icon
التغطية الحية

شركات خاصة تعاود تسيير رحلات برية من السعودية إلى سوريا عبر الأردن

2021.06.06 | 06:44 دمشق

126cc1ac-a9df-4c40-9c69-7c07a6f1b5c3.jpeg
تلفزيون سوريا - محمد حردان
+A
حجم الخط
-A

أعلنت عدة شركات نقل خاصة في السعودية عن إعادة تسيير الرحلات من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية إلى الأراضي السورية ابتداء من بداية شهر حزيران/يونيو الجاري.

 ونشرت الشركات الأوراق المطلوبة للسفر، وهي "حجز على المنصة الأردنية، وتحليل فحص كورونا"، داعية من لم يستطع الحجز على المنصة الأردنية إلى مراجعة مكتب السفريات لمساعدته. وأشارت الشركات في إعلاناتها إلى أنه سيتم تبديل الحافلات في الأردن. ومن الشركات التي أعلنت عن بدء تسيير الرحلات، "الأزهري للسفريات الدولية"، و"البسام للنقليات الدولية"، و"مجموعة القليطي للسفريات الدولية"، وستكون الرحلات من مكة المكرمة، جدة، المدينة المنورة، القريات، إلى جميع المحافظات السورية.

وفي السياق يقول أحد العاملين في شركات النقل شريطة عدم الكشف عن هويته: "تواصلت مديرية السياحة في جدة مع إدارة الشركة، وأخبرتهم أنه يمكن إعادة تسيير الرحلات من جميع المناطق في المملكة السعودية إلى سوريا، وأن الرحلة ستكون على مرحلتين، من السعودية إلى الأردن، وبعدها يتم تبديل الحافلات هناك، لتتابع مسارها إلى سوريا. وأخبرتهم أن المملكة العربية السعودية ستضمن لهم جميع التسهيلات على المعابر البرية، شريطة أن تكون الأوراق الثبوتية كاملة، والالتزام بالتدابير الوقائية ضد فيروس كورونا، وبالفعل بدأ العمل على تنظيم رحلات من جدة ومكة والمدينة، ومن المخطط أن تنطلق أول رحلة لشركتنا خلال الأيام القليلة المقبلة."

ويتابع أثناء حديثه مع موقع تلفزيون سوريا: "معظم المقبلين على السفر، هم من السوريين والعراقيين المقيمين في المملكة، ولا يوجد سعوديون أبداً سجلوا حتى الآن، ولا نتوقع إقبالا من السعوديين في هذه الفترة على الأقل. لا توجد شروط تعجيزية من أجل التسجيل، والكلفة ليست بعالية، خاصة ممن يقيم في المملكة. لكن لا نعلم إن كانت هذه الرحلات ستتكرر وتستمر أم لا، وهذا يتعلق بالإقبال، وعدد الراغبين في السفر، لأنه إن كان عدد المسافرين قليلا، فسيكون عدد الرحلات قليلا وستنظم رحلة كل شهر أو اثنين حسب الطلب."

 

محاولات تعويم النظام عربياً

وإلى اليوم لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن افتتاح الطريق البري بين السعودية وسوريا، عبر الأردن، باستثناء شاحنات الترانزيت، نتيجة انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 2011. ومنذ عام 2012، توقفت الرحلات عبر البر بين سوريا والسعودية، مرورا بالأردن، إثر سيطرة فصائل المعارضة السورية على معبر نصيب. ومن جهته قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة ماردين التركية وسام الدين العقلة لموقع تلفزيون سوريا: "مثل هكذا خطوات تندرج تحت إطار مشروع إعادة تعويم نظام بشار الأسد، في ضوء العديد من المطالبات بإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، ومد جسور العلاقات بين النظام وتلك الدول من جديد. وبالتالي تعويم النظام على المستوى العالمي، مثل الخطوة الأخيرة في زيارة وزير السياحة السوري للرياض مؤخراً، لحضور مؤتمر السياحة العالمي الـ 47، وشارك في افتتاح مكتب منظمة السياحة العالمية في السعودية."

وأردف: "لكن أعتقد أن الفائدة الاقتصادية لهذه الخطوة ستكون ضئيلة، والتأثير الاقتصادي سيكون محدود جداً، لما تعيشه سوريا من ظروف أمنية متهاوية، ولانتشار الجريمة والميليشيات، ولغياب الاستقرار الأمني، وهذا ما يمنع العديد من السياح من زيارة سوريا، لأن السائح لا يستطيع أن يؤمن على نفسه، والتجول بحرية كما كان سابقاً. وربما يقتصر الأمر على الزوار الشيعة الموجودين في دول الخليج، الراغبين في زيارة المراقد الشيعية في سوريا، مثل السيدة زينب وغيرها من العتبات الأخرى."

اتفاقات ضمنية وتسهيلات غير معلنة

يعتبر تسيير مثل هذه الرحلات بين سوريا والسعودية دليلا على وجود اتفاق ضمني أو تساهل من قبل المراكز الحدودية تجاه الشركات التي بدأت بتسيير رحلات منتظمة من السعودية إلى سوريا وبالعكس، تشمل محافظات دمشق، ودرعا، وحمص وحماة. وأوضحت الصحفية والمحللة السياسية المقيمة في الأردن آلاء نصار لموقع تلفزيون سوريا: "بدأت العلاقات السعودية السورية تعود بشكل سري، بسبب التقارب السعودي الإيراني، وهذا هو سبب التسهيلات من المراكز الحدودية، أو القبول الذي حصلت عليه هذه الشركات من أجل بدء العمل، كما يتوقع افتتاح السفارات عما قريب، حسب تسريبات من المملكة السعودية، لكن كل هذا لم يعلن عنه. مع العلم أن السعودية لم ترغب في الإعلان عن الاجتماعات بين الطرفين، كزيارة رئيس الاستخبارات السعودي لدمشق." وعزت سبب كل هذه التغيرات، هو تغير السياسية الأميركية في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط، وبالتالي تصدر السعودية لتكون اللاعب الرئيسي بين دول المنطقة.

وأضافت: "تحاول السعودية بعد خسارتها الدعم الأميركي في حربها ضد الحوثيين في اليمن، التقرب من إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، وتعويض خسارتها في دول أخرى، وخاصة بعد هيمنة إيران على عدة دول في المنطقة مثل سوريا والعراق ولبنان. ويتمثل هذا التقارب في زيارة شخصيات سعودية رفيعة المستوى لبغداد، للقاء شخصيات إيرانية، وبحث العلاقات بين البلدين. والخطوات المبدئية المتمثلة في بدء شركات خاصة تسيير رحلات إلى سوريا، تعكس سياسية السعودية تجاه المنطقة. وكل ذلك يصب في مصلحة النظام السوري، الذي يرغب في تصوير نفسه على أنه شرعي، بعودة العلاقات بينه وبين الدول الأخرى."