icon
التغطية الحية

صراع قديم متجدد.. ماذا جرى بين مكونات الفيلق الثالث في تل أبيض؟

2023.07.29 | 12:08 دمشق

صراع قديم متجدد.. ماذا جرى بين مكونات الفيلق الثالث في تل أبيض؟
صراع قديم متجدد.. ماذا جرى بين مكونات الفيلق الثالث في تل أبيض؟
حلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

اندلعت مواجهات، يوم الجمعة، بين مجموعات تتبع للفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري عند معبر تل أبيض بريف الرقة الشمالي، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 5 آخرين، بسبب خلاف وصراع قديم - متجدد على الاقتصاد والأمن في المنطقة.

ونتيجة الاشتباكات، أغلقت القوى الأمنية في الفيلق الثالث والشرطة العسكرية بعض الطرق المؤدية إلى مدينة تل أبيض، في pdk سُلّم المعبر الحدودي مع تركيا للشرطة العسكرية، بالتزامن مع سعي قيادات الفيلق الثالث لاحتواء الخلاف ومنع تمدده.

جذور وأقطاب الصراع

يتمحور الخلاف بشكل رئيسي بين قطبين رئيسيين داخل الفيلق الثالث، وهما قائد الفيلق حسام ياسين وعدد من المقربين منه، وقائد الجبهة الشامية عزام الغريب (أبو العز سراقب) وجزء من فريق العمل التابع له.

بدأ الخلاف يطفو على السطح، في شهر أيار الماضي، حين عيّنت "الجبهة الشامية" عزام الغريب قائداً جديداً لها، خلفاً للقائد السابق حسام ياسين، الذي استمر في مهامه قائداً عاماً للفيلق.

ومن المعروف أن "الفيلق الثالث" تشكل وفق تحالفات عسكرية في الجيش الوطني بقيادة مهند خليف أبو أحمد نور، قبل أن يعيّن بدلاً عنه "حسام ياسين"، ويتألف الفيلق بشكل رئيسي من الجبهة الشامية، وجيش الإسلام، وفيلق المجد، ولواء السلام.

واتخذت الأطراف من منطقة تل أبيض شمالي الرقة ساحة لإثبات الذات، من خلال الاستحواذ على ملفي الاقتصاد والأمن، وتعيين الأشخاص من كل طرف في مناصب حساسة بناء على الولاءات.

تسلسل زمني للخلافات

يمكن تلخيص الخلافات داخل الفيلق الثالث بما يخص منطقة تل أبيض حسب التسلسل الزمني كالآتي:

  • شغل حسام ياسين قيادة الفيلق الثالث في منطقة تل أبيض لفترة طويلة، قبل أن يتجه إلى منطقة ريف حلب الشمالي ويستلم منصب القائد العام للفيلق خلفاً لـ "أبو أحمد نور".
  • أحدث حسام ياسين عدة تغييرات من ضمنها تسليم يامن تلجو (قائد فيلق المجد)، قيادة الفيلق الثالث في تل أبيض.
  • بدأ حسام ياسين باتباع استراتيجية للتغيير في تل أبيض بالتعاون مع يامن تلجو، من خلال عزل بعض الشخصيات من منصبها وتعيين آخرين بناء على ولاءاتهم له.
  • أثارت قرارات حسام ياسين غضب بعض المكونات في الجبهة الشامية، ممن اعتبرت أن "ياسين" يحاول دعم نفوذ فيلق المجد على حساب "الشامية" في تل أبيض.
  •  أفضى الخلاف إلى توجه "الشامية" لتعيين قائد جديد (أبو العز سراقب) بمعزل عن قائد الفيلق الثالث للحفاظ على مكتسبات "الشامية" والحد مما وصِف بـ"التهميش".
  •  أجرى قائد "الشامية" الجديد عدة جولات في تل أبيض ونصّب أشخاصاً جددا في المكاتب الاقتصادية والأمنية هناك.
  •  قائد "الشامية" عيّن "فراس صبوح" (أبو الليث الحمصي) كقائد عام لقوات الفيلق الثالث في تل أبيض.
  • بدأت أطراف محسوبة على "الشامية" وتحديداً القيادي في لواء عاصفة الشمال سمير عموري، وقائد قوات الطوارئ أبو علي سجو، بالضغط من أجل تقويض صلاحيات "أبو الليث الحمصي" بدعوى أنه مقرب من "حسام ياسين"، وذلك من خلال السعي لتعيين قائد عسكري في منطقة تل أبيض يتوافق مع توجهاتهم، يدعى "أبو دجانة شوبك".
  • رأت قيادة الفيلق الثالث ضرورة ترسيخ نجاح تجربة الاندماج في تل أبيض بين الكتل العسكرية للفيلق من خلال تعيين "أبو الليث" قائداً للمنطقة، مع التوافق بين "أبو العز سراقب" و"يامن تلجو" على تسليم "هاني الخالد" ملف الاقتصاد وتثبيت حالة الاندماج، وهذا ما رفضه فريق ضمن الشامية بقيادة "سمير عموري" و"أبو علي سجو".
  •  استشعر "حسام ياسين" والمقربون منه حجم الضغط لتقويض نفوذهم، فقرروا عزل أمني معبر تل أبيض المدعو "أبو وليد" المحسوب على "عموري" و"أبو علي سجو" كـ "حركة استباقية".
  •  تحركت قوات من "الشامية" تُتهم بموالاة  "حسام ياسين" يوم أمس باتجاه المعبر للسيطرة عليه وتطبيق قرار عزل "أبو الوليد" بالقوة، وأدى ذلك لمقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.

