بداية العام 2022، ارتفاعاً في عمليات السطو المسلّح والخطف مقابل فدية مع ازدياد جرائم السرقة.