icon
التغطية الحية

صورة مخابرات الأسد في مسلسلات رمضان: دراما مرعبة وواقعية دموية

2024.03.21 | 16:40 دمشق

آخر تحديث: 21.03.2024 | 16:58 دمشق

مخابرات الأسد في الدراما السورية
لم تخلُ مسلسلات رمضان من تمرير رسائل مرعبة هدفها تكريس سلطة الأمن
تلفزيون سوريا ـ فايز النعيمي
+A
حجم الخط
-A

"سيارات بيجو ستيشن ومرسيدس ونظارات سوداء داكنة وسلاح كلاشنكوف وحركات استعراضية"، هي إكسسوارات ولوازم ضرورية لإنتاج أي مشهد كوميدي أو عمل درامي أبطاله عناصر مخابرات أو مسؤول في الدولة، وهو ما اعتاد المشاهد على رؤيته في المسلسلات السورية، ويمكن القول إنه يشبه إلى حد كبير الواقع السوري، من خلال ما ترتكبه الأجهزة الأمنية في البلاد من انتهاكات وتسلط واستبداد، فصورة المخابرات في الدراما السورية كما انعكست في عدة مسلسلات، يعرض بعضها ضمن قوالب كوميدية، يبدو ظاهرها رسم البسمة، بينما باطنها تعميق الخوف. فهي تركز على جعل خوف المواطن السوري من المخابرات حالة طبيعية ومطلوبة، ليس من أجل توفير الكوميديا في العمل وحسب، بل من أجل السلامة الشخصية في الواقع.

كوميديا الرسائل المرعبة

وهكذا لم تخلُ من تمرير رسائل مرعبة وواقعية هدفها تكريس سلطة الأمن والسخرية من ضعف المواطن أمامها، لا من تلك الأجهزة المرعبة، وبالتالي فهي تكرس هذه السلطة المطلقة التي يجب أن تتعامل معها بخضوع واستسلام ولا تفكر في التمرد عليها ولو في أحلامك.

 

وإذا كانت هذه الأعمال تكتب بمبادرة من بعض الفنانين المقربين من أجهزة الأمن، والذين كانوا يستعينون بكتاب لصياغة أفكارهم، فإنها كانت تعرض على أجهزة الأمن لأخذ الموافقة لأن رقابة التلفزيون السوري لم تكن قادرة على تحمل إجازة مثل هذه الأعمال، وكان يقال إن الموافقة "جاءت من فوق"، أي على الرقيب أن يوقع بالموافقة على النص وهو مطمئن، والوسيط في هذه الحال فنانون يترددون على أجهزة الأمن بصفة أصدقاء أو مهرجين، ويعرضون على هذا الضابط أو ذاك أن يقدموا صورة جديدة لأجهزة الأمن على الشاشة لا بد أن تروق لهم، وأن تجعلهم يضحكون ملء أشداقهم، لا على صورتهم بل على صورة المواطن المسحوق الذي يضحك على رعبه معهم، بالطبع بعد أن يقوم صنّاع الدراما بأخذ الموافقة دوما من الجهات المسؤولة والمختصة، على تصوير هكذا أعمال أو سكيتشات قصيرة.

 رجل الأمن "سريع البديهة"

عادة ما يظهر رجل الأمن في الدراما السورية، على أنه قوي سريع البديهة والذكاء ويبحث عن العدالة ويرفض الظلم والتجاوزات، حتى لو ظهر بعض الاستثناءات في بعض الأعمال – إلا أن الصورة العامة عادة ما تظهر الجانب الإيجابي، المحارب للفاسدين اللاهثين وراء مصالحهم الشخصية، وهو ما ظهر في مسلسل الولادة من الخاصرة، من خلال الصراع الدائر بين ضباط الخير والشر إن صح التعبير، كما أظهرت عدة مسلسلات بعض حالات الفساد في الأجهزة الأمنية، لكنها دائما ما تصطدم برد أقوى ينتهي بفوز رجال الأمن الشرفاء، وفي الحالة الكوميدية توجد مساحة أكبر لإظهار العلاقة بين المواطن والاستخبارات، فحالة الرعب من رجال الأمن هي السائدة، ودائما ما تعرض بطريقة لا تخلو من النقد الساخر.