icon
التغطية الحية

سوري يحافظ على مهنته ويلتحق بالدفاع المدني الهولندي

2022.07.12 | 16:00 دمشق

سوري
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

حقق اللاجئ السوري في هولندا أيمن قشقش بعد الكثير من التعب حلمه في العودة للعمل في مهنته في الدفاع المدني وذلك بعد أن اجتاز أخيراً آخر امتحان له، وسط إشادات بما قام به من قبل بعض وسائل الإعلام الهولندية.

ويقول أيمن (36 عاماً) الذي عمل في مدينة حلب لمدة أربع سنوات ونصف خلال الحرب كرجل إطفاء: "كان والدي رجل إطفاء، وكان أخي رجل إطفاء، وأصبحت أنا رجل إطفاء"، مضيفاً "إنها مهنة رائعة (..) أحب مساعدة الناس".
وهرب أيمن من سوريا في عام 2015 مع عائلته إلى هولندا وفي عام 2018 تقدم للعمل في مركز الإطفاء في مدينة ناردين التابعة لبلدية خويسه ميرين في شمالي هولندا وكان حينئذ برفقة مترجم لأنه لم يكن يتحدث اللغة الهولندية بعد، وفق موقع راديو وتلفزيون "شمالي هولندا".

ويقول رجل الإطفاء الهولندي رينيه وورستلينج الذي رافقه في السنوات الأخيرة: "شاهدت أيمن لأول مرة منذ عام لقد رأيته كيف كان يتغير من شخص يتحدث اللغة الهولندية بشكل سيئ إلى رجل إطفاء بارع"، مضيفاً أنه "ذكي جداً كيف صمد في بيئة غريبة؟".

"قشقش" كان لديه خبرة بمهنته ويقول مديره جاك روسيندال "من المحتمل أن يكون قد مزقته الحرب كثيراً"، مضيفاً "لسوء الحظ كان عليه أن يقوم بتدريباته مرة أخرى هنا وتأخر ذلك بسبب كورونا، لكنه الآن نجح، نحن فخورون جداً بذلك".

وبحسب الموقع الهولندي فإن رجال الإطفاء ساعدوا أيمن كثيراً حيثما أمكنهم، من السكن إلى التدريب على الامتحان، ويقول قشقش: "أحصل على الكثير من الدعم وأنا ممتن جداً لزملائي".

تغلب على العقبات

إلى جانب اللغة الهولندية بما في ذلك لغة رجال الإطفاء في الامتحانات النظرية، كان على قشقش التغلب على المزيد من العقبات.

ويقول أيمن: "في هولندا الأمور مختلفة جداً في خدمة الإطفاء"، مضيفاً "في سوريا، تقوم بمساعدة الضحية على الفور ولا تفكر في نفسك. في هولندا الكثير من القواعد والإجراءات من أجل سلامتك (..) وهذا أمر جيد لأنه لا ينبغي بالطبع أن يكون هناك ضحية ثانية".
ووفقاً للموقع الهولندي، اجتاز قشقش أخيراً آخر اختبار له في خدمة الإطفاء الهولندية، وهو الآن جاهز تماماً للعمل كرجل إطفاء.

أيمن سعيد لتمكنه من ممارسة مهنته مرة أخرى في هولندا ويقول "أنا أستمتع بكوني قادراً على مساعدة الناس مرة أخرى.. وأريد أيضاً أن أفعل شيئاً ما للمكان الذي أعيش فيه".
ويجري رجال الإطفاء كل يوم أربعاء تدريبات في مدينة ناردين ويرحبون بالمتطوعين الجدد كثيراً ولا ينبغي أن يمثل حاجز اللغة مشكلة أيضاً، وفق ما نقل الموقع الهولندي.

ويقول رجل الإطفاء الهولندي رينيه: "أظهره أيمن أنه حيث توجد الإرادة، يوجد طريق"، مضيفاً "لذلك يمكن للاجئين الآخرين المهتمين التقديم (..) إذا كانوا مثابرين مثل أيمن، فإن الباب مفتوح بالتأكيد لهم هنا".

وتسلط وسائل الإعلام الهولندية بين حين وآخر أضواءها على نجاحات اللاجئين السوريين الذين أثبتوا أنفسهم في عدة مجالات خصوصاً التعليمية والمهنية.

وعلى مدار العشرة أعوام الأخيرة فر من الحرب في سوريا عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة وأبرزها امتحانات اللغة.

ومنذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من 13 ألف لاجئ سوري إلى هولندا وتقدموا بطلبات لجوء، ويقدر عدد السوريين في هولندا بأكثر من مئة وستة وعشرين ألف شخص.