icon
التغطية الحية

سوري تطوع لأخذ لقاح كورونا الجديد يروي لتلفزيون سوريا تجربته

2020.11.14 | 04:29 دمشق

lqah.jpg
برلين - عباس الديري
+A
حجم الخط
-A

خضع شاب سوري في ألمانيا للاختبارات التجريبية على اللقاح المضاد لفيروس كورونا بعد عدة اختبارات اجتازها جميعا بشكل جيد، فالجميع قرأ الأخبار السعيدة التي انتشرت في الأيام الماضية عن اكتشاف شركة ألمانية للقاح مضاد للفيروس، والجميع تحدث عن فضل الشركة وأصحابها ذوي الأصول التركية، إلا أن للمهاجرين في ألمانيا فضلا آخر، فمن بين 13 شاباً، الذين أخذوا اللقاح شاب سوري قادم من مدينة دير الزور كان أول المقبولين لأخذ اللقاح من قبل الشركة المطورة.

1000 متطوع ألماني وسوري وحيد

الخوف من انتشار فيروس كورونا في شهر آذار/ مارس في عموم البلاد، جعل الجميع يقرأ في المواقع الطبية عن اختبارات الشركات المطورة للعقاقير، حاتم الشلاش قرأ خبراً مفاده أن شركة مطورة للعقاقير تبحث عن متطوعين، لم يتأخر حاتم كثيرا حتى أرسل البيانات للشركة ساعياً في ذلك تقديم خدمة إنسانية للجميع، اجتاز الشاب السوري العديد من الاختبارات، ليتم اختياره مع 12 شخصاً آخرين من أصل ما يزيد عن ألف متطوع قدموا من مختلف المدن الألمانية، ليكون بذلك السوري الوحيد المتطوع لأخذ اللقاح.

اقرأ أيضا: الأعراض الجانبية للقاح كورونا يكشف عنها أحد المتطوعين

نتائج الاختبارات حصل عليها حاتم في مطلع الشهر السادس من العام الجاري، حيث تم التواصل معه وأبلغته الشركة أنها ستكون سعيدة عند انضمامه وأخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، موقع تلفزيون سوريا التقى بحاتم ابن مدينة دير الزور السورية للحديث عن تجربته في أخذ الجرعات التجريبية من اللقاح في ألمانيا.

أصر حاتم في بداية حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن يخبرنا بأنه تطوع لأخذ اللقاحات التجريبية بدوافع إنسانية في المرتبة الأولى ومحاولة منه لرد الجميل للدولة الألمانية التي منحته الأمان والاستقرار على أراضيها، يقول حاتم" عندما شاهدت الخبر الذي نشر على إحدى المجموعات السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم أتردد لثانية في تعبئة الاستمارة وإرسالها، حتى إنني تكبدت عناء السفر لعدة أيام متمنياً أن أعيد جزءاً بسيطاً مما تقدمه الحكومة الألمانية للاجئين، وكانت النتيجة إبلاغي في الشهر السادس بأنني من الأشخاص الموافق عليهم لأخذ اللقاحات التجريبية".

يضيف حاتم: "بلغ عدد المتقدمين لأخذ اللقاحات التجريبية ما يزيد عن ألف شخص، جميعهم ألمان وأنا الشخص الوحيد العربي بينهم، لم أشاهد أي عربي غيري من المتطوعين، في الجولة الأولى للاختبارات سأل البرفسور المسؤول من يدخن فرفع ما يزيد عن الثلثين أيديهم، وسأل من يشرب الكحول ومن يأخذ مادة الكافيين فلم يبق إلا عدد قليل جداً، ليسأل أخيرا من لا يدخن ولا يشرب الكحول يرفع يده هنا رفعت يدي وكنت الوحيد، لم يتأخر كثيرا الرد، فعند عودتي إلى المنزل وبعد ساعتين تلقيت اتصالا يخبرني بأنني من مجتازي الاختبار وأننا أول المقبولين لأخذ الجرعات التجريبية".

