icon
التغطية الحية

زيارة السيسي لدمشق والتهدئة مع إسرائيل في لقاء بين حسام لوقا ونصر الله

2024.02.06 | 14:14 دمشق

زيارة السيسي لدمشق والتهدئة مع إسرائيل في لقاء بين حسام لوقا ونصرالله
حسام لوقا وحسن نصر الله
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

على أصوات الضربات الأميركية والإسرائيلية المستمرة لمواقع وشخصيات وكوادر إيرانية وأخرى من الميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا، تختلط الأوراق التفاوضية والتي تهدف لإرساء حالة من التسوية ووقف التصعيد بين غزة وجنوبي لبنان، وتتقاطر شخصيات دبلوماسية وأمنية إلى بيروت للقاء إما المسؤولين الرسميين أو الحاكم الفعلي للبلاد، أي حزب الله، تحت عنوان واحد: تطبيق نص وروح القرار الدولي 1701 والصادر في العام 2006 عقب انتهاء جولة الحرب حينذاك بين حزب الله وإسرائيل.

بين حسام لوقا ونصر الله

وأمام زحمة الوفود والموفدين، حط في بيروت رئيس جهاز المخابرات العامة في النظام السوري اللواء حسام لوقا، والذي وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت نهاية الأسبوع المنصرم، حيث التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ووفقاً لمصادر سياسية لبنانية أكدت لموقع "تلفزيون سوريا" فإن لوقا الذي كان قد أجرى زيارات خليجية وعربية، وضع نصر الله في صورة ما يسمعه النظام السوري ومسؤولوه من قيادات إقليمية حيال الواقع السياسي والأمني في سوريا وضرورة الدفع باتجاه التهدئة وعدم الدخول في أتون التصعيد الحاصل.

ويشير المصدر إلى أن زيارة لوقا لنصرالله والتي باتت متكررة منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر المنصرم، حملت مجموعة من الملفات التي ناقشها خلال الجلسة وهي وفقاً للمصدر:

  • وضع لوقا نصر الله في صورة تطور الاتصالات الدبلوماسية العربية وتحديداً السعودية والمصرية مع النظام في دمشق، والتي كانت توقفت لفترة وجيزة قبيل معركة غزة، وأعيد تنشيطها من بوابة دفع النظام السوري لعدم الانخراط في المعركة ومنع استخدام الأرض السورية لأي أعمال باتجاه إسرائيل بالترهيب والترغيب.
  • جرى نقاش معمق لتداعيات العملية العسكرية التي جرت واستهدفت القاعدة الأميركية في مثلث التنف، والتي أودت بحياة جنود أميركيين وعدد من الجرحى، والرد الأميركي باستهداف بعض المواقع الإيرانية أو التابعة للمجموعات والميليشيات التابعة لها في سوريا والعراق، إضافة للموقف الإيراني الرامي لمنع التصعيد مع الجانب الأميركي في الشرق الأوسط، والاتصالات التي أجريت عبر وسطاء إقليميين ودوليين بين طهران وواشنطن لعدم توسيع الضربات.
  • كذلك تطرق النقاش بين نصر الله ولوقا لعمليات إعادة التموضع والانسحاب الجاري لمسؤولين وخبراء إيرانيين وآخرين من حزب الله من سوريا، وطبيعة هذه التحولات الميدانية الحاصلة، في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي لمسؤولين في حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وطبيعة الخروقات الأمنية الحاصلة في سوريا ولبنان.
  • شرح لوقا لنصر الله الاتصالات الجارية بين النظام من جهة ومسؤولين في العراق والأردن، في ظل حالة الاستنفار الحاصلة على الحدود وتحديداً مع الأردن والعمليات العسكرية الحاصلة منذ مدة واستهداف بعض المواقع في سوريا من سلاح الطيران الأردني، والتي ترتبط أيضاً بمنع تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر الأردن في ظل الضغوط الإسرائيلية على الأردن لوقف هذه النشاطات.
  • في إطار متصل أكد لوقا لنصر الله زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دمشق، والتي سيتبعها زيارة للرئيس الإماراتي محمد بن زايد والتي تندرج في إطار إعادة إحياء الحضور الرسمي للنظام في الخريطة العربية، مؤكداً أن الاتصالات مع السعودية قائمة من بوابة أمنية وأخرى مرتبطة بالشؤون القنصلية والدبلوماسية وتسهيل حركة السفر والحج والعمرة للمواطنين في مناطق النظام.

