icon
التغطية الحية

طريق إيران إلى المتوسط مشتعل.. ما مصير التصعيد في لبنان وسوريا؟

2024.01.04 | 16:59 دمشق

العاروري
مكان اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري بالضاحية الجنوبية ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

بدأ طريق إيران إلى المتوسط يشتعل، فالحريق الذي أوقدته طهران سابقا، لتقوية نفوذها على "طريق الحرير"، أخذ اليوم يمتد إلى قلب أراضيها، ويبدو أن اقتراب الشرق الأوسط من حافة الهاوية قد شجع أعداء إيران في "الداخل والخارج" للتحرك، وهو ما تشير إليه تصريحات المسؤوليين الإيرانيين، ما قد يحول إيران إلى ساحة مفتوحة أيضا لتصفية الحسابات، بعد أن انحصر الرد على مشاريعها لفترة طويلة في سوريا ولبنان والعراق، وضمن قواعد اشتباك معروفة ومحددة من قبل جميع الأطراف، إلا أن التطورات السريعة في المنطقة وحدّة الصراع قد تغيران ذلك. 

هل اتسع الحريق؟

اليوم الخميس، استهدفت طائرات مسيرة يرجح أنها أميركية أحد مقرات "الحشد الشعبي" الواقع ضمن مجمع مبنى وزارة الداخلية العراقية، بشارع فلسطين شرقي العاصمة بغداد ما أسفر عن مقتل القيادي في حركة النجباء المقربة من الحشد أبو تقوى السعيدي (مشتاق طالب السعيدي)، وإصابة آخرين.

وفي لبنان شهدت العاصمة بيروت اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية مساء الثلاثاء، وهو تصعيد ينذر بتوسع الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل جنوبي البلاد، ما دفع بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإجراء زيارة للشرق الأوسط بهدف نزع الفتيل من المنطقة الهشة، للتذكير بقواعد الاشتباك بين الطرفين.

وقالت مصادر لوكالة رويترز، إن عاموس هوشستاين، أحد كبار مستشاري الرئيس جو بايدن، سيسافر إلى إسرائيل للعمل على تهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله.

أما إيران فقد ضربها تفجيران في ذكرى اغتيال قاسم سليماني، أدى لمقتل 103 أشخاص وأصيب فيه أكثر من 100، يوم الأربعاء، خلال إحياء ذكرى مقتل قائد الحرس الثوري بغارة أميركية في بغداد.

وفي سوريا، تواصل إسرائيل غاراتها على الميليشيات الإيرانية ومطاري دمشق وحلب، والتي قتل فيها مؤخرا عدد من القياديين في الحرس الثوري الإيراني، آخرهم رضي موسوي في 25 من الشهر الماضي, في حين اقتصر الرد الإيراني على قصف مدفعي وإرسال طائرات مسيرة عبر الجولان غالبا ما تسقطها الدفاعات الإسرائيلية.

تكثفت في الأيام الماضية، الضربات التي تتلقاها إيران وأصبحت أكثر إيلاما، وهو ما دفعها إلى التلويح مجددا بالرد، وتميل طهران لاتهام أميركا وإسرائيل بالمسؤولية عن تفجيري كرمان، حيث ألقى النائب السياسي للرئيس إبراهيم رئيسي، محمد جمشيدي، باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة، وقالت الممثلية الإيرانية الدائمة في الأمم المتحدة، إن "طهران سترد بالنار والغضب على منظمي هذا الهجوم الإرهابي ومنفذيه وكل من ساعد وحرض عليه".

في حين  نفت وزارة الخارجية الأميركية ضلوعها بأي شكل من الأشكال في الانفجارين، مضيفة أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بضلوع إسرائيل أيضا، رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، التعليق بشأن ما إذا كانت تل أبيب على علاقة بالتفجيرين.

أما القوات الأميركية في سوريا والعراق فقد تعرضت لـ 118 عشر هجوما، عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتوزعت الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية في البلدين والتي تبنتها الميليشيات الإيرانية.

هجمات الميليشيات الإيرانية، شملت إطلاق صواريخ على قاعدة الدوريات في الشدادي بسوريا، وهجمات نفذتها طائرات مسيرة هجومية استهدفت قاعدة أربيل الجوية وقاعدة عين الأسد بالعراق ومحيط السفارة الأميركية في بغداد، ومركز دعم القوت الأميركية في القرية الخضراء وتل البيدر بريف الحسكة، وقاعدتي التنف والرميلان بسوريا.

ولا تنفصل الضربات المتسارعة لإيران عن عمليات "الحوثيين" في البحر الأحمر، والتي باتت ترخي بثقلها على الاقتصاد الإسرائيلي وأسعار النفط العالمية وحركة النقل والتجارة.

هل نفذ صبر واشنطن؟

الأربعاء الماضي، أصدرت أميركا واليابان وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والبحرين والعديد من الدول الأوروبية بيانا قالت فيه، إن "هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير".

وتابعت "إن هذه الهجمات تهدد حياة الأبرياء من جميع أنحاء العالم وتشكل مشكلة دولية كبيرة تتطلب عملاً جماعياً".

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن واشنطن استخدمت في البيان اللغة الأكثر صرامة منذ بدء هجمات الحوثيين، إذ قال الموقعون عليه: "لتكن رسالتنا الآن واضحة: نحن ندعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن وأطقمها المحتجزة بشكل غير قانوني. وسيتحمل الحوثيون مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة".

هجمات وردود أكثر "سخونة"

مازالت ردود القوات الأميركية ضمن القواعد التقليدية المرسومة للتعامل مع إيران، ومن الواضح أن الرد الأميركي سينحصر في حدود البحر الأحمر، وأماكن تمركز الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، حيث انتقلت حاملة الطائرات الأميركيّة "جيرالد فورد" من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، عقب إعلان طهران عن وصول المدمرة "البرز" المزودة بصواريخ كروز بعيدة المدى إلى مياه البحر الأحمر واستقرارها قرب "باب المندب. إلا أن الأهداف الأميركية والإسرائيلية ستكون أكثر "سخونة" في الأيام القادمة، فحسبما يبدو فإن واشنطن قد حددت بنك أهداف لقيادات في الحرس الثوري وحزب الله، كما أن هجمات إسرائيل لن تقتصر على استهداف عناصر الميليشيات والمطارات في سوريا.