icon
التغطية الحية

"سجن صيدنايا" كتاب يوثق شهادات المعتقلين

2020.07.29 | 13:32 دمشق

cover-norma-640x377.jpg
كتاب "سجن صيدنايا خلال الثورة السورية: شهادات" (رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

أصدرت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" كتاب "سجن صيدنايا خلال الثورة السورية: شهادات"، والذي عدّه بيان الرابطة أنه الأول من نوعه الذي يروي باستفاضة تفاصيل الحياة في سجن صيدنايا خلال الثورة على لسان ناجين من الموت والتعذيب في "المسلخ البشري".

ويقول رياض أولر، شريك مؤسس ومنسق في رابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا، خلال حديثه مع موقع تلفزيون سوريا إن الكتاب "يحاول عبر شهادات المعتقلين السابقين أن ينقل القارئ ليعيش يوما واحدا أو ساعة واحدة في سجن صيدنايا"، مضيفاً أنه "لم يكن القصد من نقل تفاصيل التعذيب العنيفة والمميتة إخضاع القارئ إلى جرعة قوية من الآلام، لكن الحديث والشهادة لن تكون كاملة دون نقل هذه التفاصيل التي عاشها المعتقلون في سجن صيدنايا".

وتأتي هذه الشهادات كجزء من مشروع قاعدة بيانات معتقلي سجن صيدنايا، ويوضح أولر: "هذا المشروع عملنا عليه منذ منتصف العام 2017 وأطلقناه بشكل كامل في بداية العام 2018 ونحن نقوم منذ ذلك الوقت بتوثيق المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا حصراً وجمع شهادتهم وتحليلها وإدخالها إلى قاعدة البيانات"، ولفت إلى أن الرابطة أطلقت تقريراً "في تشرين الثاني من العام الماضي كان حصيلة سنة ونصف من جمع الشهادات واليوم تأتي هذه الشهادات لتكمل ما قدمه التقرير السابق".

ومن حيث التعامل مع أصحاب الشهادات نفسيا أثناء لقائهم، قال أولر إنه "يوجد لدينا شركاء ونظام إحالة مع مؤسسات تقدم خدمات الدعم النفسي حيث نستطيع تحويل أي شخص بحاجة لدعم نفسي"، وأضاف: "أغلب الموثقين لدينا تلقوا تدريبات للقيام بمقابلات توثيق مبنية على أسس دراية بالصدمة النفسية وكيفية مراعاة الجانب النفسي أثناء المقابلة، وهناك خبرة بالفطرة لمسناها كموثقين ناجين من الاعتقال والتعذيب ومدى فهمنا لآلام الشهود ودعمهم من خلال استعمال اللغة المشتركة والمفاهيم البسيطة".

وشارك في كتابة الكتاب الناجون والضحايا من سجن صيدنايا حصراً، إذ أشار أولر إلى أن الرابطة "مشكلة من المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا وقد قررنا أن نوثق كل ما حصل هناك وأن نكون صوتا للمعتقلين على خلفية رأيهم أو نشاطهم السياسي".

ومن الصعوبات التي واجهت فريق الرابطة "صعوبة الوصول إلى الناجين من سجن صيدنايا بسبب قلة عدد الأشخاص الذين خرجوا أحياء من السجن بعد العام 2011، حتى عند الوصول إليهم، تبقى المشكلة في الخوف على النفس أو على العائلة"، بحسب أولر الذي أكد أن "كثيرين منهم يرفضون المشاركة أصلاً. يعود عدم الرغبة بالمساهمة في عمليات التوثيق لعدة أسباب، أهمها "تحوّلُ التوثيق بنظر كثير من المعتقلين السابقين إلى إجراء روتيني تقوم به منظمات حقوقية عديدة، دون وجود أي مؤشرات على الجدوى منها وفي غياب أي إجراءات".

بدوره، يقول منير الفقير، منسق رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، إن "هذا المشروع يندرج في الرابطة لدعم سردية سجن صيدنايا كما يراها معتقلو سجن صيدنايا"، لافتاً في حديث إلى موقع تلفزيون سوريا أن "النظام يروج دائما أن السجن خرّج الإرهابيين وأنه لا يوجد معتقلو رأي أو ثورة، وأن كل من يسمع أن هذا الشخص من معتقلي سجن صيدنايا يعتقد أنه إرهابي فيه وأحياناً النظام يروج أن هذا السجن مثله مثل أي سجن مدني، هناك بعض الأشخاص تعتقد أن سجن صيدنايا مثل المرديان".

وأضاف: "عندما نسمع هذه الردود نشعر بأننا مقصرين في نقل أخبار هذا السجن لمجتمعنا المدني، وجزء أساسي من حربنا من أجل تحقيق العدالة".

ويؤكد الفقير أن الرابطة تُحضر أعمالًا أخرى، وقال: "طالما السجن موجود سوف يكون هناك أعمال في المستقبل، ولأنه مازال هناك ضحايا وقصص إجرام لا تنتهي، وعندما يتحول هذا السجن لأي شيء ثاني غير كونه مكانا لظلم السوريين وانتهاك كرامتهم، يومها تتوقف الكتابة وتتوقف قصة سرد هذا السجن"، وتابع: "قد يتحول لمتحف شمع ليكمل السردية ويتحدث عن مأساة السوريين مع الاستبداد، ومن أجل أن تذكر الأجيال القادمة أنه لا يجب أن تتكرر هي المأساة".

ويعرض الكتاب 14 شهادة كلهم تعرضوا للتعذيب وشهدوا التعذيب في السجن سيئ السمعة، والذي يرفض النظام حتى اللحظة فتح أبوابه للجان الأمم المتحدة للتحقق من صلاحيته ومواءمته لمعايير حقوق الإنسان.

لقراءة الكتاب اضغط: هنا