icon
التغطية الحية

زيادة نشاط المتاجر الإلكترونية في الشمال السوري

2021.02.23 | 05:45 دمشق

swrt_lfr_ttbyq_byn_aydyk10135.jpg
حلب - منصور حسين
+A
حجم الخط
-A

تنامت في الشمال السوري، ظاهرة المتاجر الإلكترونية والتوصيل السريع، وعمليات التسويق عن بعد باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج لمختلف أنواع السلع والمنتجات والطعام المنزلي، بعد عمليات النزوح والتهجير التي شهدتها المنطقة، واستقرار آلاف العائلات بعيداً عن مراكز المدن والأسواق التجارية.

شاهد: لماذا تراجع النظام عن إغراء الصناعيين بالعودة إلى سوريا

إذ دفع غياب المتاجر الإلكترونية العالمية وازدياد الحاجة لمثل هذه التطبيقات بالتزامن مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، أصحاب المشاريع المحلية إلى تطوير برامجهم وتنظيمها لتسهيل عمليات البيع والشراء وكسب ثقة الزبون، وعدم تحميله أجور التوصيل التي تعد أحد أبرز العوائق التي تزيد من احتمالية فشل المشروع.

عشرات فرص العمل في تطبيق واحد

ومع قلة فرص العمل والحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مناطق سيطرة المعارضة السورية، اتجه العديد من الشبان إلى إطلاق هذه التطبيقات، بحثاً عن آفاق عمل جديدة لهم، من خلال الاعتماد على مكاسب توصيل المنتجات مع المتعاقدين، أو بيع البضائع والسلع المعروضة في المتاجر الخاصة بهم.

اقرأ أيضاً: الأهالي يشتكون.. ما هي أسباب اختلاف الأسعار في أسواق إدلب؟

ويعد تطبيق توصيل الطلبات السريعة "بين يديك" الموجود في متجري "غوغل بلاي وآبل ستور"، أحد أكثر البرامج استخداماً وانتشاراً في إدلب، إذ يوفر لمستخدميه مزايا الشراء من داخل التطبيق وإيصال مشترياتهم من المحال والمتاجر التقليدية المتعاقدة معهم في غالبية المناطق التي يغطيها بشكل مجاني.

ويوضح خالد قنديل مدير فرع إدلب لتطبيق "بين يديك" خلال حديثه لتلفزيون سوريا، " أن المتجر يعتبر الأول من نوعه في المناطق المحررة، والأكثر تنظيماً، حيث يمكنك من معرفة الموظف من خلال لباسه ودراجته النارية الصفراء، التي يقدم من خلالها كامل الخدمات التي يحتاج إليها السكان، فضلاً عن الشفافية في أسعار البضائع وإمكانية التبديل، ما ساعدنا في كسب ثقة الزبائن وزيادة الإقبال على استخدامه".

اقرأ ايضاً: مهربة ومزورة.. البضائع التركية تغزو أسواق مناطق سيطرة النظام

ويقول أيضاً: استطعنا خلق عشرات فرص العمل للشبان في مجال جديد ضمن المناطق التي نغطيها، فقد بلغ عدد الموظفين في المركز الرئيسي ببلدة سرمدا خمسين موظفا، وفي مدينة إدلب خمسة عشر موظفا، إضافة إلى المتعاقدين من بقية المدن التي نغطيها في "اعزاز وسلقين وحزانو"، من عاملين في المجال التقني ومتابعة شؤون العملاء والموظفين، وموظفي توصيل "الدلي فري" الذين تتزايد أعدادهم بشكل أسبوعي، ويتقاضون نسبا عن كل عملية توصيل يقومون بها.

وعن الخدمات التي يقدمها التطبيق، يجيب قنديل: يغطي التطبيق كامل الاحتياجات الفردية والعائلية، ويمكن مشاهدة داخل كل قسم المحال المتعاقدة مع التطبيق ومنتجاتها بالسعر الرسمي من دون زيادة، من مطاعم وسوبر ماركت ومنظفات وألبسة ومواد تجميل وإكسسوارات وهدايا، إضافة إلى الخدمات المنزلية من خضراوات وفواكه وموالح ولحوم وخبز ومحروقات وغاز وغيرها من المواد الأساسية والكماليات المنزلية، ومؤخراً تم إضافة خدمة سيارة الأجرة في مدينة إدلب ومزيّن شعر، وخدمات التمديدات الصحية وصولاً إلى إمكانية طلب ورش لتصليح السيارات.

