icon
التغطية الحية

صيد" الطير الحر" في مناطق شرق سوريا هواية متوارثة.. تعطلها الميليشيات

2021.11.08 | 13:02 دمشق

01000.jpg
دير الزور - صياح البحر
+A
حجم الخط
-A

انتشار مخلفات الحرب والخلايا النائمة لم تمنع "جاسم الأحمد" من الخروج مع رفاقه لصيد الطائر الحر هذا الموسم في محيط مدينة هجين الخاضعة لسيطرة قوات قسد شرقي نهر الفرات.

حيث شهد الموسم الحالي لعملية صيد الطائر الحر تقلص مناطق الصيد ونفوذها في مناطق غرب نهر الفرات وشرقه الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام على حد سواء.

ويقول أسامة الحاج (اسم مستعار) من صيادين بلدة التبني الخاضعة لسيطرة قوات النظام غرب الفرات إنهم لم يخرجوا هذا الموسم باتجاه بادية البلدة بشكل خاص والأرياف بشكل عام بسبب مخاطر الصيد التي تلحق بهم.

ويضيف بأن الميليشيات التابعة لقوات النظام تفرض إتاوات تصل إلى نصف سعر الطائر الحر على الصياد الذي يتمكن من اقتناص الطائر الحر في مناطق سيطرتها غرب نهر الفرات من ريف دير الزور الشرقي مروراً في الريف الغربي وصولاً إلى بادية ريف الرقة الشرقي.

 

photo_2021-10-31_14-18-45.jpg

ميليشيات النظام و"قسد" تعطل عمل الصيادين

وقد أكدت مجموعة من الصيادين من الباغوز وهجين والحوس الخاضعات لسيطرة قوات قسد شرق الفرات في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا بأن مساحات الصيد في بادية الجزيرة قليلة نتيجة انتشار مخلفات الحرب والحملات الأمنية التي تطلقها "قسد" في أرياف دير الزور وصولا إلى أرياف الحسكة ضد خلايا تنظيم الدولة.

وأشار الصيادون الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم لأسباب أمنية أن عملية الخروج للصيد أصبحت مستحيلة وتملؤها المخاطر في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة "قسد" نتيجة انتشار مخلفات الحرب بشكل كبير في البوادي ومحيط القرى والبلدات.

وقال صيادو الطائر في منطقة غرب الفرات الخاضعة لسيطرة قوات النظام من بلدة التبني بأن الإتاوات وصلت إلى حد مصادرة الطيور واعتقال أصحابها في حال التخلف عن دفعها عند التمكن من صيد الطيور مما دفعهم إلى عدم الخروج والمخاطرة بذلك.

الصيادون هواة المخاطر

على الرغم من المخاطر التي تلاحق صيادي الطائر الحر في مناطق سيطرة "قسد" بريف دير الزور شرق نهر الفرات إلا أن هوايتهم وغريزتهم التي تربوا عليها تجبرهم على الخروج "للمقناص" (مكان صيد الطيور الحرة).

وأضاف "عبد الجليل الخلف" من مدينة هجين بأن هذا الموسم شهد العديد من عمليات الصيد والطرح للبيع من قبل أبناء المنطقة الذين واجهوا المخاطر وخرجوا للصيد وعادوا بالطيور الحرة بمختلف أنواعها.

 

photo_2021-10-31_14-18-46.jpg

 

وأشار عبد الجليل إلى أن جميع الصيادين رافقوا آباءهم في الصغر وأجدادهم مما يجعل عملية الصيد في البراري عادات متوارثة في المنطقة ويصعب التخلي عنها رغم المخاطر التي شهدها هذا الموسم.

وفي بلدة المسرب الخاضعة لسيطرة قوات النظام غرب دير الزور تمكن اثنان من الصيادين من صيد طائر حر من فصيلة الشاهين وقاموا على إثرها بالتوجه نحو الضفة الأخرى من النهر منتصف الشهر المنصرم لبيعها هناك والاستفادة من ثمنها والهروب من إتاوات قوات النظام عليهم.

وعكف معظم الصيادين من أبناء الميادين والبوكمال شرق دير الزور والتبني غرب دير الزور على الخروج إلى البوادي نتيجة انتشار مجموعات مجهولة الهوية يعتقد بأنها خلايا تنظيم الدولة بالإضافة إلى انتشار المقارّ والنقاط العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية والفصائل الموالية لروسيا في المنطقة مما يمنع الصيد بحرية في المنطقة.