icon
التغطية الحية

سوريون في هولندا قلقون على مستقبلهم بعد استقالة الحكومة

2023.07.13 | 12:54 دمشق

سوريون في هولندا قلقون على مستقبلهم بعد استقالة الحكومة
سوريون في هولندا قلقون على مستقبلهم بعد استقالة الحكومة
هولندا ـ أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

ينظر آلاف من طالبي اللجوء السوريين في هولندا بخوف إلى مستقبلهم، عقب انهيار "الائتلاف الحاكم" متأثرا بالخلافات التي عصفت به بسبب الخطة التي اقترحها رئيس الحكومة المستقيلة مارك روته للحد من اللجوء وتقييد "لم الشمل".

وعبّر العديد من السوريين عن خوفهم من تداعيات استقالة الحكومة على مستقبلهم في البلاد التي هربوا إليها بحثاً عن المستقبل والأمان.

اللاجئ السوري (كامل ح) المنحدر من إدلب وصل إلى هولندا قبل نحو سبعة أشهر وما زال ينتظر الحصول على تصريح إقامة.

ويقيم كامل حالياً في مركز إيواء مؤقت قرب مدينة روتردام بعد أن تنقل في عدة مراكز إيواء، ويقول اللاجئ السوري لموقع تلفزيون سوريا "الوضع سيء جداً وننتظر منذ شهور الحصول على تصريح الإقامة"، مضيفاً: "الآن سمعنا أن الحكومة استقالت بسبب عدم اتفاقها على خطة اللجوء (..) لقد ازداد قلقنا من تأخر الإجراءات وأشعر بأن دائرة الهجرة والتجنيس تؤخر إجراءاتنا عن قصد ريثما تضع الحكومة خطة للتعامل مع أزمة اللجوء".

ويتابع اللاجئ السوري: "عائلتي حالياً في ريف دمشق وأنا بعت كل ما أملك لكي أسافر بحثاً عن مستقبل لي ولعائلتي بعد ضيق الأوضاع في سوريا"، مضيفاً "عائلتي حالياً مقيمة في منزل أهل زوجتي بانتظار حصولي على الإقامة ولم شمل عائلتي".

هربنا بحثاً عن الأمان

أما اللاجئ السوري (محمد س) المنحدر من مدينة حمص وصل إلى هولندا قبل خمسة أشهر وما زال بانتظار الحصول على تصريح إقامة أيضاً.

ويعبر اللاجئ السوري (32 عاماً) عن خوفه من حدوث تغييرات في قانون اللجوء في حال وافقت الحكومة القادمة على الخطة التي اقترحها رئيس الحكومة المستقيلة مارك روته.

ويقول محمد وهو أب لطفلين (7 أعوام و5 أعوام): "هربنا من سوريا بحثاً عن الأمان والمستقبل والآن يبدو بحسب ما سمعنا أن قانون اللجوء قد يتغير بسبب ضغوط الأحزاب اليمينية للحد من اللجوء".

ويتابع "تركت كل شيء خلفي (..) مستقبل أطفالي الآن معلق بقرار الحكومة الهولندية القادمة، علما أنني لم ألتق بهم منذ أكثر من عام ونصف".

وأضاف "أنا أشعر بالقلق وزوجتي أيضاً خائفة من تغير القوانين الهولندية وعائلتي الآن تستأجر منزلا بريف دمشق لأن إجراءات لم الشمل ستطول في حال لم تتغير القوانين أصلاً".

بعد استقالة الحكومة الهولندية مستقبل السوريين مجهول

أما طالب اللجوء حبيب علي (46 عاماً) جاء إلى هولندا قبل تسعة أشهر، لكن زوجته رزان وابنه أيان البالغ من العمر 9 سنوات ما زالا في اللاذقية، وقال لصحيفة "دا فولكس كرانت": "أسمع في الأخبار عن قانون جديد يحد من إمكانيات لم شمل الأسرة"، مضيفاً "هذه أخبار محزنة بالنسبة لي. لقد جئت إلى هنا لتوفير حياة آمنة لزوجتي وطفلي. أنا أنتظر عائلتي".

ليس لدى علي تصريح إقامة بعد، وتم تحديد موعد ثان مع IND هذا الأسبوع فقط، ويخشى اللاجئ السوري من أن المضي قدماً بطلب لم شمل عائلته سيصح أكثر صعوبة ويقول "لا يمكنني العيش هنا بمفردي، بدون عائلة(..) ابني لن يذهب إلى المدرسة العام المقبل.. إنه ينتظر اللحظة التي يمكنه فيها المجيء إلى هنا".

وبحسب الصحيفة فإن علي يستطيع بالفعل أن يجعل نفسه مفهوماً بشكل معقول باللغة الهولندية، وقال اللاجئ السوري "أريد أن أتعلم اللغة بأسرع ما يمكن، أن أذهب إلى دروس اللغة أربعة أيام في الأسبوع، نريد أن نبني حياة آمنة في هولندا"، ويضيف "لقد عشنا في الحرب في سوريا لفترة طويلة.. إنه غير آمن وخال من القانون  أريد السلام لعائلتي".

