icon
التغطية الحية

شح مياه في القامشلي والأهالي يحمّلون المسؤولية لـ"قسد"

2023.08.22 | 16:27 دمشق

آخر تحديث: 22.08.2023 | 16:27 دمشق

أزمة مياه القامشلي
أزمة مياه في مدينة القامشلي بريف الحسكة (تلفزيون سوريا)
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

تشهد مدينة القامشلي في ريف الحسكة شحّاً في مياه الشرب، وسط تحميل الأهالي المسؤولية كاملة على "الإدارة الذاتية" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

ويعاني معظم السكّان في القامشلي من انعدام مياه الشرب، بسبب ضعف الضخ وأعطال في الشبكة، ما يدفعهم للتوجه إلى شراء المياه من الصهاريج وتعبئة خزّانات منازلهم.

وقالت سلمى السعيد - مقيمة في حي السياحي - لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "مشكلتهم مع المياه تمتد إلى أكثر من 5 سنوات من دون أن تجد الإدارة الذاتية حلولاً لتوفيرها، خاصة في فصل الصيف، من جراء زيادة استخدام الأهالي للمياه وضعف الضخ في الشبكة الرئيسية".

وأشارت إلى لجوء قسم كبير من سكّان الحي إلى شراء المياه من الصهاريج حيث ارتفع سعر الـ5 براميل من 15 ألف ليرة سوريّة  إلى 30 ألف ليرة، خلال  شهر آب الجاري، في حين يلجأ قسم آخر للاعتماد على مياه الآبار، التي حفروها أمام منازلهم.

وتغذّي مدينة القامشلي ثلاث محطات للمياه هي: محطة آبار في حي الهلالية التي تزوّد المدينة بنسبة 75%، إضافة لـ خطّي مياه قادمين من "سد سفان" في ريف المالكية شمال شرقي الحسكة، إلى محطتي عويجة ونهر الجقجق على الحزام الشمالي للمدينة.

أسباب رئيسية لمشكلة المياه

كشف مصدر لـ موقع تلفزيون سوريا أن مشكلة ضعف ضخ المياه في العديد من أحياء القامشلي تعود إلى مشكلات واسعة في الشبكة وعدم صيانتها وتطويرها منذ سنوات، بالتزامن مع زيادة أعداد السكّان وتوسّع المساحة العمرانية في المدينة.

وأشار المصدر إلى أن "الإدارة الذاتية تعتمد بشكل رئيسي على جهود المنظمات في توفير الخدمات الرئيسية وتحسين البنية التحتية مثل المياه، ما يتسبّب في تراكم المشكلات وزيادة الأعطال كون حل المشكلة يكمن في إجراء عمليات صيانة شاملة على الشبكة وزيادة قدرة الضخ في المحطات".

اقرأ أيضاً.. تفاقم أزمة المياه في الحسكة.. 5 براميل مقابل 30 ألف ليرة سورية

وتعتمد المحطات على الكهرباء بشكل رئيسي لتشغيل آبار محطة الهلالية، ومع تكرار مشكلات توفير الكهرباء عبر الشبكة وعدم توفير مولدات ومصادر بديلة للكهرباء من قبل "الإدارة الذاتية"، تسبّب ذلك في ضعف الضخ وعدم تشغيل المحطة بكامل طاقتها.

الصليب الأحمر أعاد تأهيل محطة القامشلي

في أيلول عام 2022، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن زيادة إنتاجية محطة مياه الهلالية في مدينة القامشلي والتي يستفيد منها 500 ألف شخص.

وقالت اللجنة في بيان نشرته على حسباها في "فيس بوك"، إنّها "أعادت تأهيل البنى الميكانيكية والكهربائية للمحطة، كما دعمت عمليات المراقبة والتشغيل عن طريق تقديم عدّادات غزارة تعمل بالأمواج فوق الصوتية".

وأشار بيان اللجنة إلى "تقليل ضياعات التسرب عن طريق استبدال خطوط السحب والضخ في الصالة الجديدة".

وتحتوي محطة الهلالية على 52 بئراً تغذّي بشكل رئيسي أحياء الهلالية والغربي والكورنيش وأجزاء من أحياء الوسطى والقصور والحزام، إضافة إلى المشفى الوطني في مدينة القامشلي.

انقطاع للمياه وسط موجه حر شديدة

في حي الكورنيش بمدينة القامشلي، يقول سلام محمد لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ المياه لا تتوفر لأكثر من ساعة أو ساعتين كل ثلاثة أيام في أفضل الأحوال، كما أنّها تأتي في أوقات لا تتوفّر فيها الكهرباء لسحبها إلى الخزّانات.

ويعجز سلام - وهو رب أسرة مكوّنة من خمسة أفراد - عن شراء مياه الصهاريج، ما دفعه برفقة أفراد من عائلته للاقتصاد في استخدام المياه، وسط موجة حر سجّلت 47 درجة، الأسبوع الفائت.

ومنذ بداية فصل الصيف تفاقمت مشكلة نقص المياه في أحياء (السياحي والغربي والكورنيش والزيتونية والموظفين والحزام والعنترية وقناة السويس وحلكو والهلالية) بمدينة القامشلي.

ويرى محمد أنّ آلية ضخ المياه غير منصفة، ففي الوقت الذي تتوفّر فيه المياه في بعض أحياء القامشلي على مدار 24 ساعة، توجد أحياء لا تصلها المياه لعدة أسابيع وأشهر أحياناً.

ويلجأ السكّان إلى البحث عن مصادر بديلة لمياه الشبكة، إمّا بالاعتماد على شراء مياه من الصهاريج الجوالة، أو عن طريق حفر آبار منزلية، ما يشكّل عبئاً مادياً إضافياً على المواطنين، في ظل ما تشهده المنطقة من ظروف اقتصادية صعبة.

في أواخر شهر تموز الفائت، كشف واصل أسعد - إداري في مديرية مياه الشرب بالقامشلي - عن مشروع لفصل شبكتي مياه المنطقة الغربية عن الشرقية في القامشلي، وذلك بهدف زيادة كمية الضخ وضمان وصول حصص متساوية من المياه لكل المناطق.

وأشار المسؤول في المديرية التابعة لـ"الإدارة الذاتية" إلى أنّ "البدء بالمشروع ينتظر الموافقة على ميزانية تبلغ 12 ألف دولار أميركي، ولن تتجاوز مدة تنفيذه أسبوعاً واحداً".

يشار إلى أنّ أزمة المياه في القامشلي ترتبط بشكل رئيسي بزيادة ساعات تقنين الكهرباء، حيث إنّ السكّان يعجزون عن سحب المياه الضعيفة أساساً من الشبكة، لعدم توفّر الكهرباء في ساعات الضخ القليلة.