icon
التغطية الحية

رويترز: صعوبات قد تواجه أردوغان لإعادة مليون لاجئ سوري

2023.06.01 | 14:01 دمشق

رويترز: صعوبات قد تواجه أردوغان لإعادة مليون لاجئ سوري
صعوبات قد تواجه أردوغان لإعادة مليون لاجئ سوري (الأناضول)
 تلفزيون سوريا- وكالات
+A
حجم الخط
-A

أوردت وكالة "رويترز" تقريراً أشارت فيه إلى وجود "صعوبات" قد تواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تنفيذ خططه لإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم في ظل استمرار الصراع في سوريا.

وكان الرئيس التركي قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إعادة مليون لاجئ سوري "طوعاً" إلى بلادهم في حال فوزه بالرئاسة، بهدف استقطاب الأطراف القومية. إلا أنه قد يواجه "صعوبات جمّة من أجل الوفاء بوعده"، وفق التقرير.

وخلال تلك الحملة الانتخابية الشرسة، شدد أردوغان على عودة اللاجئين قبل جولة الإعادة التي جرت يوم الأحد الفائت ضد كمال كليتشدار أوغلو الذي اتخذ موقفا أكثر صرامة بشأن هذه القضية. وأدى تركيز الطرفين على عودة اللاجئين إلى إثارة القلق لدى نحو 3.4 ملايين سوري يقيمون في تركيا في ظل تزايد شعور الاستياء تجاههم.

إنشاء مشاريع سكنية في الشمال السوري

العديد من اللاجئين كانوا قد قدموا من مناطق ما تزال تخضع لسيطرة قوات الأسد، ويتخوفون من العودة إلى بلداتهم وقراهم في ظل وجود النظام السوري.

وعلى ضوء الخطط التي أعلن عنها أردوغان، فإن أولئك اللاجئين لن يضطروا لفعل ذلك. وصرّح بأن تركيا تبني، بمساعدة قطرية، مساكن جديدة في شمال غربي سوريا الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتنتشر فيها نقاط عسكرية تابعة للجيش التركي، أدى وجودها إلى ردع قوات النظام عن شن هجمات عليها.

ومع تزايد استياء ناخبين أتراك من الوضع، إذ تستضيف تركيا لاجئين أكثر من أي دولة أخرى، وضعت خطط أردوغان القضية في محور سياسته حيال سوريا إلى جانب مخاوف بشأن "حزب العمال الكردستاني/ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، التي أقامت جيوباً على الحدود وتعتبرها تركيا تهديداً لأمنها القومي.

وأوضح أردوغان أنه يهدف إلى ضمان عودة مليون لاجئ في غضون عام إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وحضر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الأسبوع الماضي افتتاح مشروع إسكاني في بلدة جرابلس السورية يستهدف إيواء عدد ممن سيعودون لبلادهم.

وقال الرئيس التركي في خطاب النصر يوم الأحد: "من واجبنا تلبية توقعات مواطنينا بشأن هذه القضية بالطرق والوسائل التي تليق ببلدنا"، مضيفاً أن ما يقرب من 600 ألف سوري قد عادوا بالفعل طواعية إلى مناطق آمنة.

المخاوف الأمنية

العديد من اللاجئين السوريين في تركيا لا يروق لهم هذا الاحتمال، بحسب التقرير الذي نقل عن اللاجئ السوري "أحمد" (28 عاماً) وهو طالب في جامعة أنقرة، قوله: "أود العودة إلى سوريا ولكن ليس إلى جرابلس... أود العودة إلى مكاني في بلدي، إلى اللاذقية"، في إشارة إلى المنطقة التي يسيطر عليها نظام الأسد على البحر المتوسط. وأضاف: "أود العودة، ولكن إذا بقي الأسد لا يمكنني ذلك بسبب مخاوف أمنية".

كما تعاني مناطق من شمال غربي سوريا من انعدام القانون أيضاً، بسبب خضوعها لسيطرة كثير من الفصائل العسكرية المسلحة.

ونقلت الوكالة عن خبير الشؤون السورية في مؤسسة "سنتشري إنترناشونال" البحثية، آرون لوند، قوله: "لا تزال الأوضاع في شمالي سوريا سيئة للغاية وغير مستقرة، ما يصعب معه ترتيب عودة واسعة النطاق رغم كل التقارير عن بناء تركيا وقطر مساكن وبنى تحتية"، مضيفاً: "يبدو الأمر وكأنه قطرة في محيط، والوضع الاقتصادي العام آخذ في التدهور".

تركيا والتواصل مع نظام الأسد

ووفق التقرير، فقد غيرت تركيا من نهجها الدبلوماسي الذي تتبعه مع سوريا لأسباب منها محاولة تحقيق هدف تأمين عودة اللاجئين. وحذت حذو حكومات أخرى في المنطقة بإعادة فتح قنوات الاتصال مع الأسد الذي وصفه أردوغان من قبل بأنه "جزار".

إلا أن تقارب أنقرة مع دمشق يسير بوتيرة أبطأ مقارنة بوتيرة تحسن العلاقات بين الأسد ودول عربية، ما يعكس الدور التركي الأعمق في بلد توجد على أرضه قوات لروسيا وإيران والولايات المتحدة أيضاً.

ويرى محللون أن أنقرة لن توافق بسهولة على مطالبة الأسد بجدول زمني للانسحاب مشيرين إلى أن أي إشارة على مغادرة القوات التركية ستدفع المزيد من السوريين لمحاولة الفرار إلى تركيا خوفاً من عودة حكم الأسد إلى الشمال الغربي.

ونقل التقرير عن دارين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية قولها: "من المستبعد للغاية أن تتنازل تركيا فيما يتعلق بسحب القوات وهو ما يعني على الأرجح توجه مئات الآلاف من اللاجئين إليها إذا غادرت قواتها إدلب".

موقف السوريين من هزيمة كليتشدار أوغلو و"العودة الطوعية"

أعرب كثير من السوريين في تركيا عن ارتياحهم لهزيمة كليتشدار أوغلو. فخلال حملته قال إنه سيناقش خطط عودة اللاجئين مع الأسد بعد إعادة العلاقات وإن عودتهم جميعاً ستكتمل في غضون عامين "بطريقة غير قسرية".

وبعد أن حصل على أصوات أقل من أردوغان في الجولة الأولى، صعّد كليتشدار أوغلو من نبرته متعهداً بإعادة كل المهاجرين إلى بلادهم.

والإثنين الماضي، صرّح كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس التركي، إبراهيم كالن، بأن تركيا تريد عودة آمنة وكريمة وطوعية. وقال في تصريحات لإذاعة محلية: "نحن نخطط لتأمين عودة مليون أو 1.5 مليون سوري في المقام الأول".

أما الباحث في مركز "حرمون للدراسات المعاصرة" في إسطنبول سمير العبد الله، فلا يتوقع كثيرا من التغيير الآن بعد انتهاء المعركة الانتخابية. وقال "السوريون مرتاحون بعد انتصار أردوغان... لا شيء يعيب العودة الطوعية. لا نتوقع تغييراً في السياسة المتعلقة بالهجرة"، وفق تقرير الوكالة.