icon
التغطية الحية

"سوريا وفخ الحياد".. كتاب يتحدث عن المساعدات الإنسانية كسلاح يستخدمه الأسد

2021.08.14 | 06:05 دمشق

syria-humanitarian-aid-feb-2020-afp.jpg
يرى الكاتب أن الدول المانحة يجب أن ترفض دفع تكاليف عمليات الأمم المتحدة في سوريا - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع "warontherocks" الأميركي قراءة في كتاب الباحث والدبلوماسي الأممي، كارستن فيلاند، الذي نشر أخيراً تحت عنوان "سوريا وفخ الحياد"، ويتحدث فيه عن المساعدات الإنسانية في سوريا، والتي يستخدمها نظام الأسد كسلاح ضد شعبه.

وقدّم الباحث فيلاند، الذي يشغل أيضاً منصب كبير مستشاري الشرق الأوسط للمجموعة البرلمانية لـ "حزب الخضر" الألماني، نظرة عن معضلات إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا، وخلص إلى أن "تهديداً حقيقياً بوقف المساعدة الإنسانية ربما يكون ضرورياً لتغيير نظام الأسد".

ورأى الباحث الألماني، الذي عمل مع ثلاثة من مبعوثي الأمم المتحدة الخاصين إلى سوريا، أن الدول المانحة يجب أن ترفض دفع تكاليف عمليات الأمم المتحدة في سوريا، معتبراً أنها أطالت القتال وأصبحت "سلاحاً سياسياً واقتصادياً تستخدمه حكومة في حالة حرب ضد شعبها، وفي النهاية تضر أكثر مما تنفع".

وأشار إلى أن النقد الخارجي لعمليات الأمم المتحدة في سوريا وصل إلى ذروته منذ البداية في العام 2016، ما أدى إلى تعيين الأمم المتحدة، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، مسؤولاً عن مبادرة الإصلاح التي أنتجت معايير ومبادئ مساعدة الأمم المتحدة في سوريا في العام 2017، والتي تتضمن "الحياد والنزاهة والاستقلالية".

وبيّن فيلاند أن المعايير الجديدة لسوريا لم تكن أفضل حالاً لتسهيل تنفيذها، حيث أنشأت الوثيقة مجموعة مراقبة تحت رعاية فرق العمل المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة في سوريا، مؤكداً أن المجموعة لم تعقد اجتماعاً واحداً، حتى تاريخ نشر كتابه.

وأوضح أن روسيا قيّمت المعايير بشكل صحيح باعتبارها تهديداً لأحد أهم مصادر الدخل لعملائها في دمشق، ونتيجة لذلك، وصفت وسائل الإعلام الروسية الوثيقة بأنها "توجيه داخلي مخفي" للتحايل على قرار مجلس الأمن الدولي.

واعتبر فيلاند أن عرقلة موسكو أثبتت نجاحها، لأنها أثّرت في الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كما أن جهود روسيا أثبتت فعاليتها لأن المانحين الرئيسيين للأمم المتحدة ظلوا غير حاسمين.

ولفت إلى أن كبار مسؤولي الأمم المتحدة على الأرض في سوريا لم يندموا كثيراً على الشراكة الوثيقة التي تمتعوا بها مع نظام الأسد، كما أنهم عارضوا جهود الإصلاح التي اعتبروها مضللة، موضحاً أن "نفوذ النظام انتقل أيضاً إلى مستويات أدنى من عمليات الأمم المتحدة".

وأضاف فيلاند أنه "الآن بعد أن خرق الأسد هذا الجدار، يواجه العاملون في المجال الإنساني تدخلاً مستمراً من النظام، فضلاً عن انتقادات لتواطؤهم المزعوم".

وحذّر الكاتب من أنه عندما تقع جهود الإغاثة في عمق "فخ الحياد"، ينتهي الأمر بالدفاع عن المساعدات الإنسانية إلى "التحول إلى عقيدة جوفاء".