icon
التغطية الحية

عائلة سورية في هولندا مهددة بالتشرد لأنها رفضت منزلاً.. ما قصتها؟

2024.03.30 | 14:58 دمشق

عائلة سورية في هولندا مهددة بالتشرد لأنها رفضت منزلاً.. ما قصتها؟
افتتاح مبان في مركز اللاجئين (AZC) بتير أبيل، هولندا 19 نيسان 2017 - AFP
هولندا ـ ترجمة وتحرير أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

تخشى عائلة سورية لاجئة في هولندا من التشرد بعد رفضها لـ "أسباب صحية" منزلاً قدمته مؤسسة إيواء اللاجئين للسكن فيه، ولا سيما بعد أن قررت المؤسسة التوجه إلى القضاء.

وذكرت وسائل إعلام هولندية أنه قد يتم طرد عائلة سورية مكونة من أم وأربعة أطفال من مركز اللجوء في أمرسفورت، وذلك بعد أن رفضت العائلة منزلاً قدمته مؤسسة إيواء اللاجئين "كوا" في مدينة أوتريخت، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى اللجوء للقضاء لأنها تعتقد أنها لم تعد ملزمة بإيواء الأسرة.

وكطالب لجوء في هولندا، لديك الحق في الإقامة في مركز إيواء مؤقت، وبعد أن تحصل على تصريح الإقامة تقيم مدة زمنية في مركز الإيواء حتى تؤمن مؤسسة "كوا" سكناً مناسباً لك لتستأجره، وبعد أن توافق عليه تفقد حقك في الإقامة بمركز الإيواء كونك انتقلت إلى سكنك الجديد وفي حال رفضك له من دون "سبب وجيه" فستكون مضطراً لمغادرة مركز الإيواء وتأمين سكن بنفسك.

هل يمكن للاجئ رفض منزل مقدم من "كوا"؟

وتعتقد "COA" أن الشقة المعروضة على العائلة في أوتريخت "مناسبة" لها، لكن الأم رفضت المنزل لـ"أسباب صحية" حيث لن يكون من السهل عليها الصعود إلى الشقة الموجودة في الطابق الرابع من البناء بدون مصعد، وفق موقع "آر تي في أوتريخت".

ووفقاً للأم فإنه بالإضافة إلى صعوبة الصعود والنزول إلى الشقة بإستخدام الدرج فإن أحد أطفالها يعاني من ضعف البصر مما يعني أن الوضع ليس مثالياً بالنسبة إليه أيضاً.

ورفضت الأسرة المنزل قبل أن تراه ولم يتم الإبلاغ عن ذلك إلا في وقت لاحق، وفق ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.

وبحسب محامي الكوا، فإن هذه الأسباب لم تتم مناقشتها مع شركة السكن ولم تطرح الأم وضعها الصحي على الطاولة إلا عندما رفضت المنزل.

"لو كان على الكوا أن تأخذ ذلك في الاعتبار، لما حصل ما حصل، لأن المعلومات تمت مناقشتها بعد فوات الأوان"، يقول المحامي.

ووفقاً لـ COA، فإن الأسباب الطبية ليست خطيرة بما يكفي لرفض المنزل، وناقشوا الوضع مع الطبيب الذي أكد ذلك.

وتطالب "COA" الآن الأسرة بمغادرة مركز طالبي اللجوء "بسبب الضغط على مراكز الاستقبال، ليس لدى مركز طالبي اللجوء خيار آخر" ولأن هناك نقصاً في أماكن الإيواء في جميع أنحاء البلاد، كما أن الوضع في سوق الإسكان يجعل من الصعب توفير السكن الكافي لحاملي الإقامة.

خطر التشرد في هولندا

وبحسب القاضي، فإنه من السيئ أن ينتهي الأمر بالقاصرين في الشارع حيث إن أصغر أفراد العائلة يبلغ من العمر أحد عشر عاماً فقط، ويقول القاضي للأم: "برفضك المنزل، فإنك تتعرضين لهذا الخطر". ويضيف أنه "قد يبدو الأمر وكأنك تختار بين شرين، لكن لديك خيار".

وإذا انتهى الأمر بالعائلة إلى التشرد، يمكنها الاتصال بمنظمات الإغاثة في البلدية، ولكن لا يوجد دائما مكان هناك.

ويعيش الابن الأكبر للعائلة في استوديو بأوتريخت، ولكن ليس لديه مكان لاستيعاب جميع أفراد الأسرة.

ولم يحضر أي مترجم في أثناء المحاكمة، إلا أن المشرف التابع لمنظمة مساعدة اللاجئين والذي يساعد الابن الأكبر للأسرة كان حاضراً.

وأجرت الأم مقابلة مع بلدية أوتريخت وبعد رفضها المنزل تم تسليمه لآخرين بسرعة كبيرة ولم يعد هناك مجال للمناقشة مع العائلة حوله.

من المحتمل أن تكون العائلة مسجلة لدى البلدية، وبالتالي عليها البحث بنفسها عن منزل، وتطالب  COA الأسرة بمغادرة مركز طالبي اللجوء في غضون أسبوع بينما يطلب مجلس اللاجئين من القاضي السماح للعائلة بالبقاء في مركز طالبي اللجوء حتى يتوفر سكن بديل.

ويخشى المحامي أنه "إذا سمحت الكوا بذلك، فقد تكون سابقة حيث سيمكن للعديد من الأشخاص بعد ذلك فعل الأمر ذاته".

وسيصدر القاضي حكمه في 8 من شهر نيسان أبريل المقبل وحتى ذلك الحين يمكن للعائلة البقاء في مركز طالبي اللجوء.

وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية فقد كانت هناك مشكلة مماثلة في ديسمبر الماضي وغادر اثنان من حاملي الإقامة مركز طالبي اللجوء طوعاً.

ويقدر عدد اللاجئين السوريين في هولندا بأكثر من مئة وخمسين ألفا حصل الكثير منهم على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة.