icon
التغطية الحية

"خفّة يد".. رواية "إسلام أبو شكير" التي يريدها أن تربك القارئ

2020.10.26 | 16:01 دمشق

aslaam.jpg
إسطنبول - أحمد طلب الناصر
+A
حجم الخط
-A

"خِفّة يد" رواية جديدة للقاص والروائي السوري، إسلام أبو شكير، هي الثالثة في نتاجه الروائي، والتاسعة مع مجموع مؤلفاته الأدبية التي تضم ستّ مجموعات قصصية قصيرة.

الرواية يبدؤها أبو شكير بالعديد من الشخصيات والأبطال، لكل شخصية منهم نهجها المستقل وذهنيتها الخاصة وأسلوبها الحياتي الخاص: فاتن، وعروة المدني، ويوسف، وسيمو، وسوسن ملّاك، وسلامة.. بالإضافة إلى "الراوي"، وآخرون غيرهم.

شيئاً فشيئاً تتقلّص المسافة بين تلك الشخصيات المختلفة لتنتج لاحقاً حالة من الصدام المباشر، سيُسفر عنه فيما بعد اختفاء/ ابتلاع مرحلي للشخصيات، ونصل في نهاية الرواية إلى شخصية واحدة فقط من بين كل شخصيات الرواية، تجهل ذاتها ويجهل القارئ من تكون أيضاً.

عوالم الرواية

تحاول "خفة يد" أن تقود القارئ في رحلة عبر الذاكرة، يسترجع فيها "الراوي" -مجهول الاسم- أحداثاً جرت قبل ثلاثين عاماً، ويقاطعها مع أحداث راهنة يعيش وقائعها الآن.

عبر هذا النسيج الذي يجمع بين الماضي والحاضر تختلط الوجوه، ويبدو الراوي كما لو أنه يعاني من حالة تشوش وارتباك، فلا يميز بين شخصية وأخرى.

هناك "فاتن" التي يؤكد عدم معرفته بها، و"سيمو" التي جمعته معها قصة حب قديمة، و"سوسن ملّاك" الممثلة التي فقدت إحدى عينيها في المعتقل، والتي تموت بسرطان الرئة، والجارة التي يلتقيها عند المصعد كل مرة، والتي تتداخل شخصياتها مع الشخصيات النسائية الأخرى.

اقرأ أيضاً: الأدب النسوي السوري.. انكفاء الشعر وسيطرة الرواية الوثائقية

نتعرف في الرواية كذلك إلى "عروة المدني"، طبيب الأسنان الذي لا يعمل بشهادته، ويتفرغ لاقتناء اللوحات، وعندما يشتد القصف على المنطقة التي يقيم فيها يدفن مقتنياته في أحد جرود قريته، ويهاجر إلى أوروبا. وفي إحدى زياراته لدبي يلتقي بالراوي مع مجموعة أصدقاء منهم سوسن ملاك.

شخصيات تدخل مسرح الأحداث، ثم تخرج، ثم تعود.. وخلال ذلك تتكاثر الأسئلة عن حقيقة كل شخصية، وما إذا كانت شخصية واقعية أم من صنع خيال الراوي.

اقرأ أيضاً: هل لعبت الرواية السورية دوراً في الثورة؟

لعبة روائية حاول أبو شكير من خلالها أن يقدم للقارئ نموذجاً لشخصية تعاني من الارتباك، وللإحساس بحجم وطبيعة هذا الارتباك عن قرب يبدو أنه -أبو شكير- كان يتعمد وضع القارئ في مواقف يضطر معها كل مرة إلى أن يعيد حساباته من جديد، ويقوم بعملية إعادة صياغة للحدث من بدايته إلى نهايته، في عملية يشعر معها القارئ نفسه بالارتباك والاضطراب.

شاهد: أدب السجون في الرواية والقصص المعاصرة

لا تخلو الرواية من إشارات إلى أحداث راهنة منها الحرب التي التهمت أعمار السوريين، وأخرى تسبق ذلك بعقدين أو ثلاثة حيث الشباب السوري يحاول أن يكيّف نفسه مع الظروف الصعبة ليبني حلمه الخاص، هذا الحلم الذي انهار في النهاية، وتحول إلى كابوس.

اقتباس من "خفة يد"

"بعد إفلاسه تحوّل إلى الكتابة في التشكيل يعتاش منها، إلى جانب ما كان يتلقاه من أشقائه من دعم بين الحين والآخر. لم يخرج شهادته في طب الأسنان. بقيت في حقيبته بين الرسائل القديمة والصور وإيصالات الماء والكهرباء والهاتف والنظافة وسواها.

كان يرى أنها ليست مهنته.. كما أنه رفض أن يبيع شيئاً من مقتنياته لينفق على نفسه رغم العروض المذهلة التي قدمت إليه. ظلّ يحتفظ بها في مخزن في إحدى ضواحي دمشق. تبرّع به إلى شقيقه الأصغر، وهو في الأصل إسطبل للخيول، أعاد عروة بناءه، وتجهيزه، بحيث أصبح تخزين المقتنيات فيه آمناً ولائقاً.

 أواخر عام 2011 تعرض المكان للقصف.."

الرواية من إصدار "منشورات المتوسط- إيطاليا"، وتقع في ثمانين صفحة، من القطع الوسط.

سيرة الراوي

إسلام أبو شكير؛ قاص وروائي وصحفي سوري. صدر له: (43<40) مجموعة قصص 2009، (استحواذ) مجموعة قصص 2011، (الـ O سلبي الأحمر والمشعّ) مجموعة قصص 2012، (القنفذ) رواية 2013، (الحياة داخل كهف – المرايا) مجموعة قصص 2016، (الحياة داخل كهف – الصور التذكارية) مجموعة قصص 2016، (زجاج مطحون) رواية، منشورات المتوسط، ميلانو، إيطاليا 2016، (أرملة وحيد القرن) مجموعة قصص، منشورات المتوسط، ميلانو، إيطاليا 2019.