icon
التغطية الحية

سباق محتدم بين شركات ناشئة متخصصة بالذكاء الاصطناعي قبل بدء المنافسة الكبرى

2024.06.05 | 14:15 دمشق

صورة تعبيرية - المصدر: واشنطن بوست
صورة تعبيرية - المصدر: واشنطن بوست
The Washington Post- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

جمعت شركة بيكا الناشئة التي تعمل على تصنيع فيديوهات بالذكاء الاصطناعي 80 مليون دولار في وقت واصل فيه المستثمرون برؤوس الأموال بضخ المليارات من الدولارات على شركات ناشئة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي وتحاول أن تنافس شركات كبرى في هذا المجال مثل شركتي OpenAI وغوغل.

انضمت شركة بيكا لغيرها من الشركات الناشئة التي تعمل على تقديم فيديوهات صنعت بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى شركة  Runway و Synthesia الناشئتين عندما جمعت مبالغ طائلة لبناء أدواتها خلال العام الماضي. ولقد بلغ إجمالي الاستثمار في رأس المال المخصص للذكاء الاصطناعي وشركات تعليم الأجهزة 25.9 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2024، أي بزيادة عن 21.7 مليار دولار دفعت خلال العام الفائت بحسب بيانات شركة PitchBook.

عملية مكلفة

بعد تضخم الاهتمام بمولدات النصوص والصور، أصبحت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتوليد فيديوهات الهدف التالي، ولهذا أخذت الشركات الناشئة والكبرى في مجال التقانة على حد سواء بالاستثمار في هذا القطاع. وبما أن أدوات الفيديو التي تقدمها شركة OpenAI وغوغل غير متاحة بعد للعموم، لذا أصبحت الشركات الناشئة من أمثال شركة بيكا تخطو خطى سريعة لتتوسع قبل أن تطرح الشركات الأكبر منها أدواتها التجارية الخاصة التي تهتم بالمستهلك. إلا أن توليد فيديو بالذكاء الاصطناعي يعتبر أصعب بكثير من الناحية التقنية مقارنة بصنع صورة ثابتة، كما أنه يحتاج إلى قدر كبير من قوة المعالجة في الحاسوب، ما يجعل هذه العملية مكلفة وبطيئة.

وبموجب جولة التمويل الجديدة التي خاضتها شركة بيكا، والتي تضمنت استثمارات من شركة Spark Capital و Lightspeed Venture Partners و Greycroft، حصدت مبلغاً قدره 470 مليون دولار، فوضعت نموذجها التأسيسي، وهذا يعني أنها لا تعتمد على التقانة التي تقدمها شركات أخرى متخصصة في الذكاء الاصطناعي، بيد أن هذا الأمر مكلف، والشركة تحتاج إلى المال لتواصل تدريبها للذكاء الاصطناعي لديها، مع تحسين مواصفات أداة تحرير الفيديوهات التي قدمتها.

تعتمد أداة بيكا على السماح للناس بإنشاء فيديوهات قصيرة بناء على نصوص فورية، وبوسع المستخدم تغيير نسبة العرض، أي إنشاء فيديوهات أطول، مع قص مقاطع محددة وتغيير عناصر معينة في الفيديو، مثل نوع الثياب التي ترتديها الشخصية التي تظهر في الفيديو.

يضم فريق بيكا المؤلف من 13 شخصاً باحثين سابقين لدى شركة غوغل وميتا وأوبر متخصصين بمجال الذكاء الاصطناعي. أما مؤسسو شركة Demi Guo وشركة Chenlin Meng فهم طلاب سبق أن وصلوا لشهادة الدكتوراه بجامعة ستانفورد لكنهم تركوا الدراسة ليطلقوا هاتين الشركتين. إذ في إحدى المقابلات تقول غوو بأنها تعتقد بأن شركتها تتمتع بخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي لتتنافس مع مؤسسات تتمتع بتمويل أكبر، وتخبرنا غوو التي تشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيكا أيضاً: "ينحدر فريقنا التقني من أهم أماكن الذكاء الاصطناعي، ولهذا فإننا واثقون جداً من إنشاء أفضل نموذج تأسيسي للفيديوهات".

منصات التواصل الاجتماعي تقول كلمتها هي أيضاً

على الرغم من أن أدوات الفيديو بالذكاء الصناعي ماتزال بدائية نسبياً، أصبحت صور الذكاء الاصطناعي الثابتة منتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فخلال الأسبوع الماضي، انتشرت صورة صنعت بالذكاء الاصطناعي لمخيم لاجئين وتحتها عبارة: "كل العيون على رفح" انتشار النار في الهشيم على مستوى العالم بأسره، بما أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي استعانوا بها ليعبروا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ودعمهم له.

إلا أن أشهر منصات التواصل الاجتماعي وأكثرها ربحية أضحت تعتمد على الفيديوهات خلال السنوات القليلة الماضية، ولذلك ظهرت العشرات من التطبيقات التي تساعد الناس العاديين على تحرير الفيديوهات التي تنشر على إنستغرام وتيك توك، كما بدأت كبرى منصات التواصل الاجتماعي بتجربة إضافة سمات الذكاء الاصطناعي ضمن تطبيقاتها حتى تتيح للناس صناعة صورهم بأنفسهم.

أدى انتشار مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي إلى ظهور أدوات صارت تستخدم لأغراض نشر الدعايات، إذ في الهند، استخدم أغلب المرشحين صوراً ومقاطع صوتية صنعت بتقنية التزييف العميق خلال فترة الانتخابات الوطنية. وقد تطورت أدوات الكشف عن التزييف العميق، إلا أنه مايزال يصعب عليها في معظم الأحيان أن تحدد وبشكل صحيح هوية الصورة أو المقطع الصوتي المصنوع بالذكاء الاصطناعي.

"لا حاجة لميزانية ضخمة"

قدمت جولة التمويل لشركة بيكا مبلغاً قدره 135 مليون دولار، في حين أنه بوسع شركات أكبر منها في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل شركة OpenAI، أن تحصل على مليارات الدولارات وأن توظف المئات من الكوادر. وقد بدأت شركة OpenAI بإنشاء مشروعها الاستهلاكي الذي قد تكون أدوات تحرير الفيديوهات جزءاً منه، مما يؤدي إلى خلق حالة تنافس أكبر أمام شركات أصغر مثل شركة بيكا.

تقارن غوو شركتها بغيرها من الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي مثل شركة Mistral AI الفرنسية التي يعتبر تمويلها أقل من تمويل بيكا، لكنها ماتزال تطور تقانة مهمة يسعى كثيرون لامتلاكها. لذا فإن طريقة بيكا في تصميم الذكاء الاصطناعي لديها يعني بأنها لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة كتلك التي تستهلكها كبرى الشركات برأي غوو.

المصدر: The Washington Post