icon
التغطية الحية

ضمن فرقة "تالون آنفيل" السرية.. قوات كندية متهمة بقتل الأبرياء في سوريا والعراق

2023.01.04 | 17:54 دمشق

سلاح الجو الكندي وهو يشارك قوات التحالف في محاربة تنظيم الدولة
سلاح الجو الكندي وهو يشارك قوات التحالف في محاربة تنظيم الدولة
Ottawa Citizen - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تورطت قوات خاصة كندية مع فرقة عسكرية أميركية مثيرة للجدل اتهمت بقتل العشرات من الأبرياء في سوريا والعراق.

إلا أن التفاصيل حول الدور الذي لعبته تلك القوات الكندية ضمن تلك الفرقة التي تعرف باسم تالون آنفيل، ما تزال سرية، إذ شارك جندي كندي واحد من القوات الخاصة تلك الفرقة المؤلفة من 20 شخصاً في عام 2015 أثناء قيام جنود من الجيش الكندي بدعم نشاطاتها أو الحصول على إحاطات حولها، وذلك بحسب وثائق حصلت عليها صحيفة أوتاوا سيتزن إلى جانب المعلومات التي قدمتها مصادر عسكرية.

بداية التسريبات

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في شهر كانون الأول من عام 2021 بأن تلك الفرقة تتحمل مسؤولية إطلاق آلاف القنابل والصواريخ ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، لكنها في أثناء قيامها بذلك قتلت مئات المدنيين، وتلك التصرفات الطائشة التي قامت بها فرقة تالون آنفيل التي امتدت سنوات نشاطها ما بين 2014 وحتى 2019، أثارت الرعب بين مجندي الجيش الأميركي بل حتى بين صفوف وكالة الاستخبارات المركزية بحسب ما ذكرته تلك الصحيفة.

إذ تم الالتفاف على القوانين الخاصة بحماية المدنيين، وهذا ما تسبب بقتل أشخاص لم يكن لهم أي يد أو دور في النزاع، مثل الفلاحين الذين كانوا يحاولون جني المحاصيل، والأطفال الذين كانوا يلعبون في الشوارع، والأسر التي كانت تهرب من القتال الدائر، والقرويين الذين احتموا بالمباني، وذلك بحسب ما ورد في تحقيق نشرته نيويورك تايمز.

وبعد مرور يومين على نشر الصحيفة لأول مقال لها من بين سلسلة مقالات انتقدت تالون آنفيل، انتاب القلق قيادة قوات العمليات الخاصة الكندية حول الشكوك التي يمكن أن تدور حول تورطها بقتل المدنيين مع تلك الفرقة، ولذلك تساءل أحد الضباط في رسالة إلكترونية وجهها إلى اللواء مارتن غروز-جان حول الآتي: "هل كانت القيادة على علم بأي من المزاعم التي ذكرتها مقالة نيويورك تايمز في ذلك الحين؟ وهل رشح أي منها منذ ذلك الوقت حتى الآن؟"

يذكر أن اللواء غروز-جان قد تم تعيينه في عام 2020 في منصب جديد وهو نائب قائد الدعم والذي يشرف على عمليات الاشتباك اليومية للقوات التابعة لقيادته.

جندي كندي واحد.. ولكن؟!

بيد أن النصائح والمعلومات المقدمة لهذا اللواء قد حذفت بشكل كامل من الوثائق التي حصلت عليها صحيفة أوتاوا ستزن بموجب قانون الوصول للمعلومات في كندا، حيث استشهدت القوات الكندية بأسباب تتصل بالأمن القومي تدفع لحجب تلك المعلومات.

غير أن وزارة الدفاع الكندية اعترفت في تصريح منفصل حصلت عليه هذه الصحيفة بمشاركة جندي كندي واحد من القوات الخاصة الكندية ضمن فرقة تالون آنفيل الأميركية، من دون أن تدلي بتفاصيل حول الدور الذي لعبه ذلك الجندي ضمن تلك الفرقة المؤلفة من عشرين جندياً، واكتفت بالقول إن هذا الجندي قد انخرط ضمن الجيش الأميركي في ذلك الحين.

حري بالذكر بأن فرقة تالون آنفيل كانت تخضع لقيادة القوات الخاصة الأميركية التي تعرف باسم الدلتا، وتتمتع قيادة قوات العمليات الخاصة الكندية بعلاقة وطيدة مع الدلتا، إلى جانب غيرها من القوات الخاصة الأميركية.