الجرعة الأولى وعوارض اللقاح

في منتصف أيلول الماضي كان اليوم الأول لأخذ الجرعات، يقول حاتم إن الجرعات تم وضعها تحت الجلد في الذراع الأيمن والأيسر (إبرتين في كل ذراع إبرة) "وحتى يتم التأكد من سلامتي بقيت 48 ساعة في المستشفى تحت العناية المركزة، لم تظهر علي أي عوارض تشير إلى أنني في خطر وأن جسمي لم يتقبل العقار، بعد يومين من العناية المركزة حدث لي غثيان بسيط نتيجة لدخول جسم غريب جسدي، وبحسب ما قاله البروفيسور إن هذه العوارض هي العوارض الحقيقية لمن يتلقى اللقاح".

اقرأ أيضا: زوجان من أصول تركية وراء لقاح كورونا الجديد

ويتابع حاتم "بعد أسبوع وتحديداً في 21 من أيلول خضعت للعديد من الفحوصات، ومنها فحوصات الدم ومراقبة نبضات القلب لمدة ساعتين كاملتين، وفي 5 من تشرين الأول صباحا، تم حقني بالجرعة الثالثة وتم وضعي تحت المراقبة والعناية المشددة ليوم كامل، واستمر التواصل معي من قبل الشركة المطورة للعقاقير لمدة شهر ونصف بشكل شبه يومي، وأخبروني في 2 من تشرين الثاني أن جسمي تقبل اللقاحات بنسبة تفوق عن 90 في المئة، وصحتي جيدة وأن اللقاح سيكون قريباً متوفرا للجميع بفضل تطوعي ومبادرتي لأخذ الجرعات التجريبية، وينبغي علي مراجعة المركز بشكل مستمر حتى شهر آذار/مارس القادم لزيادة الاطمئنان من قبل الطبيب المشرف ومعرفة الدرجة النهائية لتقبل جسمي اللقاح وللحذر من عدم حدوث أي مضاعفات غير متوقعة."

الفرح باللقاح بعد الكم الكبير من التنمر

الشهور الأولى من انتشار فيروس كورونا صاحبها الخوف، والمبادرة لتقديم العون من قبل حاتم، إلا أنه بعد انتشار خبر تطوع حاتم لأخذ اللقاحات، تنمر العديد من السوريين على حاتم، يقول حاتم "شعوري بعد خبر انتشار اللقاح لا يوصف أبداً، وخصوصاً بعد أن تلقيت العديد من الأسئلة عن سبب ودوافع إقدامي على أمر كهذا وأنا في بلد غريب، بالإضافة لوصفي بالعديد من الأوصاف التي أرفض أن أرد عليها، فسبب تطوعي لأخذ الجرعات هو أمر إنساني بحت بعيداً عن أي مكاسب مالية أو معنوية ومن يعرف فوائد هذا الاكتشاف بالتأكيد سيدافع عن أي عمل خيري تطوعي في العالم، بُعيد كل سؤال يوجه لي "لماذا عرضت نفسك للخطر؟" كنت أسكت دائماً فأنا على قناعة تامة بما فعلت والآن أنا أفتخر بما فعلت ولو أن الأمر تكرر سأكون أول المتطوعين أيضاً رغم التنمر والسخرية التي سأتعرض لها".

اقرأ أيضا: بارقة أمل.. إعلان نجاح اللقاح التجريبي لـ فيروس كورونا

من هو حاتم الشلاش

حاتم شاب سوري من مواليد عام 1993، ولد من أب وأم سوريين في مدينة دير الزور، درس الطب البيطري في سوريا، وغادر موطنه بسبب الملاحقات الأمنية التي تشنها قوات الأسد على الشباب السوريين لسوقهم للخدمة الإلزامية، وهو متزوج له طفلة واحدة ويقيم منذ ثلاث سنوات في مدينة ساربروكن في ولاية سارلاند غرب ألمانيا.