icon
التغطية الحية

رواية جديدة لـ إسلام أبو شكيّر بعنوان "العاوون"

2022.09.15 | 16:18 دمشق

رواية
+A
حجم الخط
-A

يتابع الأديب السوري إسلام أبو شكيّر في روايته الجديدة سلسلة قصصه ورواياته الغرائبية؛ بفضائه المازج بين المتخيّل والواقعي، وسرديته السلسة والمكثفة والجزلة بآن واحد، وطرحه المواضيع بصورة تتأرجح بين الجاد والساخر والمؤلم، مانحاً بذلك متعة استثنائية للقارئ.

تحكي رواية أبو شكير التي حملت عنوان "العاوون" والصادرة حديثاً عن دار "ممدوح عدوان للنشر" في 124 صفحة، قصة طفل وِلد بجناحين كجناحي الطير، ليشكّل صدمة لوالديه وللبيئة المحيطة بوصفه حالة شاذة داخل المجتمع البشري الذي نعيش فيه.

وبالرغم من محاولات الأسرة والمحيط في إيجاد طرقٍ للتخلص منهما، إلا أن الطفل بقي راغباً في المحافظة على جناحيه اللذين هما جزء لا يتجزّأ من جسده، رغم ما تحمله هذه الرغبة من نبذٍ ورفض مجتمعي سواء بين أقرانه من الأطفال أو الكبار. هذان الجناحان اللذان يمثّلان حلم التحليق والطيران لذلك الطفل؛ يعتبران كابوساً ضاغطاً على البيئة المحيطة التي تبذل جهدها للقضاء على ذلك الحلم.

تفاصيل الحكاية

يفلت "الصغير" من بين يدي القابلة، وتخفق جميع محاولات الإمساك به، إلى أن يتدخّل "أبو محارب" الشرطيّ المتقاعد مريض الروماتيزم، مستثمراً في ذلك خبراته القديمة في الصيد.

ويضيف المؤلف أبو شكير شارحاً: تتوالى فصول الحكاية، وصولاً إلى اللحظة التي يجد فيها القارئ نفسه أمام عالمٍ يختلط فيه الواقع بقوانينه الطبيعيّة الصارمة، والخيال محلّقاً بأجنحةٍ هي ذاتُها التي غيّرت مجرى حياة (الصغير) بحضورها أوّلاً، وغيابها تالياً.

فأيّة أجنحة هذه التي تتربّص بها المقصّات والمباضع والسكاكين والبنادق؟ ومن هؤلاء الذين يَعْوُون في الخلفيّة؟ وما المصير الذي انتهى إليه أولئك الذين يعيشون في الأسفل؟

أسئلة كثيرة تطرحها الرواية، ثمّ تتوقّف عند هذا الحدّ، متنصّلةً من عبء الإجابات القاطعة، ومفترضةً أنّ القارئ لن تخذله (أجنحة) خياله في إيصاله إلى جوابٍ ما.

من الرواية

"جرّب هذا الطيران عدّة مرّات، ولم يشعر في لحظةٍ بقدرٍ من اللذّة، والدهشة، والفرح، والانتشاء كهذا الذي يغمر كيانه الآن شعورٌ جديد لم يعهده، وقد فاجأه أنّه لم يترافق - كما جرت العادة- بذلك الإحساس الثقيل بالذنب الذي من شأنه أن يضع حدّاً لتوهّجه وطغيانه بدا له – كما لم يحدث من قبل- أنّه يمارس حقّاً من حقوقه البسيطة، كالمشي، أو الطعام أو الشراب إنّهما جناحاه، جزءٌ منه، وليسا عاهةً تعيقه عن ممارسة حياته لا يختلفان عن ساقيه اللّتين لم يمنعه أحدٌ عن المشي بهما، أو الجري، أو ركل الكرة! لم يقل له أحدٌ إنّهما مرض، وإنّ عليه أن يكون حذراً إذا ما فكّر في لحظة طيشٍ، أو غباءٍ، أو جهلٍ أن يحرّكهما، أو حتّى أن يشعر بوجودهما!".

رسالة "العاوون"

كما يبدو من مضمونها، فإن الرواية تركّز على تفاصيل تخصّ الطفولة ومداركها، إلا أنها موجّهة لمختلف الفئات العمرية، وتحمل بعداً فلسفياً اجتماعياً يغوص عميقاً في حقيقة العلاقة التربوية بين الأبوين وأطفالهما داخل الأسرة من جهة، وبين المجتمع وطبيعة تعاطيه مع تلك الفئة الأصغر عمراً والأضعف كياناً من جهة أخرى، في محاولة لتسليط الضوء على عديدٍ من السلوكيات التي أثّرت سلباً على تكوين وتشكيل (الطفل/ الإنسان) داخل مجتمعاتنا، من خلال تقييد حريته ومنعه من إطلاق العنان لخيالاته وإبداعاته.

ويعبّر عن تلك الأبعاد الروائي فايز غازي في مراجعته للرواية التي وصفها بـ "قصة قصيرة مجنونة على عادة قصص أبو شكير"، فيقول:

"في زمن انقلبت فيه المفاهيم، قد يصبح صوت الحرية "عواء"، كما أصبحت الخيانة وجهة نظر أو القتل ضرورة جمالية! في زمنٍ تتم قولبة الناس فيه وغسل أدمغتهم وتنميطهم شكلًا ومضمونًا قد يصبح أي صوت مخالفا، ولو كان محقًا او صحيحًا، "عواء"... في زمن التنميط في التربية وخنق التجديد والتوجه إلى المستقبل بالخوف وإدارة الوجه إلى الوراء قد يصبح "العواء" هو الحل!".

إسلام أبو شكير

قاص وروائي وصحفي سوري مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

صدر له العديد من الروايات والقصص القصيرة، منها:

  • (43<40) مجموعة قصص 2009،
  • (استحواذ) مجموعة قصص 2011،
  • (الـ O سلبي الأحمر والمشعّ) مجموعة قصص 2012،
  • (القنفذ) رواية 2013، (الحياة داخل كهف – المرايا) مجموعة قصص 2016،
  • (الحياة داخل كهف – الصور التذكارية) مجموعة قصص 2016،
  • (زجاج مطحون) رواية، منشورات المتوسط، ميلانو، إيطاليا 2016،
  • (أرملة وحيد القرن) مجموعة قصص، منشورات المتوسط، ميلانو، إيطاليا 2019.
  • (خفّة يد) رواية عن دار المتوسط أيضاً 2020.