icon
التغطية الحية

عجز طبي و"خيبة أمل" من تجاهل فاجعة الزلزال في الشمال السوري

2023.02.11 | 13:51 دمشق

انتشال ضحايا من تحت أنقاض منزل مدمر في حارم بريف إدلب - الدفاع المدني السوري
انتشال ضحايا من تحت أنقاض منزل مدمر في حارم بريف إدلب - الدفاع المدني السوري
+A
حجم الخط
-A

أعلن الدفاع المدني السوري، مساء أمس الجمعة، عن الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ والبدء في مرحلة عمليات البحث والانتشال، بعد مرور نحو 108 ساعات على بدء عمليات الإنقاذ وفقدان الأمل بوجود أحياء تحت الأنقاض.

وفي ظل شحّ المساعدات الدولية إلى الشمال السوري، متأثرةً بالكارثة التي حلت في الجنوب التركي في إثر الزلزال الذي كان مركزه مدينة "كهرمان مرعش" التركية، استنزفت العمليات الإنقاذية والاستجابة الإنسانية لضحايا الزلزال والأبنية السكنية القطاعين الطبي والإنقاذي، المتمثل بصورة أكبر بمؤسسة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، التي عبّرت عن "خيبة أمل وإحباط نتيجة تجاهل المجتمع الدولي للمأساة الإنسانية في منطقة شمالي غربي سوريا رغم كل النداءات التي أطلقتها المؤسسة لتوجيه الدعم اللازم لعمليات البحث والإنقاذ وعمليات الإسناد في البحث عن ناجين تحت جبال من الركام". 

وبلغت حصيلة الضحايا من جراء الزلزال، بحسب "الخوذ البيضاء" حتى الساعة 2166 حالة وفاة، ونحو 3 آلاف مصاب، في حين بلغت أعداد الأبنية المتهدمة بشكل كامل نحو  418 مبنى، و1300 بشكل جزئي.

"المستشفيات ممتلئة"

كشف الطبيب زهير القراط، مدير صحة إدلب في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، أن المستشفيات في المنطقة ممتلئة بالكامل، إلى جانب وجود عجز كبير في القدرة الاستيعابية بسبب ارتفاع أعداد الإصابات من جراء الزلزال، مؤكداً أنّ "المساهمات والاستجابة التي شهدها القطاع الطبي اقتصرت حتى الآن على المبادرات المحلية من الجمعيات والمنظمات المحلية العاملة في المنطقة".

وأوضح أنّ "الدعم الوحيد الذي تلقّاه القطاع الطبي هو "كيتات جراحية" مقدمة من منظمة الصحة العالمية (WHO)، للمستشفيات والمنشآت الصحية، بتنسيق مع منظمة الـ (hand In hand)".

وقال "القرّاط" إنّ "القطاع استنفد كل الإمكانيات المتاحة في الداخل، وبحال لم يدخل مساعدات دولية خلال 24 ساعة سيشهد القطاع الطبي كارثة كبيرة، ويتوقف عمل معظم المنشآت الصحية بسبب العجز".

"غياب المعدات المتطورة"

وأوضح مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، أن أبرز التحديات التي واجهت عمل الفرق الإنسانية هي الحجم الكبير للأبنية المهدمة من جراء الزلزال، ونقص الآليات الثقيلة التي من الممكن أن تتعامل مع هذه الأبنية، إلى جانب غياب الأجهزة المتطورة التي تكشف الأشخاص تحت الأنقاض، مثل الكاميرات بالأشعة تحت الحمراء، التي ترصد أعداد الأشخاص الموجودين تحت كل بناء، ما يساهم في سرعة عمليات الإنقاذ".

واعتبر "الصالح"، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "التقصير لم يكن مع مؤسسة الدفاع المدني السوري، وإنما مع الشعب السوري والمتضررين، وكانت الأمم المتحدة في صدارة الجهات المقصّرة التي عمدت إلى نشر معلومات مضللة، منها عدم وصول فرق الدفاع المدني سوى لـ 5 في المئة من مواقع الضرر، في حين كانت الفرق موجودة في جميع المواقع".

وأوضح أنّ "قافلة المساعدات الأممية التي دخلت إلى الشمال السوري، لم تكن استجابةً للزلزال، إنما كانت مجدولة"، لافتاً إلى أن "عملها لم يكن حيادياً، إذ عملت على الاستجابة لمناطق سورية أخرى مثل حلب واللاذقية، وأغفلت الشمال السوري، على الرغم من تأكيدنا على ضرورة وصول المساعدات لجميع المناطق السورية دون استثناء، لكن ليس لمناطق على حساب مناطق أخرى".

وأضاف: "حجم التكاتف الإنساني والتضامن من قبل الشعب السوري، من جميع أرجاء العالم، قدم أنموذجاً مشرقاً، وهو ما أعطانا الأمل، في الاستمرار بالعمل، إلى جانب تعاطف الشعوب العربية والعالمية، وتقديمهم تبرعات شخصية ساهمت في دعم عمل فرق الدفاع المدني السوري".

"تقييم الأبنية"

أوضح "الصالح" أن المرحلة التالية لعمليات الاستجابة ستتركز على ترحيل الأنقاض وفحص الأبنية المتضررة من قبل فرق مختصة وتقييم صلاحيتها للسكن، ومن ثمّ ستتجه الفرق لفحص البنى التحتية".

وتابع: "تمّ التواصل مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والدنمارك وبريطانيا، وقطر والسعودية، وتلقينا وعوداً حقيقية لزيادة دعم المؤسسة، وسيكون هذا الدعم قادر على ترميم الاستنزاف الذي شهدته المؤسسة، لكن مع الأسف نحتاج لدعم يرمم جراح وضرر السكان المتضررين من جراء الزلزال الذين فقدوا منازلهم وأملاكهم، وباتوا في العراء".

من جهته، أوضح منير المصطفى، وهو نائب مدير الدفاع المدني السوري لموقع تلفزيون سوريا، أنّ" عدد المتطوعين المشاركين في عمليات الإنقاذ 2800 متطوع، بينهم نساء، وهو العدد الكلي لمتطوعي المؤسسة".

ولفت إلى أن "البيروقراطية التي تخضع لها عمليات الدعم والتمويل من الجهات والدول المانحة، هي التي تساهم في تأخير وصول المنح للاستجابة للزلزال لمؤسسة الدفاع".