وبحسب المصدر فإن لوقا غادر لبنان فور انتهاء اللقاء، ولم يجرِ أي لقاءات سياسية أخرى مع حلفاء النظام السوري في لبنان من قوى ونواب وشخصيات، ما يؤكد أن طبيعة الزيارة مرتبطة فقط بالواقع الميداني في سوريا ومحيطها.

وفود في لبنان.. حلول تشمل البر والبحر

بالتوازي تستمر الوفود الدولية والإقليمية بالتوافد إلى لبنان، وآخرها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون والذي أتى من إسرائيل حاملاً مقترحاً للتسوية ومنع حصول أي حرب إقليمية انطلاقاً من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وخاصة أنه سمع من المسؤولين الإسرائيليين نيتهم لتوجيه ضربة عسكرية خاطفة ضد حزب الله تستهدف بنيته التحتية والعسكرية في كل المناطق اللبنانية.

ويحمل المقترح البريطاني المنسق مع فرنسا والولايات المتحدة بحسب مصدر حكومي لبناني، إنشاء أبراج مراقبة من الجانبين الإسرائيلي واللبناني لمنع حصول أي نشاط عسكري في المستقبل، وتكثيف وجود الجيش اللبناني ونشر قطعاته العسكرية على طول الحدود، وتوسيع نشاط قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل"، وشمل المقترح البريطاني مشاركة دول عربية في متابعة حصول هذه الإجراءات من خلال إشراك دول كقطر والأردن ومصر في هذه القوة، إضافة ضمان عدم حصول أي اختراق إسرائيلي للبر والبحر والجو اللبناني.

بالمقابل يؤكد المصدر نفسه أن حزب الله كان قد استقبل مطلع كانون الثاني الماضي، نائب مدير الاستخبارات الألمانية أولي ديال، بهدف الوصول إلى حل ومنع حصول أي حرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل، وقدم مقترحاً مشابهاً للمقترح الألماني، وشمل المقترح أيضاً حصول الدول الضامنة على تعهدات إسرائيلية بوقف عمليات الاختراق الجوي والبحري للبنان، مقابل تخفيض حزب الله من انتشار من عناصره العسكرية التي استدعاها إلى الجنوب من سوريا منذ اندلاع المواجهات في قطاع غزة، مقابل إبقاء جزء من العناصر التابعة للحزب من سكان القرى الحدودية، وحصر السلاح بسلاح متوسط، وإبعاد قوات النخبة والسلاح النوعي والصواريخ الدقيقة والمسيرات باتجاه منطقة شمالي نهر الليطاني.

هوكشتاين بين بيروت وتل أبيب.. معضلة شبعا بين سوريا ولبنان

في حين يستمر المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين في تحركه باتجاه لبنان وإسرائيل، وكانت قد أشارت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الإثنين، إلى أنه "يوجد بوادر إيجابية لتهدئة بين إسرائيل وحزب الله بعد وساطة أميركية". وأضافت نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، "فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر مع حزب الله"، مؤكدة وجود "مقترح أميركي يشمل تراجع حزب الله عن الحدود وعودة النازحين من الجانبين".

وقبيل قدوم هوكشتاين إلى إسرائيل، والتي من المتوقع أن يزور بعده بيروت للقاء رئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون، ووفقاً للمعلومات فقد جرى تواصل بين المبعوث الأميركي وبين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والذي يزور واشنطن على رأس وفد برلماني بتكليف رسمي.

وبحسب المعلومات فإن بو صعب أكد أن الموقف اللبناني الرسمي هو رفض الحرب والتصعيد مع إسرائيل، لكن هذا الموقف مرتبط بضرورة وقف الحرب في غزة والهدنة الجاري العمل عليها عقب اجتماع باريس الاستخباري، وهذا الأمر يحتاج لوقت.

وأعاد هوكشتاين تمرير فكرة الصفقة التي تشمل انسحاب إسرائيل من شمالي قرية الغجر، وحل النقاط الـ13 المختلف عليها بين الجانبين، والعمل على حل ملكية مزارع شبعا، المتنازع عليها بين لبنان وسوريا، وخاصة أن لدى الجانب اللبناني والأميركي، شعور دفين أن النظام السوري سيعمل على استغلال هذا الملف لصالح تحصيل مكتسبات من ضمنها رفع العقوبات وعودة علاقاته مع دول الغرب.