icon
التغطية الحية

صراع على ممرات الطاقة.. التنافس الإيراني التركي يشتد

2023.10.03 | 12:22 دمشق

صراع على ممرات الطاقة.. التنافس الإيراني التركي يشتد
صراع على ممرات الطاقة.. التنافس الإيراني التركي يشتد
إسطنبول - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

أخرجت تصريحات علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الرئيس الإيراني التوتر بين طهران وأنقرة إلى العلن، حيث تحدث أكبر ولايتي لموقع ديدبان إيران يوم الأحد الفائت عن مساع أميركية للتمدد جنوب القوقاز تحت عباءة تركيا، وهدد بأن الجانبين سيلقيان مواجهة ممن وصفهم بـ "مجموعات عرقية مختلفة" وأكد أنه "ستتم محاصرتهم".

في اليوم التالي لتهديدات المستشار الإيراني، أعلن بسام صباغ نائب وزير خارجية النظام السوري "استحالة" تطبيع العلاقات مع تركيا قبل سحب قواتها من الأراضي السورية، ووصف وجودها في سوريا بأنه "احتلال غير قانوني"، حيث يكرر النظام السوري مطلب طهران ذاته الذي صرحت به مراراً منذ أن فرضت نفسها على المسار الرباعي الخاص بتطبيع العلاقات بين أنقرة والنظام السوري، وطرحه الوفد الإيراني بشكل واضح خلال جولات المسار، في سياق الضغط على أنقرة الساعية لتوظيف التطبيع مع النظام في إطار مكافحة حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري (وحدات حماية الشعب).

فيما بين التصريحين، حط وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الرحال في إقليم شمال العراق منتصف شهر أيلول/ سبتمبر 2023، حيث تعول طهران علاقتها مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني من أجل منافسة أنقرة التي تربطها علاقات وثيقة برئيس الإقليم نيجرفان بارزاني نجل الزعيم الكردي مسعود. إضافة إلى ما سبق، يوفر الحشد الشعبي العراقي المدعوم إيرانياً مظلة لنشاط حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار.

يساور إيران قلق بالغ من طموح تركيا المتمثل بالتحول إلى "دولة عبور موثوقة" للغاز والنفط باتجاه أوروبا، مما يهدد مصالح طهران الساعية بدورها لاستثمار ثرواتها من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية ونفوذ سياسي.

ومن أجل تحقيق أنقرة لطموحاتها تتحرك على عدة محاور، من جهة تسعى لاستكمال فتح ممر زنغزور الذي يربط أذربيجان بإقليم ناخشيفان بعد استكمال باكو لاستعادة السيطرة على كامل إقليم قره باخ، وهذا يؤدي بالضرورة إلى فتح المجال أمام نقل النفط والغاز من دول أوزبكستان وتركمانستان وأذربيجان إلى أوروبا مروراً بتركيا، وبالتالي توفير مصادر طاقة جديدة لأوروبا الساعية للتحرر من قيود الطاقة الروسية.

أيضاً، تتجه تركيا خلال الأسبوع الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لإعادة تشغيل خط النفط التركي – العراقي بعد توقف لمدة 6 أشهر، وبموجب تفاهمات جديدة مع حكومة إقليم شمال العراق والحكومة المركزية تضمن المزيد من النفوذ التركي في العراق، وبطبيعة الحال فإن تدفق النفط العراقي مجدداً إلى السوق سيساهم في تحقيق نوع من استقرار الأسعار، ويقلل من حاجة الغرب لنفط كل من إيران وروسيا.

وتمتلك أنقرة وحكومة إقليم شمال العراق تصوراً مشتركاً لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز أيضاً، وفي حال تم تجاوز عقبات تأسيسه سيكون رافداً إضافياً لمشروع تركيا المتمثل بإنشاء منصة لبيع الغاز للدول الأوروبية.

من جانب آخر، تقدمت عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل بشكل كبير، وقد تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إجراء قمة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2023، وتضع أنقرة على رأس أولوياتها تأسيس شراكة مع تل أبيب في مجال الطاقة، بحيث تلعب تركيا دوراً محورياً في نقل الغاز من الحقول الإسرائيلية إلى الدول الأوروبية.

وفرت الحرب الروسية على أوكرانيا - وما تبعها من توتر كبير في العلاقات بين موسكو والغرب - فرصة لتركيا للعمل على توظيف موقعها الجغرافي لتصبح لاعباً مهماً في سوق الطاقة العالمي، مستفيدة من توقف الدول الأوروبية عن استيراد الغاز الروسي واستمرار القيود على تصدير إيران للنفط، ولذا فقد اشتد التنافس بين أنقرة وطهران التي تريد بدورها الاستفادة من هذه الفرصة لتحسين أوراقها التفاوضية لرفع العقوبات عنها، في ظل حاجة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لاستقرار سوق الطاقة العالمي.