icon
التغطية الحية

توقيت قاتل.. مَن المستفيد من هجوم أنقرة؟

2023.10.02 | 13:40 دمشق

يسب
إسطنبول - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

بينما كانت دول الناتو تنتظر انعقاد سنة تشريعية جديدة في البرلمان التركي يوم أمس الأحد بعد توقف شهرين ونصف لمناقشة عضوية السويد في الحلف، وقع هجوم إرهابي في صباح اليوم ذاته وعلى بعد ألف متر عن بوابة البرلمان، استهدف مديرية الأمن في العاصمة أنقرة، ليعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجوم، وتتبعثر الأوراق مجدداً.

وفي الساعة التاسعة والنصف صباحاً من يوم أمس الأحد، وقبل 5 ساعات من بدء العام التشريعي الثاني للدورة الـ28 للبرلمان التركي، توقفت سيارة تقل رجلين اثنين أمام بواية مديرية الأمن وسط أنقرة يحملان رشاشاً أميركياً وقاذفة صواريخ روسية، لينتهي الهجوم خلال دقائق بمقتل المهاجمين وإصابة عنصري أمن تركيين.

لم يكن الهجوم احترافياً، سواء من ناحية مكان وقوف السيارة وطريقة الاشتباك بالرشاشات، كما أن أحد المنفذين أطلق الصاروخ بعشوائية ما تسبب بمقتل زميله في حين كان حراس المبنى داخل غرفتهم المحصنة.

والمفاجئ أن حزب العمال الكردستاني أعلن في بيان مسؤوليته عن الهجوم في تبنٍ هو الأول منذ عام 2015، حتى إن الحزب أعلن عدم مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف منطقة تقسيم وسط إسطنبول في تشرين الثاني من العام الماضي، ولكن اللافت في بيان الحزب ما حمله من عبارة واضحة: "يجب أن يعلم الجميع أنه إذا أراد أعضاء كتيبة الخالدين، كان بإمكانهم إجراء تغيير بسيط في وقت العمل، الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة تمامًا. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ مثل هذا الاختيار بوعي، وكان الغرض الرئيسي هو؛ وتم الالتزام بهدف إيصال الرسالة اللازمة إلى الجهات المعنية وتحذيرها بشكل جدي".

 

 

قال حزب العمال في بيانه إنه ساعي بريد، وسيكون البحث عن المرسل عملاً شاقاً وذلك لتشابك المصالح وتعقيداتها بين تركيا والجوار، وانخراطها بشكل مباشر في صراعات دولية وإقليمية، إلا أن التوقيت القاتل والمكان يرجحان احتمالات على أخرى.

كان من بين أهم المواضيع المدرجة على جدول أعمال البرلمان التركي، والتي تتابعها عن كثب الدول الغربية على وجه الخصوص، التصويت على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تشعبت المفاوضات على عضوية السويد بين تركيا وأوروبا بشأن حصول أنقرة على تسهيلات في التأشيرات لمواطنيها في وقت تعصف أزمة اقتصادية في البلاد، وبين تركيا والولايات المتحدة بشأن تحديث طائرات الإف 16، ورغم عدم إحراز تقدم في طاولتي المفاوضات، وترحيل أردوغان عملية الموافقة إلى البرلمان التركي ما يمنحه هامشاً للإنكار والمماطلة؛ إلا أن روسيا تريد القضاء على أي احتمالية لموافقة البرلمان على عضوية السويد في الناتو، وبعد الهجوم لم يعد خيار الموافقة في هذا الوقت مطروحاً في البرلمان التركي.

تتعامل روسيا منذ شهرين مع الهجوم الأوكراني المضاد البطيء على جبهتي باخموت وبحر آزوف وتحاول امتصاصه، لكن الجميع متفق أن طرفي الحرب في أوكرانيا لا يملكان في المستقبل القريب متغيرات لاختراق حرب الاستنزاف الطويلة الباردة.

وعلى أعتاب فصل الشتاء القاسي المقبل على أوكرانيا يبدو أن روسيا ستركز أكثر على الملفات المرتبطة بالحرب الأوكرانية، كانضمام السويد لحلف الناتو على سبيل المثال.

ومن المحتمل أن يكون المرسل إيران الغاضبة من أنقرة بعد الدعم التركي للجيش الأذربيجاني في العملية العسكرية الأخيرة في إقليم قره باغ، وما تبع ذلك من حديث عن مشروع ممر زنغزور الذي سيربط تركيا بباكو ومنها إلى امتدادها التاريخي في آسيا الوسطى، في منافسة جيواستراتيجية على حساب طهران.

 

المصدر: TRT عربي

 

وعلى مستوى محلي تركي بعيداً عن تناقض المصالح الإقليمية والدولية، من المحتمل أن تكون غاية الهجوم في أنقرة تعني فقط حزب العمال الكردستاني الذي مني بخسائر فادحة من جراء الضربات الجوية التركية في سوريا والتي قضت على كوادر مفصلية في الحزب دون أي تكاليف تذكر من جهة أنقرة، وبذلك تكون رسالة الحزب في هجوم أنقرة أن الاستمرار في هذا النهج العسكري ضد الحزب وكوادره في سوريا والعراق يعني مزيداً من الهجمات داخل تركيا.

تطورات الأيام المقبلة ونتائج المباحثات فيما يتعلق بانضمام السويد للناتو وممر زنغزور والضربات الجوية في سوريا والعراق سترجح احتمالاً من الاحتمالات الثلاثة المذكورة أعلاه.