سفير الأسد في موسكو.. الإرهاب لا يكافح إرهاباً!!

2021.12.10 | 04:38 دمشق

hdad-1.jpg
+A
حجم الخط
-A

بالتأكيد لم تفاجئني التصريحات "الفضائية" لسفير نظام الأسد لدى موسكو "رياض حداد" فهو "يغرد كما تريد أجهزة مخابرات الأسد له أن يغرد"! فقد أشاد قبل أيام عدة في أحد لقاءاته الصحفية، بالدور الروسي في مكافحة الإرهاب بسوريا! وبالتعاون المثمر والبناء بين البلدين على هذا الصعيد. الذي أنقذ السوريين من الهلاك..!!! ولم يغفل "الحداد" ألبتة الثناء على الجيش الروسي لمشاركته بقضه وقضيضه في مكافحة الإرهاب الدولي في سوريا..!! وذكره أن تدمير سوريا قد جرى التخطيط له "(مؤامرة كونية)" من قبل بعض القوى والدول الإقليمية لإفشال التعاون بين موسكو ودمشق في مكافحة الإرهاب الدولي...!!!

 نستطيع القول كأن سفير الإجرام "الحداد" هذا يعيش في المريخ أو أتى منه.! وقد نسي أو تناسى أنه وبعد أكثر من عشر سنوات مرة "عشر عجاف" مرت على الشعب السوري، أصبح حتى المتابع البسيط والعادي للملف السوري، وفي جميع دول العالم يعي ويدرك زيف وفبركات وذرائع النظام وروسيا التضليلية، وأكاذيبهم الإعلامية، وسعيهم ومحاولاتهم الحثيثة والدائمة، لطمس حقائق إجرامهم عن المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والمختصة، والتبرير اللا منطقي واللا مقبول لارتكاب كل أنواع الإرهاب والمجازر والتدمير والتهجير بحق ملايين السوريين، وحقيقة وللإنصاف أقل ما يقال في انتهاكاتهم وجرائمهم، إنه يندى لها جبين فرعون وهتلر ونيرون روما ومعاشر الجن قبل الإنس..!!!

قواتهم وجحافلهم العسكرية المجرمة مجتمعة قد عملت وبشكل ممنهجٍ على تهجير أكثر من "10" ملايين سوري من بلداتهم وبيوتهم وأراضيهم

لا يخفى على ذي عقل ومنطق، أن ما قام ويقوم به الروس، والإيرانيون وميليشياتهم الطائفية بمختلف أسمائها وراياتها، ومعهم حزب الله الإرهابي، ونظام الأسد المجرم في سوريا، ليس إلا حرب إبادة للبشر والحجر والشجر، محوا فيها مناطق كاملة عن سطح الأرض، لم يعرف تاريخ البشرية أمثلة كثيرة ومتعددة عليها.! فضلاً عن أن قواتهم وجحافلهم العسكرية المجرمة مجتمعة قد عملت وبشكل ممنهجٍ على تهجير أكثر من "10" ملايين سوري من بلداتهم وبيوتهم وأراضيهم، كما أجبرت "6" ملايين آخرين للجوء إلى خارج البلاد! كما تم سقوط أكثر من "نصف مليون" شهيد وأكثر من "مليوني" جريح وذي إعاقة، وإعدام وتغييب لآلاف المعتقلين داخل سجون ومقاصل الأجهزة الأمنية المرعبة لنظام الأسد الطائفي المجرم..

إن كل العالم والمجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته ومجالسه (وأقصد طبعا المجتمع الدولي العادل والمهتم) يدرك تماما أن هذه الأساليب والذرائع الروسية الباطلة التي لا ولن تنتهي، هي السبيل الوحيد والأمثل الذي "تجتره" وتستخدمه "الإدارة البوتينية" دائما، وتحاول من خلاله في  إعلامها تقديم هذا التبرير المضلل "مكافحة الإرهاب" لإخفاء السلوك الإجرامي الذي انتهجته ولا تزال في مسيرتها الدموية الإرهابية القذرة التي صبغت بها كامل الجغرافيا السورية منذ لحطة تدخلها نهاية أيلول عام "2015" وحتى هذه الساعة التي أكتب فيها هذا المقال...؟!!..

