icon
التغطية الحية

رحلة سورية في عالم الشوكولاتة.. من هواية إلى مشروع اقتصادي |فيديو

2024.03.28 | 14:50 دمشق

آخر تحديث: 31.03.2024 | 10:48 دمشق

شوكولا
رحلة سورية في عالم الشوكولاتة.. من هواية إلى مشروع اقتصادي
غازي عنتاب ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

عندما تشاهدها، يدور في نفسك صراع بين الرغبة في تناولها والاحتفاظ بها كما هي لتمتّع بها نظرك، من شدة إتقان صنعها وجمالها. تلك هي الشوكولاتة التي تبدعها اللاجئة السورية فرح طحان، في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا.

إبداعُ فرح في صناعة الشوكولاتة لم يأت من فراغ، وإنما يستند إلى تراث عظيم في هذه الصناعة. فقد عرفت دمشق الشوكولاتة في وقت مبكر يزيد على 200 عام، وتحديداً عام 1805 بجهود عائلة "الغراوي" الدمشقية، التي استوردت مادة الكاكاو الخام وصنعتها بحشوات متنوعة ومبتكرة، وأصبحت رائدة في كل المنطقة في هذا المجال.

شوكولاتة بطابع سوري في غازي عنتاب

في تركيا تقدم فرح طحان إضافة متميزة لهذه الصناعة، إنها تقدم حلوى الشوكولا بطابع سوري وبصمة حلبية. ولأن كل ضارة نافعة، فإن ساعات الحجر الصحي الطويلة بسبب فيروس كورونا، أعطتها ما تحتاج إليه من تركيز لشقّ هذا الطريق الجديد عليها كلياً. ففرح درست العلوم الصحية، وتخصصت بالقبالة والتوليد ولم يسبق لها أن عملت في صناعة الحلويات مطلقاً.

تقول فرح لموقع تلفزيون سوريا: "عثرت في أثناء تصفح اليوتيوب على مقاطع فيديو عن صناعة الشوكولا، ما أثار فضولي في البداية، ثم صار الأمر بالنسبة لي هواية وشغفاً بالغوص في هذا العالم الواسع، ثم  قررت تحويل هوايتي إلى مشروع اقتصادي".

وتضيف فرح: "في البداية ظننت الأمر سهلاً، يكفي صبّ الشوكولاتة الساخنة في قوالب مصنوعة من مادة السيليكون، لكنني اكتشفت أن في الصناعة فناً يتطلب مهارات وتقنيات، وفيه مجالات كثيرة".

بدأت فرح بـ"شوكولا البونبون" واكتسب إنتاجها شعبية بين محبي هذه الشوكولا بسبب ألوانها الزاهية وحشواتها المتنوعة، وأشكالها التي لا تنتهي. تقول: "بدأت بأدوات بسيطة، ثلاثة قوالب مصنوعة من مادة "البولي كربونيت" ومقياس حرارة، ووعاء لإجراءات حمام البخار، وملعقة من السيليكون والتي كانت أول ما اشتريت".

خلال أقل من سنتين، نجحت فرح في تطوير مشروعها ومهاراتها في ترتيب الحشوات، واستخدام المكونات الخام، وكذلك تزيين الشوكولاتة، بعد أن خضعت للعديد من الدورات التدريبية التي صقلت هوايتها ومواهبها.

عمل دؤوب من المنزل

تقول فرح طحان لموقع تلفزيون سوريا: "بدأت بـ 6 حشوات متواضعة، وعمل دؤوب تمكنت من ابتكار 20 حشوة مبتكرة، حتى صارت لي  بصمة خاصة بي هي "كاراميلا شوكولاتة فرح".

ومن ابتكارات فرح، المزج بين التمر والشوكولا خلال شهر رمضان الحالي. تقول: "رتبت 16 قطعة تمر مغطسة بالشوكولاتة وتحتوي على ثماني حشوات مختلفة، استوحيت إحداها من التراث الجزائري، يتضمن معجون اللوز كحشوة داخل كل قطعة".

تستخدم فرح منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيس بوك لتسويق منتجاتها، وقد شاركت في 6 معارض سورية متتالية في تركيا، باعتبار عملها يحمل روحاً وثقافة سورية.

التحدي الأكبر أمام فرح هو وجود مشروعها المنزلي الصغير وسط منافسة المتاجر الكبيرة في السوق. وإحدى العقبات الرئيسية التي تواجهها هي شراء كميات صغيرة من الشوكولا المستوردة.

ورغم دخول الشابة العشرينية سوقاً تجارية فيها منافسة قوية، فإن روحها التي بدأت بها المشروع ما زالت حاضرة تظل فيها. فمن وقت لآخرَ تُطلَب منتجاتها كهدايا في شمالي سوريا. وتقول فرح بفرحٍ وسعادةٍ فطريتَين: "الشوكولاتة الخاصة بي سافرت إلى بغداد وإسطنبول وبورصة وحتى خارج تركيا إلى ألمانيا".

وتنتظر الشابة فرح بفارغ الصبر تحقيق خططها المستقبلية، حيث تطمح للعمل ضمن بيئة عمل واسعة تتضمن مطبخها الخاص لصناعة الشوكولاتة، بالإضافة إلى امتلاكها متجرًا يضم علباً خاصة بها، وإنتاج مادة الشوكولاتة الخام الخاصة بها.