icon
التغطية الحية

"رد جميل".. فرق إنسانية سورية تساند سكان غزة | صور

2023.11.23 | 07:25 دمشق

آخر تحديث: 26.11.2023 | 11:28 دمشق

فرق إنسانية في الشمال السوري تساند سكان غزة
حملات استجابة لغزة في الشمال السوري
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

أطلقت فرق إنسانية عاملة في مناطق شمال غربي سوريا، حملات إغاثة ومساندة إنسانية لسكّان قطاع غزة الفلسطيني، في ظل العدوان الإسرائيلي وتدهور الحال الإنساني، في خطوةٍ اعتبروها "رداً لجميل الفلسطينيين" الذين ما بخلوا على مدار 13 عاماً من المأساة السورية، على مساندة النازحين السوريين بالتبرّعات والمشروعات الإنسانية. 

وفي حفلٍ لافتٍ، افتتح فريق "ملهم التطوعي" الذي ينشط في الشمال السوري، وعدد من دول اللجوء والجوار، مدرسة "غزة للتعليم الأساسي لجيل جميل" في إحدى قراه السكنية قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وهي مدرسة نموذجية بـ"معايير دوليّة"، مدعومة بتقنيّات وخدمات جديدة. 

ولم يقتصر الفريق على اللفتة الرمزيّة هذه، إذ أطلق حملة استجابة منذ الأيام الأولى حملت عنوان "لأطفال غزة"، أسهمت في وصول مواد عينية وتبرّعات ومساعدات إنسانية، طبية وغذائية، إلى الأسر المهجّرة والمنكوبة في غزّة. 

ولم يكن فريق "ملهم التطوعي" هو الفريق السوري الوحيد الذي وصلت مساندته لقطاع الغزة، إذ بدأ فريق "الاستجابة الطارئة" العامل في شمال غربي سوريا، حملة مساندة إنسانية عبر مجموعة من المتطوعين في القطاع، بعد أن أطلق حملة إنسانية داعمة للسكّان هناك. 

ألفا طالب

تقول ربى البكور، وهي مدير قسم التعليم في فريق "ملهم" التطوعي، إن "الخطوة التي سبقت افتتاح المدرسة، كانت تأمين مسكن لأهالي الطّلاب، من خلال القرى السكنية، ومن ثمّ انتقلنا لخطوة افتتاح المدارس". 

وتضيف لموقع تلفزيون سوريا: "مدرسة غزة للتعليم الأساسي، بنيت على مساحة 3300 متر مربّع، على ثلاثة طوابق بـ 26 غرفة صفيّة، إلى جانب قاعات أنشطة ومكتبة ومخابر مزودة بأحدث الأجهزة التقنية، وفق معايير دولية، لاستيعاب ما يقارب ألفي طالب وطالبة".

وتعتبر أنّ "أهمية المدرسة، تأتي بالنسبة للأجيال، إذ إن في المدرسة رسالة مفادها بأن بالعزيمة والإصرار يمكن أن نحدث تغييراً، ونحن من الممكن أن نغير واقعنا ونكمل رسالتنا ورسالة الناس الذين خرجوا من اليوم الأول، في المطالبة بالعيش بحياة كريمة، فضلاً عن توفيرها للأطفال أفضل الظروف، بما يرسم لهم مستقبلاً أفضل من الماضي". 

وتردف: "هدفنا بناء جيل متعلم وواعي، وهذه المدرسة هي مشروع أطباء ومهندسين ومعلّمين ومعلمات ومثقفين، يسهمون في بناء سوريا المستقبل". 

"تعلّمنا من فلسطين الثوريّة"

تتحدث ربى عن "إطلاق أسماء الشهداء على صفوف المدرسة، هؤلاء الشهداء منهم من قاوم وناضل وحمل رسالة وهدفاً سامياً ونبيلاً، ومنهم من استخدم الأدب حتى يوصل صوت أهله، ومنهم من حمل الكاميرا وتحدى القذائف والصواريخ حتى ينقل الصورة الحقيقية، ووجدنا من المهم أن ننقل قصصهم للأطفال والأجيال القادمة، حتى لا يكونوا مجرد أرقام، فالشهداء الذين ارتقوا في سوريا أو غزة كل واحد منهم له قصة واسم". 

وحول تسمية المدرسة، توضح أنّ "القضية الفلسطينية لها بعد تاريخي بالنسبة لنا، كسوريين، حتى من قبل انطلاق الثورة، منها تعلّمنا المبادئ والقيم والثورية، ونحن السوريين الأجدر بمعرفة شعور أهالي غزة بالوقت الحالي، لأننا خضنا تجربة أن تتهجر من بيتك أو أن تعيش تحت القصف وتحت الحصار". 

وتختم حديثها: "تسمية المدرسة باسم غزة، هو أقل شيء ممكن أن نقدمه لها، ونجد أنه من غير المنطقي أن يكون لدينا فرصة لإيصال صوتها ولا نستغلها.. نحتار دائماً باختيار أسماء مدارسنا ليكون لها دلالات، لكن حين كان المقترح غزة لم نتردد أبداً". 

"لأطفال غزة"

يتحدث فيصل الأسود، وهو منسق الحملات في فريق "ملهم التطوعي"، عن إطلاق الفريق حملة استجابة بعنوان "لأطفال غزة" في الأسبوع الأول من بداية العدوان على غزة. 

