icon
التغطية الحية

عبر "مكاتب سمسرة".. الفقر يدفع سوريات للزواج من مقاتلي ميليشيات عراقية

2024.01.27 | 12:02 دمشق

آخر تحديث: 27.01.2024 | 12:02 دمشق

قوات للنظام السوري بريف دمشق ـ رويترز
اللاذقية ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

تشهد مدينة اللاذقية غربي سوريا، وخصوصاً الأحياء التي تعاني فقراً مدقعاً حالات زواج سوريات من عراقيين (مقاتلين في صفوف ميليشيا الحشد الشعبي) هربا من الفقر، حيث يحصل ذوو الفتاة على مهر يتراوح بين 500 و1500 دولار أميركي بحسب عمرها ودرجة جمالها، حسب ما تقول مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا.

وقبل أيام، كشف سفير النظام السوري في العراق صطام جدعان الدندح عن وجود حوالي 5 آلاف عقد زواج لسوريات من أزواج عراقيين في العام 2023.

مكاتب للزواج في السيدة زينب

وقالت مصادر محلية من مدينة اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ هناك مكاتب تعمل على تنسيق هذه الزيجات بين اللاذقية ودمشق – في منطقة السيدة زينب، وذلك عبر البحث عن النساء اللواتي قُتل أزواجهن خلال سنوات الحرب لمحاولة تزويجهن من عراقيين مقابل حصول تلك المكاتب على نسب مالية متفق عليها".

وأوضح مختار أحد الأحياء الشعبية باللاذقية (طلب عدم ذكر هويته)، أن أغلب حالات الزواج تتم من زوجات فقدنَ أزواجهن خلال سنوات الحرب، مشيراً في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى  نساء تعملنَ بالتعاون مع مكاتب في السيدة زينب لتزويج المقاتلين العراقيين بسوريات أرامل ومطلقات حصراً مقابل حصول ذويهنَ على مهور تترواح بين 500 و1500 دولار أميركي".

وأضاف المختار ذاته، أن "المقاتل العراقي يدفع المهر بالدولار لذوي الفتاة ويُسجل عقد الزواج ومن ثم يوثق في الأحوال المدنية ويصدق من الخارجية السورية لتسهيل حصول الزوجة على تأشيرة العراق في حال كان الزوج يرغب في نقلها إلى بلده".

زواج ينتهي من دون حقوق

صالح 57 عاماً، وهو من سكان حي الدعتور في اللاذقية يروي قصته لموقع تلفزيون سوريا، قائلا "إنَّ ظروفه الاقتصادية السيئة وعدم قدرته على تأمين مصروف عائلته المكونة من 4 بنات و5 شباب، دفعته لتزويج ابنته من مقاتل عراقي كان مستأجراً لمنزل في الحي".

ويتابع، أنَّ مهدي وهو مقاتل في الحشد الشعبي والذي أصبح زوجاً لابنته دفع مهرها مقدماً ما يقارب الـ 700 دولار أميركي، وأسكنها في بيته المستأجر.

وبعد سنتين من الزواج، يوضح الرجل الخمسيني أن ابنته رفضت الذهاب مع زوجها إلى العراق بحجة انتهاء عقده مع ميليشيا الحشد الشعبي منذ ما يقارب السنة، وهذا ما دفعها لطلب الطلاق الذي رفضه زوجها وتركها وغادر البلاد.

ويتحمل صالح وابنته اليوم تكاليف تربية طفلها البالغ من العمر 3 سنوات بعد تخلي والده عنه وعن والدته، وسط انقطاع التواصل مع زوجها مهدي منذ أكثر من 6 أشهر.

وتلعب الظروف الاقتصادية المتردية، وإغراءات نفوذ العرسان دوراً أساسيّاً في إقبال سوريّات على مثل هذه الزيجات بموافقة، وأحياناً بدفع من أسرهنّ، كما ورد في التحقيق المذكور.

كما تختلف دوافع عناصر الميليشيات في بحثهم عن هذه الزيجات، لكنها تعتبر في قسمها الأكبر، تجارة، أكثر من كونها حالات حب عابرة للحدود، وهناك طلب عليها بشكل ترفضه الأعراف المجتمعية السورية.