icon
التغطية الحية

دور استقبال المرضى السوريين في تركيا.. بصيص من الأمل رغم ضعف الإمكانيات

2024.02.27 | 07:33 دمشق

آخر تحديث: 27.02.2024 | 10:20 دمشق

دور استقبال المرضى السوريين في تركيا.. بصيص من الأمل رغم ضعف الإمكانيات
دور استقبال المرضى السوريين في تركيا.. بصيص من الأمل رغم ضعف الإمكانيات
تلفزيون سوريا - عبادة منصور
+A
حجم الخط
-A

كان لزلزال السادس من شباط الذي ضرب المنطقة قبل عام تأثير مضاعف على جميع مستويات الحياة بالنسبة للسوريين في جنوبي تركيا وشمالي سوريا، فتوقف الحياة في المنطقة خلق مشكلات جديدة وضاعفها خاصة فيما يتعلق بالسوريين القادمين إلى تركيا بهدف العلاج.

فالملف الذي لطالما عانى السوريون من مشكلاته المتعددة التي تتعلق بالدخول عبر البوابات الحدودية ومصاعبها وما يليها من فترة الإقامة في أثناء العلاج والتنقل بين المشافي وصعوبة الحصول على التحويلات.

تبعه خلال العام الماضي مشكلات جديدة كان أكبرها توقف المستشفيات الرئيسة في هاتاي وخروجها عن العمل بعد الزلزال ودمار عدد كبير من دور استقبال المرضى التي كانت تقدم خدماتها في أنطاكيا.

ما أبرز المشكلات التي تواجه المرضى القادمين إلى تركيا؟

 وعن أبرز ما يواجه المرضى السورين القادمين إلى تركيا بهدف العلاج، يقول عبد الله منصور مدير "دار الحياة" في حديث خاص لموقع "تلفزيون سوريا" بأن المشكلة الأكبر للمريض هي الإقامة.

فالمريض يصل إلى الأراضي التركية ويبدأ بإجراءات التسجيل والعلاج في المشافي لكنه يعاني من الفترة التي سيبقى فيها على الأراضي خلال العلاج خاصة إذا لم يكن لديه أقارب أو مكان للإقامة في تركيا.

فكثير من المرضى القادمين من شمالي سوريا لا يملكون ثمن الإقامة في الغرف الفندقية خاصة مع ارتفاع قيمة أسعار الفنادق في تركيا وضعف الحالة المادية لكثير من المرضى، لكن دور الإقامة التي تستقبل المرضى السوريين كانت حلا ساعد الآلاف من المرضى بحسب ما ذكر عبد الله منصور.

ما الخدمات التي تقدمها دور الإقامة؟

 وبحسب "منصور " فإن المريض المقيم في "دار الحياة " أو دور استقبال المرضى المفتتحة في مدينة الريحانية الحدودية مع سوريا يحصل على مكان للنوم خلال فترة العلاج إضافة إلى وجبات طعام يومية تقدم صباحا ومساء وخدمات الإنترنت وغسيل الملابس وفي بعض الأحيان يقوم بعض المتطوعين من الدار بمرافقة المرضى الجدد في أثناء الذهاب إلى المشافي.

كم تبلغ أعداد المرضى المقيمين في دار الحياة؟

وبحسب منصور فإن عدد المرضى الذين يدخلون من سوريا يوميا يصل في بعض الأوقات لقرابة 40 مريضا معظمهم يكون بحاجة للحصول على مكان للإقامة خلال فترة علاجه.

خاصة مرضى السرطان وهم العدد الأكبر من بين المرضى القادمين إلى تركيا حيث يحتاج مريض السرطان لرعاية مضاعفة قبل وبعد الحصول على الجرعات في المشافي.

وتستقبل دار الحياة شهريا أعدادا متفاوتة من المرضى تصل في بعض الأوقات إلى 100 مريض بعضهم يعود إلى سوريا خلال توقف العلاج وقسم آخر ينتقلون إلى المناطق الداخلية كإسطنبول وأنقرة لوجود المشافي التي تعالج حالاتهم كما يقيم في بعض الأحيان المرضى مع المرافقين الخاصين بهم فالدار تعتبر محطة أولى لرحلة علاج مئات من المرضى السوريين. 

شروط استقبال المرضى في الدار

وعن شروط استقبال المرضى في الدار يقول "منصور" بأن وجود بطاقة الحماية والأوراق الثبوتية الرسمية لدخول المريض إلى الأراضي التركية هي شرط أساسي للتسجيل في الدار حيث يعمل فريق متطوع على تسجيل بيانات المرضى وتنظيم ملفاتهم بشكل دوري. 

ما الصعوبات التي تواجه دور استقبال المرضى؟

 وبحسب "عبد الله منصور" فإن الخدمات المقدمة في دار الحياة تعتمد بشكل رئيسي على التبرعات والمساعدات الخاصة التي تقدم للدار حيث لا توجد جهة رسمية تتبع لها في عملها ومعظم دور استقبال المرضى تعمل بهذا الشكل خاصة بعد تعرض المنطقة للزلزال وتوقف معظم مشاريع الدعم.