"أفضل الموت على العيش من دون أطفالي"

بدورها، تقول اللاجئة السورية شيرين أحمد (47 عاماً) المقيمة في مركز إيواء في مدينة أوس "أفضل الموت على العيش من دون أطفالي".

ولدى شيرين أربع بنات وولد، تتراوح أعمارهم بين 18 و 23 عاما ما زالوا في تركيا، ومات زوجها هناك منذ شهرين.

خاطرت المرأة بحياتها لبناء حياة أفضل لأطفالها بحسب ما ذكرت الصحيفة الهولندية.

وسافرت لأول مرة من تركيا إلى اليونان وبعد ذلك جاءت بالطائرة عبر سويسرا إلى هولندا.

وتقول اللاجئة السورية للصحيفة الهولندية: "أنت لا تعرف الرعب الذي تحملته (...) لكن الأمر كان يستحق القتال من أجل مستقبل آمن لأولادي. لقد فعلت ذلك من أجل مستقبلهم".

وتعبر اللاجئة السورية عن قلقها بشأن خطط الحد من لم شمل العائلات، خاصة للاجئين من مناطق الحرب.

ووصلت إلى هولندا في أيلول 2021 ثم انتقلت من مكتب الاستقبال إلى مركز استقبال طالبي اللجوء إلى مراكز إيواء أخرى، وحالياً تعيش لمدة أسبوعين في منزل مشترك في أوس مع أربع نساء من إريتريا والعراق.

وتشير إلى التمييز بين اللاجئين من فئة A و B: "في حالتي أنا A و B لأن سوريا ليست مجرد منطقة حرب(..) نحن كأكراد في سوريا نتعرض للتمييز بشكل كبير ويتم تقييد حقوقنا".

أما طالبة اللجوء السورية ليزا عنيان (43 عاماً) التي وصلت إلى هولندا منذ شهرين تشعر بالقلق والخوف من المستقبل وتقول اللاجئة التي تقيم حالياً في مركز استقبال في ضواحي أوتريخت: "لا أحد يعرف التفاصيل لكن هناك أزمة بشأن اللجوء"، وتضيف: "أحاول أن أبقى هادئة (..) أنا أتابع الأخبار لأنني أريد أن أعرف التفاصيل ولقد صدمت من أماكن الاستقبال وأوقات الانتظار في IND لم يكن لدي أي فكرة أنه موضوع مهم للسياسيين".

وتتابع "لا أعرف ما إذا كنت سأحصل على حق اللجوء بعد سقوط الحكومة أعتقد أن كل شيء سيستغرق وقتاً أطول وأنا خائفة".

من جانبه يصف طالب اللجوء السوري محمد (31 عاماً) فترات الانتظار بالصعبة ويقيم محمد الذي وصل إلى هولندا قبل 11 شهراً في مركز لطالبي اللجوء في لوتيلخيست وكان قد التقى بالملك ويليم ألكسندر في مركز تقديم الطلبات في تير أبيل وقال حينها إن "سوريا غير آمنة وإن هولندا بلد جميل ومناسب للاجئين".

وبعد ما يقارب العام ما يزال من دون لجوء وتفاجأ قبل أيام بسقوط حكومة روته, ويقول اللاجئ السوري إن "فترات الانتظار الطويلة ونقص المساكن تجعل الأمر صعباً. أسمع أن المزيد والمزيد من الناس يختارون ألمانيا أو النمسا. لا أعرف ماذا ستفعل الحكومة الجديدة بطالبي اللجوء.. يجب أن يفكر الناس مرتين قبل المجيء إلى هنا. كل شيء يستغرق وقتًا طويلاً".

لماذا انهار الائتلاف الحكومي؟

وانهار الائتلاف الحاكم في هولندا قبل أيام إثر خلافات حول خطة اللجوء التي اقترحها رئيس الوزراء مارك روته للحد من تدفق اللاجئين خصوصاً قضية تقييد لم الشمل الذي سيتأثر به آلاف اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى البلاد مؤخراً.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في مؤتمر صحفي مساء الجمعة بشأن سقوط حكومته، إن الخلافات بين أحزاب الائتلاف في مجال الهجرة أثبتت عدم قابليتها للتوفيق.

وأثار روته غضب شركائه في الائتلاف الحكومي بعد دعوته إلى تحديد سقف للاجئي الحرب الذين يمكن أن تستقبلهم بلاده شهرياً قدره 200 لاجئ.

وأعلنت اللجنة الانتخابية الهولندية أن الانتخابات المقبلة يمكن أن تجري في تشرين الثاني على أقرب تقدير لا سيما بسبب العطلة الصيفية وضرورة إفساح المجال أمام الأحزاب للقيام بحملة انتخابية.

وعلى مدار الأعوام الماضية فر عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى هولندا، وحصل معظمهم على الجنسية الهولندية في حين ينتظر البقية الحصول عليها.

والعام الماضي اكتظت مراكز إيواء طالبي اللجوء الذي شكل السوريون معظمهم ونام العديد منهم لأيام في الشوارع والخيم.