icon
التغطية الحية

طفلان مغربيان يعودان من سوريا من دون والديهما.. ما قصتهما؟

2021.07.25 | 15:44 دمشق

طفلان مغربيان يعودان من سوريا من دون والديهما.. ما قصتهما؟
طفلان مغربيان يعودان من سوريا (هسبريس)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

تمكن طفلان (5 و3 سنوات) من مغادرة سوريا والعودة إلى موطن والدهما في المغرب، وذلك بعد معاناة طويلة تعرضا لها بصحبة والديهما داخل سوريا وفي تركيا، فما قصة الطفلين الشقيقين عثمان وفاطمة؟

نشر موقع (هسبريس) الإخباري المغربي قصة طفلين استطاعا العودة بشكل قانوني إلى المغرب، من بين مئات من الأطفال بالمخيمات السورية أو أولئك المختبئين بتركيا؛ قدما من دون جواز سفر لكن بعد معاناة طويلة تكبدها الجد لتتحقق بعدها رغبته ويستطيع جلب "فلذتي كبده" كما يفضل مناداتهما.

عاد الطفلان من دون والديهما، فالأب معتقل داخل الأراضي السورية، أما الأم فجنسيتها السورية حالت من دون تمكنها من دخول المغرب؛ أو ربما هي اختارت عدم مرافقتهما، بحسب الموقع.

تدخل ملكي

قبل أشهر قرر مصطفى بن حمدان السفر إلى تركيا لجلب حفيديه؛ سافر وهو يظن أنه سفر عادي، لكنه لم يعد إلا بعد مضي أسابيع طويلة، وحتى طرق باب ملك المغرب "محمد السادس"، ليكون الجواب وتتيسر العودة رفقة عثمان وفاطمة.

تحدث بن حمدان عن تفاصيل سفره الشاق، وكيف تمكن من جلب حفيديه بعد أن ناشد ملك المغرب.

وقال بن حمدان: "منذ أن تمكنت زوجة ابني من الهرب من المخيمات السورية إلى تركيا دأبنا أنا وزوجتي على زيارتهم هناك، ووفرنا لهم بيتا وكنا نساعدهم، لكن حينما حلت جائحة كورونا، ولم نتمكن من السفر للقائهم، حينذاك اتخذنا قرار جلبهم للمغرب".

وأكد الجد ذاته أن بداية الرحلة كانت من المغرب، قائلا: "ذهبت إلى السفارة التركية، وهناك سألت عن الأوراق التي تلزمني لاصطحاب ابني. أعددت جل الأوراق وتوجهت إلى تركيا ظنا مني أنني سأعود بسرعة برفقتهما، وأن المسألة سهلة، لكني صدمت بعد أن سحبوا مني الملف وقالوا إن علي الانتظار".

انتظر بن حمدان بتركيا أسابيع طويلة، دق خلالها جميع الأبواب، وعرفت قصته على صعيد المغرب، بعد أن تم نقاش حالته في البرلمان.

وأردف بن حمدان: "مر شهر ونصف تقريبا وأنا عالق في تركيا، وحينها قررت التوجه لمناشدة الملك محمد السادس، وهي الخطوة التي جاءت بالفرج، فعقبها تم استدعائي من قبل السفارة لإخباري بأنه بإمكاني اصطحاب حفيديّ لوطنهما".

من لندن إلى سوريا

روى بن حمدان تفاصيل سفر ابنه عمر إلى سوريا، مؤكدا أن الأمر لم يكن يرتبط بالماديات، بل بـ"التغرير" به على غرار كثير من الشباب المغاربة، بحسب قوله. وزاد: "حينما انطلقت الأحداث السورية وبتنا نرى الأطفال بالمئات مرميين في الشوارع وتحت الأنقاض ويقصفون بالبراميل، حينها أخذته العزة بالنفس وقرر السفر من أجل مد يد العون، دون أن يدري أنه يرتكب خطأ فادحا".

سافر عمر من المغرب إلى لندن، وهناك ظل لأسابيع، قبل أن تسافر زوجته وابنه الأكبر محمد (12 سنة) للبقاء معه، لكن سرعان ما اتخذ قرار إعادتهم للمغرب، ثم توجه هو إلى تركيا ومنها إلى سوريا.

وبحسب الجدّ فإن ابنه لم يكن في صفوف المقاتلين، بل "كان يقدم الدعم لمن يحتاجه، ويعمل رفقة المنظمات الدولية كـ اليونسيف، ناهيك عن التجارة هناك".

 

 

واستطرد: "ابني كان معروفا بالعمل الجمعوي وحب المساعدة والخير، وهذا ما دأب عليه حتى حينما كان في العرائش، إذ سبق أن بنى مسجدا وحده من دون مساندة من أحد، والجميع هنا يعرفونه ويكنون له كل الاحترام".

تزوج عمر من امرأة سورية، وهناك أنجب كلا من عثمان وفاطمة، وطفلاً ثالثاً لم يتحمل قسوة الظروف في المخيمات السورية فوافته المنية، وكان سببا في لجوء الأم إلى الهروب إلى تركيا.

وقال بن حمدان إن ابنه قرر الهرب من سوريا عام 2019، لكن تم إلقاء القبض عليه (من دون أن يذكر الأطراف المسجون لديها) ووضع الأم والأبناء في المخيمات، فيما هو مازال مسجونا، وزاد: "لا ندري عنه سوى الأخبار التي تصلنا من هناك، والتي تؤكد أنه مازال حيا".

من المخيمات إلى تركيا

قال بن حمدان إنه حينما تم نقل الأم وأطفالها إلى المخيمات السورية ذاقوا كل أن أنواع العذاب، إذ كانوا يقتاتون فقط على الحشائش، فقررت الأم البحث عن مهرب لها ولأبنائها إلى تركيا، مضيفا أنها حينما وصلت إلى هناك اتصلت به، وحينها سافر رفقة زوجته وساعدها على توفير مسكن ولقمة العيش، مع تكرار الزيارة بين الفينة والأخرى، وتابع: "لكن حين أزمة كورونا تعذرت زيارتنا، فقررنا اصطحاب حفيدينا للعيش معنا على أرض الوطن".

آمال في استقبال ابنه

كل ما يرجوه الحاج حمدان أن يتم نقل ابنه عمر إلى المغرب، موردا: "أرغب في أن يأتي إلى وطنه، فأنا لا أطلب أن يطلق سراحه، لا بل أن يسجن لأنه أخطأ"، وزاد: "الوطن غفور رحيم وأنا كلي أمل أن يجد ملف ابني وعلى غراره مئات الأبناء طريقه للحل، وأرى أن هناك بشائر أمل في القضية".