البث المباشر
كشفت حالة التعفن داخل شقة سكنية في الرقة، النقاب عن انتحار شاب شنقاً، كان يقيم بمفرده داخل منزله بالمدينة وذلك بعد عودته مؤخراً من ألمانيا.
وأكدت شبكات محلية أن انبعاث روائح تفسخ الجثة من منزل الشاب محمد الأسود، دفع الجيران لخلع باب شقته، يوم أمس الثلاثاء، ليعثروا عليه مشنوقاً بسقف المنزل.
وتشير تقديرات من دخلوا المنزل إلى أن الشاب انتحر بشنق نفسه منذ نحو أسبوع، إذ لا توجد آثار اعتداء جسدي عليه.
وكان الأسود عاد قبل نحو شهر إلى مدينة الرقة بعد سنوات من إقامته في ألمانيا بصفة لاجئ، ولم يبرر سبب عودته لذويه إلا بكونه "سئم من الغربة".
الاكتئاب واليأس في ألمانيا
وأظهرت دراسة علمية نشرت نتائجها العام الماضي في مجلة "بي أم سي بابليك هيلث" الدورية العلمية، أجراها معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية ببيروت، أن معدل انتشار الاكتئاب عند اللاجئين السوريين في ألمانيا بلغ 14 في المئة.
وفي تصريحات سابقة لإريس هاوت، عضو مجلس رئاسة الجمعية الألمانية للطب النفسي والعصبي، قالت إن كثيرا من اللاجئين في ألمانيا يعانون من ذكريات تجارب مؤلمة نفسياً، وكثيراً ما ترتبط حياتهم في ألمانيا أيضاً بشعور الافتقاد للأمان فمعظم اللاجئين يعانون من إجهاد مزمن يستمر لسنوات بسبب حياتهم في وضع المترقب، والإجهاد يمثل أحد الأسباب التي يمكن أن تصيب الإنسان بالاكتئاب واضطرابات الخوف والإدمان، بل والانتحار.
حالات الانتحار في سوريا
وكان رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو قال في حديثه لإذاعة (ميلودي) أمس الإثنين إن عدد حالات الانتحار المسجلة في مناطق سيطرة النظام السوري منذ بداية العام الجاري بلغت نحو 64 حالة، في حين سُجلت 124 حالة في 2019، في حين بلغ العدد الأكبر في عام 2020 نحو 197 حالة، وسجل عام 2021، 166 حالة".
ونهاية أيار الماضي، اعتبر الطبيب النفسي واستشاري الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي تيسير حسون أن "نحو مليوني شخص في سوريا مصابون بالاكتئاب، وما يقارب 300 ألف آخرين يحاولون أو يفكرون بالانتحار".
وقال حسون في حديثه لإذاعة "ميلودي إف إم" إن "مراجعات العيادات النفسية ازدادت بشكل هائل، ومعظمها لحالات مصابة بالاكتئاب بكل أنواعه وكذلك القلق". مبيناً أن "غالبية الحالات تعاني من ضغوط نفسية لا تحل بسبب تداعيات الأزمة".