هذا ولقد تم فرز ذلك الجندي من القوات الخاصة الكندية لفرقة تالون آنفيل خلال الفترة الممتدة من نيسان حتى تشرين الأول من عام 2015، بحسب ما أوردته وزارة الدفاع الكندية، حيث جاء في بيانها ما يأتي: "لقد اطلعت قيادة قوات العمليات الخاصة الكندية على الاتهامات المنسوبة لتلك الفرقة العسكرية الأميركية والتي خضعت للتحقيق في ذلك الحين على يد القوات الأميركية... وبما أن التحقيق قد تم بقيادة أميركية، لذا ليست لدينا أية معلومات أخرى لنقدمها في هذا السياق".

تحقيق شمل غارة واحدة فحسب!

نقلت صحيفة نيويورك تايمز بأن غارة جوية واحدة شنتها فرقة تالون آنفيل تسببت بمقتل مدنيين هي الوحيدة التي تم فتح تحقيق بخصوصها، إلا أن تالون آنفيل التي تمركزت في أربيل بالعراق ثم انتقلت إلى سوريا، تتحمل مسؤولية نحو 80% من الغارات التي نفذت بالقنابل والصواريخ والتي بلغ عددها 112 ألفاً لتستهدف مواقع لتنظيم الدولة.

في حين قدر محققون مستقلون ومنظمات حقوقية بأن عدد من قتلوا من المدنيين في غارات التحالف الجوية التي نفذت في سوريا والعراق يصل إلى نحو سبعة آلاف مدني على الأقل.

وهنا أعلنت وزارة الدفاع الكندية بأنها لم ترسل سلاح الطيران الكندي ليعمل مع فرقة تالون آنفيل، ولكن لم يتضح ما هو الدور الذي لعبته تالون آنفيل في الغارات الجوية التي نفذتها كندا ضد مقاتلي تنظيم الدولة.

كان لدى فرقة تالون آنفيل ثلاث مجموعات تعمل على مدار الساعة في جمع المعلومات عن طريق القوات البرية المشاركة في التحالف، ومن ضمنها القوات الخاصة الكندية، إلى جانب جمع معلومات المراقبة التي كانت تتم عبر المسيرات وغيرها من الطائرات وكذلك عبر اعتراض موجات الراديو وبث الأجهزة الإلكترونية.

وبناء على ذلك شن مقاتلو الفرقة الثامنة عشرة من القوات الكندية 251 غارة جوية ابتداء من 30 تشرين الأول 2014 وحتى 15 شباط 2016، وأطلقوا ما بلغ مجموعه 606 قنابل ومعظم تلك الأهداف تركزت في العراق، بيد أن القوات الكندية أعلنت بأنها ليست لديها معلومات حول عدد القتلى والمصابين بين صفوف المدنيين ممن قضوا بسبب عمليات القصف تلك.

إلا أن مسؤولين في البنتاغون اعترفوا بصعوبة التوصل إلى عدد مؤكد حول أعداد القتلى من المدنيين، إلى جانب الصعوبة في تحري المزاعم والاتهامات حول وجود قتلى بين صفوف الأبرياء بسبب تلك الغارات بما أن معظمها نفذ في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.

يذكر أن الحكومة الكندية السابقة التي سيطر عليها المحافظون قد أرسلت القوات الخاصة الكندية إلى شمالي العراق لتقوم بتدريب القوات الكردية هناك وذلك ابتداء من عام 2014، وقد توسع هذا البرنامج على يد الحكومة الكندية الليبرالية، وذلك مع قيام القوات الخاصة الكندية بتنفيذ غارات جوية هناك إلى جانب مشاركتها في معارك بالأسلحة الرشاشة ضد القوات المعادية، إذ أصرت الحكومة الكندية الليبرالية وقيادة الجيش الكندي في ذلك الحين على عدم اعتبار تلك الأنشطة على أنها حالة قتال.

مهمة ناجحة!

هذا ولم يكشف الجيش الكندي عن أية تفاصيل حول ذلك القتال بموجب الاستراتيجية المتعلقة بعمليات الاتصال الاستراتيجية، إذ مثلاً نسق الجيش الكندي لنشر معلومات عبر إحدى المنابر الإعلامية الإخبارية في عام 2017 تتصل بأحد قناصي القوات الخاصة الكندية الذي قنص أحد مسلحي تنظيم الدولة على مسافة تبعد 3.5 كيلومترات.

وقد تم الكشف عن تلك المعلومات قبل أيام من إعلان الحكومة الليبرالية الكندية عن تجديدها لمهمة جيشها في العراق لمدة عامين، بحيث تم القيام بذلك للتأكيد على مدى نجاح تلك المهمة بنظر المسؤولين الكنديين الليبراليين وضباط الجيش، وذلك بحسب ما ذكرته مصادر في وزارة الدفاع الكندية في ذلك الحين.

المصدر: Ottawa Citizen