ويضيف: تعد خدمات التوصيل مجانية بشكل عام، إذ نعتمد على النسبة الرمزية المتفق عليها مع التجار وأصحاب المحال المتعاقدين معنا، لضمان إيصال السلعة للزبون بسعرها الرسمي داخل المحل، إلا أنه تمت إضافة ليرة تركية على خدمات التوصيل داخل مدينة إدلب للطلب الذي لا يزيد سعره على الخمسين ليرة، وذلك لزيادة المردود المادي داخل المدينة التي تتوسع نشاطاتنا فيها، إضافة إلى محاولة ضبط عملية الشراء الوهمية، أما في بقية المناطق فلا تزال خدماتنا مجانية بشكل مطلق.

اقرأ أيضاً:  دمشق.. ركود غير مسبوق في سوق الألبسة وقطاع النسيج يصارع للبقاء

ويرى "أبو جمال" نازح من ريف حلب الجنوبي، ويعيش في حي "الضبيط" البعيد نسبياً عن مركز مدينة إدلب، أن مثل هذا النوع من التطبيقات أصبح ضرورة ملحة بالنسبة إلى السكان، خاصة المقيمين على أطراف المدينة، ممن لا يملكون وسائل نقل تساعدهم في التبضع، حيث يوفر عليهم عناء التجول والتعب وتكاليف أجور التنقل.

حلول لمعالجة الصعوبات

ورغم أن هذا المجال قد بدء فعلياً بالانتشار في مناطق الشمال السوري قبل أعوام، فقد واجه العديد من المعوقات التي ساهمت بفشل العديد منها، من أبرزها غياب ثقافة التسوق الإلكتروني وعدم ضمان التطبيقات سلامة المنتج المعروض. فضلاً عن تردي الأوضاع الأمنية التي تعيق عمليات البيع والتوصيل خارج نطاق المدن.

كما تمثل عمليات الشراء الإلكتروني مهمة صعبة بالنسبة إلى قاطني الشمال السوري، نظراً لغياب البنوك والبطاقات الائتمانية، ما دفع بالمسؤولين للبحث عن حلول بديلة كطرح بطاقات مسبقة الدفع كما هو الحال "متجر جوهر الإلكتروني".

ويركز متجر جوهر على تقديم الخدمات الإلكترونية وشحن الهواتف النقالة، من تعبئة رصيد لحاملي الخطوط التركية، إضافة إلى تفعيل خدمات الإنترنت في أي وقت عن طريق الشركات المتعاقدة مع التطبيق، وتوفيره بطاقات "غوغل بلاي" للراغبين بتطوير الألعاب الإلكترونية، فضلاً عما يقدمه من منتجات تخص المنزل والعائلة.

وقد لاقى هذا التطبيق رواجاً واسعاً بين الفئات العمرية التي تتراوح بين "13_30 سنة بشكل خاص، بالنظر إلى ما يقدمه من خدمات مرتبطة بهواياتهم المتعلقة بألعاب الفيديو ونشاطهم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكينهم من الوصول إلى شبكات إنترنت على مدار الساعة.

ويقول خالد وهو فتى بالخامسة عشرة من عمره: لم يعد موضوع الإنترنت مشكلة بالنسبة لي كشخص متعلق بالألعاب الإلكترونية، فبإمكاني شحن هاتفي حتى بعد منتصف الليل من خلال بطاقة الرصيد المالي الموجودة عندي، ذات الخمسين ليرة تركية، فبمجرد الدخول إلى البرنامج والضغط على خيار الشراء يعود الإنترنت إلى جهازي.

يبدو أن التجارة الإلكترونية قد حجزت مكانها في السوق المحلية للشمال السوري، لما تحمله من فائدة متبادلة بين المشتري والبائع، بعد أن تمكنت العديد من البرامج من كسب ثقة الزبائن وتقديم خدماتها بشكل مجاني بضمانات تريح العملاء، على الرغم من المصاعب وعدم الاستقرار التي لا تزال تعاني منها المنطقة.