 إن "موسكو" تعي جيدا الزيف المعيب لادعاءاتها وفبركتها لأسباب تدخلها في سوريا، كما تدرك جيدا أيضا أنها ما ابتدعت ذريعتها "المضللة والعبثية" (مكافحة الإرهاب) إلا كحجة قذرة تتيح لها وتمكنها من استخدام وتطبيق كل الطرق والأساليب الإجرامية الممكنة للقضاء على الثورة السورية والإسراع بالوقوف "بالقض والقضيض" إلى جانب نظام الأسد قبل أن يهوي ويسقط نظامه، وهذا ما قد صرح به وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"! وليس كما يدعي سليل الإجرام الأسدي "السفير الحداد" أنها كانت للقضاء على الإرهاب..!!

لقد استعانت "موسكو البلشفية" وكما هو معروف و"مثبت"، ولتحقيق أهدافها بوأد الثورة السورية، ومحاولات تثبيت وتعويم نظام الأسد، بجميع أنواع الأسلحة والذخائر المحرمة والتقليدية الحديثة، والتي تفاخرت بمدى فعاليتها الإجرامية أعلى القيادات السياسية والعسكرية الروسية بعد أن اختبرتها على أجساد السوريين وممتلكاتهم. كما أن موسكو  قامت وبوقاحة العارف بالتغطية اللازمة على النظام المجرم في المحافل الدولية، عندما قتل وأصاب الآلاف بأمراض وعاهات مستدامة نتيجة استخدامه المتكرر للسلاح الكيماوي (الزارين والكلور وغيرهما)! في الغوطتين الغربية والشرقية وخان شيخون، وعشرات الأماكن الأخرى.! (هذا إن لم تكن "موسكو" هي من أعطت الأوامر بتنفيذها)! فضلاً عن اتباع (سياسة غروزني) والأرض المحروقة كطريق إجرامي مباح لاستعادة غالبية المناطق التي كانت خارجة عن سيطرة النظام واستباحتها! بما فيها مناطق تخفيف التصعيد! المتفق عليها دوليا وإقليميا التي لم تلتزم بها "موسكو" مطلقا، بل ضربت بها عرض الحائط، رغم رعايتها وضمانتها لها! قضمتها مع النظام القاتل وميليشياته الطائفية، العابرة للحدود الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلت أخيرا إلى محيط إدلب! وهي المنطقة الرابعة والأخيرة من مناطق خفض التصعيد والتي لا تزال موسكو حتى هذا الوقت تمارس فيها طائراتها السوخوي ومدفعيات الأسد "الفوزديكا" والراجمات  و"قذائف الكراسنبول" هواياتهم المفضلة في القتل والتدمير والتشريد بشكل يومي ومتواصل!

ذريعة مكافحة الإرهاب التي تتغنون بها، ليست أكثر من غاية تبررون من خلالها وسائل إرهابكم لوأد الثورة السورية وإعادة تعويم الأسد ونظامه المجرم

ختاما: هنا يحق لنا جميعا أن نسأل السفير "الحداد" و"موسكو" وجيشها واستخباراتها، إن كان هدفكم الحقيقي حقا فقط هو مكافحة الإرهاب (داعش والنصرة) فأين هذه الشماعة في (وادي بردى.. المعضمية.. داريا الغوطة.. الرستن.. أرياف حمص الشمالي.. حلب  درعا وغيرها) التي لم تستثن من إرهابكم، وترويعكم، وارتكابكم فيها لأبشع أنواع الحصار، والتجويع، والمجازر والتهجير القسري للأطفال والنساء والشيوخ..!! ولماذا إذاً لا تكافحون الإرهاب في البادية السورية التي أصبحت ثقبا أسود يبتلع المئات من قوات الأسد وميليشياته!

ختاما بات من الواضح، وللجميع: أن ذريعة مكافحة الإرهاب التي تتغنون بها، ليست أكثر من غاية تبررون من خلالها وسائل إرهابكم لوأد الثورة السورية وإعادة تعويم الأسد ونظامه المجرم وليس لمكافحة الإرهاب كما تدعون وتبررون فالإرهاب أبدا لا يكافح إرهابا...!!!