ويُشار إلى أن المعلومات وتفاصيل الخلاف الواردة أعلاه، صرّحت بها مصادر متطابقة لموقع تلفزيون سوريا، مطلعة على أسباب وجذور الصراع منذ بدايته.

ماذا جرى يوم أمس؟

هاجمت القوات المحسوبة على "حسام ياسين" بقيادة أبو الليث الحمصي، وأبو أحمد الشامي، وأبو عامر الشامي، ظهر يوم الجمعة، معبر تل أبيض بهدف تطبيق قرار عزل الأمني "أبو الوليد" بالقوة، وأسفر ذلك عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.
 

هاجمت القوات المحسوبة على "حسام ياسين" بقيادة أبو الليث الحمصي، وأبو أحمد الشامي، وأبو عامر الشامي، ظهر يوم الجمعة، معبر تل أبيض بهدف تطبيق قرار عزل الأمني "أبو الوليد" بالقوة، وأسفر ذلك عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.    لحظة الهجوم على معبر تل أبيض

وجاء الهجوم بعد أن شعر تيار "حسام ياسين" بأن القوى المدعومة من "سمير عموري" و"أبو علي سجو" ستضغط من أجل عزل "أبو الليث" عن قيادة الفيلق الثالث في تل أبيض وتعيين بديل عنه، بالتالي الحد من نفوذ "ياسين".

ومما أغضب "عموري" و"أبو علي سجو"، منح امتيازات اقتصادية لـ "فيلق المجد" على حساب "الجبهة الشامية" في تل أبيض، عبر تسليم عدة ملفات اقتصادية لشخص ينتمي لـ "المجد" يدعى "هاني الخالد".

وحاولت القوى التابعة لـ "عموري" و"أبو علي سجو" الضغط على "أبو الليث الحمصي" من خلال التهديد بالهجوم على مقار عسكرية تابعة للمركزية السادسة في اعزاز وريفها بقيادة "أبو فيصل الحمصي"، بدعوى أن "أبو الليث" كان سابقاً من ضمن المقربين من "أبو فيصل".

قائد الفيلق الثالث حسام ياسين وعلى يساره أبو الليث الحمصي

ومساء الأمس توجه قائد الفيلق الثالث حسام ياسين برفقة القائد العسكري مضر نجار إلى منطقة تل أبيض بهدف حل الإشكال بين جميع الأطراف وإنهاء التوترات، في حين تطالب قيادة الجبهة الشامية بمحاسبة القوات التي هاجمت المعبر وقتلت عنصراً، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل التصعيد.

ويتخوف قادة وأفراد في الفيلق الثالث من تطور الخلافات التي من شأنها تعزيز الانقسام وإضعاف الفيلق بشكل عام، في وقت تحاول فيه "هيئة تحرير الشام" والقوى الموالية لها في ريف حلب الشمالي اختراق نفوذ الفيلق تدريجياً تمهيداً للسيطرة على ما تبقى من مناطقه.