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "الحملة تستهدف المتضررين من القصف والمهجرين من منازلهم.. استطعنا حتى تاريخ اليوم الوصول لأكثر من 12 ألف عائلة، تم من خلال هذه الحملة تأمين عدة مساعدات من داخل القطاع نفسه وذلك بالتزامن مع إغلاق معبر رفح، حيث تم تأمين المساعدات الغذائية والطبية ومستلزمات الإقامة لمراكز المأوى والمدارس والمنازل المتضررة وتأمين المياه الصالحة للشرب والخبز وغيرها". 

مساعدات طبية ومرحلة ثانية

 يوضح "الأسود" أنّ "الفريق وبالشراكة مع منظمة (ميد غلوبال) الطبية التي تعمل داخل مستشفى الشفاء في غزة، قدّم دعماً لمستشفى الشفاء بالمستلزمات الطبية والأدوية الطبية، بالإضافة إلى تقديم المواد الغذائية والوجبات اليومية والطرود الغذائية لنازحي مراكز الإيواء بالشراكة مع (IHH) التركية". 

ويتابع: "في المرحلة الثانية تم البدء بزيارة حالات متضررة بعينها وتقديم المساعدة اللازمة لها وغالباً تتمثل بالمبالغ النقدية، مع استمرار المرحلة الأولى واستمرار جميع أنواع التنفيذ".  

وبخصوص الصعوبات التي تواجه الفريق خلال العمل داخل قطاع غزة، يقول "الصعوبة كانت في وسائل التواصل مع فريقنا في غزة، حيث انقطعت الاتصالات كلياً أو جزئياً، بالإضافة إلى شح المواد الغذائية وغير الغذائية في الأسواق المحلية في ظل إغلاق معبر رفح وعدم إدخال مساعدات بشكل مناسب لحجم الكارثة".  

لماذا فريق سوري يتوجّه لغزة؟

يقول محدّثنا "الأسود" إنّ "فريق ملهم هو فريق يُعنى بشكل مباشر ومكثّف جداً بشأن اللاجئين السوريين وكيفية التخفيف عنهم، ولكن حقيقةً وبالحديث عن إطلاق حملة لمساندة قطاع غزة، لم تكن هذه الحملة الأولى من نوعها، فقد تم على مدار السنين إطلاق عدة حملات مناصرة لمختلف البلدان.. آخرها كانت لمساندة أهل دولة ليبيا التي تضررت من إعصار دانيال، والمغرب من الزلزال الذي دمر جزءاً كبيراً من الأراضي".

ويتابع: "أما عن عن غزة تحديداً، فقد تم إطلاق الحملة لمساندة الأهالي، بالتزامن مع حملة المناصرة الإعلامية التي ركز عليها فريق ملهم بشكل أساسي وواسع والتي استمرت لفترة من الزمن قبل إطلاق حملة المساندة، وفي اللحظة التي تم فيها تأمين تعاون مع المنظمات المحلية العاملة؛ تم إطلاق الحملة ومن ثم استمر التنفيذ على أيدي متطوعي فريق ملهم في القطاع".  

ويختم: "السبب الأساسي لاتّجاه الفريق نحو غزة، هو الواجب تجاههم.. فخلال عمل فريق ملهم منذ لحظة تأسيسه حتى اليوم؛ وصلت أكبر نسبة تبرعات من الجالية الفلسطينية، وتم بناء أكثر من مشروع سكني بدعم من أهل فلسطين. عدا الدعم الدائم للحالات والكفالات والمشاريع الطبية وغيرها التي كان دعمها الأساسي من أهالي فلسطين ولا نتمنى سوى -رغم الجهود المتواضعة- أن نكون قد خففنا عنهم ولو قليلاً". 

"رد جميل" 

يقول سراج علي، وهو من مؤسسي فريق "الاستجابة الطارئة" ومدير المكتب الطبي فيه، إنّ "حال الأهالي في غزة، يشبه حال سكان الشمال السوري، فكلاهما يكافحان من أجل نيل الحرية والكرامة واسترداد الأرض، لذلك هم يستحقّون دعماً منا". 

ويضيف "علي" لموقع تلفزيون سوريا: "تحركنا باتّجاه غزة، كان رداً للجميل وواجباً علينا، لأن الكثير من المتبرعين الفلسطينيين من غزة وداخلها قدموا على مدار سنوات دعماً كبيراً للأهالي والنازحين هنا في شمال غربي سوريا، حتى تمكن فريقنا من بناء قرية كاملة بدعمٍ من متبرعين فلسطينيين". 

يتحدث "علي" عن تشكيل فريق من داخل القطاع مع بداية العدوان، ويردف: "تمكنا عبر وسطاء على الأرض من إيصال الأموال لشراء اللحوم والمواد الغذائية والبدء بتوزيعها على مراكز الإيواء، رغم صعوبة وخطورة الموقف هناك، الذي لا يخفى على أحد". 

ويوضح أنّ "كل يوم في غزة يواجه عمّال الفريق، تحدياً جديداً، بدءاً من صعوبة وصول الأموال، إلى نفاد المواد الغذائية من السوق، فضلاً عن ارتفاع أسعارها المستمر بسبب تراجع الكميات في الأسواق".