مما يسبب ضعفا في تأمين الطعام والشراب والمستلزمات الأساسية اليومية التي يحتاجها المرضى المقيمون في الدار، كما تعاني الدار في بعض الفترات من وصول أعداد كبيرة من المرضى السوريين الذين لا يحصلون على جميع الخدمات بسبب ضعف الإمكانيات.

وأشار منصور أنه حصل مؤخرا على دعم جزئي لترميم "دار الحياة" من خلاله سيعمل على إصلاح الأسقف والحمامات وصبغ الجدران فالبناء تعرض لمشكلات عديدة بسبب الأعداد الكبيرة التي تقيم فيه وتضاعفها أثناء فترة الزلزال حيث كانت الدار مركزا للإيواء خاصة للقادمين من مدينة أنطاكيا.

وبحسب منصور فإن الدار تحتاج أيضا إلى تبديل الأثاث والمستلزمات الرئيسية للمرضى وبأن الدعم الأخير الذي حصل عليه لا يشمل الأثاث، فالدار بحاجة لقرابة 40 سريرا إضافة للأغطية والمستلزمات الأساسية للمرض حتى تتوافر الخدمات بشكل كامل ومريح للمرضى.

يقول عبد الله منصور إن الخدمات المقدمة في دار الحياة ليست الأفضل على مستوى دور استقبال المرضى خاصة بأنها تعمل من دون جهة دعم دائمة، خاصة بأن كثيرا من دور استقبال المرضى توقفت عن عملها بسبب توقف الدعم من الجهات المسؤولة عنها فيما تستمر دار الحياة بالرغم من الإمكانيات الضعيفة على تقديم مستوى جيد من الخدمات لكن الضعف في الخدمات مؤخرا كان مرتبطا بتوقف عدد كبير من المتبرعين عن تقديم مساعدات للدار على عكس الفترات الأولى لافتتاحها.

أوضاع المرضى المقيمين في الدار وأبرز مشكلاتهم

يقول أحمد والد الطفل "منصور" الذي وصل إلى الدار قبل عام لإصابة طفله بمرض السرطان بأنه يحاول منذ فترة طويلة الحصول على موافقة لإدخال والدة الطفل أو أحد إخوته لأخذ خزعة منهم وزرعها في نقي العظام للطفل لكن إجراءات البوابات التركية لم تسمح إلى اليوم بالموافقة على دخولهم وتسريع موعد شفاء الطفل وهو مما يجبر أحمد وطفله على البقاء في تركيا، وعن رأيه في الدار يقول بأنها حلت له مشكلة كبيرة فوجودها ساعده على البقاء في تركيا لعلاج طفله دون دفع مصاريف كبيرة للإقامة والسكن.

بينما أشار الحاج محمد نافع عاصي الذي انتقل للدار مع زوجته بعد تهدم بيته في أنطاكيا عقب الزلزال إلى أبرز مشكلة تواجهه بعد تأمين السكن في "دار الحياة" هي التنقل والذهاب إلى المشافي خاصة مع توقف مشافي هاتاي عن العمل وضرورة الذهاب إلى أضنة أو أنقرة لاستكمال العلاج وهو الأمر الذي يسبب معاناة كبيرة له ولمئات من المرضى الذين يقيمون في هاتاي.

وهي المشكلة التي تأخر علاج الطفلة فاطمة العوض التي تقيم في الدار مع والدها منذ قرابة 6 أشهر والتي تحتاج لعمل جراحي في أنقرة بسبب تضيّق في صمام القلب لكن ضعف الإمكانيات المادية لدى والدها أخّر من علاج الطفلة ومن متابعة إجراءات العلاج في المشافي التي تحتاج إلى تكاليف مرتفعة لإنهائها.

وضع النساء المقيمات في دور استقبال المرضى

يقول "عبد الله منصور" إن وضع إقامة المرضى من النساء يعتبر أفضل نسبيا من وضع الرجال حيث أشرف مؤخرا على تجهيز دار خاصة لإقامة النساء تضم ستّ شقق سكنية مجهزة بشكل كامل وتتسع لـ75 مريضة تستطيع المريضة الإقامة فيها ضمن شروط رعاية كاملة وتعمل مجموعة من النساء المتطوعات في الإشراف على عمل الدار.

لكن أكثر ما تعاني منه النساء المقيمات في الدار بحسب " ناديا شعيب " مشرفة في دار النساء ومريضة سرطان هو عدم وجود مرافق للمريضات في أثناء الذهاب لمراجعة المستشفيات خاصة أن قسم من المريضات هن من كبار السن إضافة إلى أجور التنقل إلى المستشفيات البعيدة وثمن قسم من أدوية السرطان غير المجانية حيث إن كثيرا من النساء تتأخر عن مواعيد جرعاتها بسبب عدم توافر ثمن الأدوية مما يأخر علاجها.

وتقول ناديا إنها مع مجموعة من النساء يعملن على خدمة النساء ومساعدتهن بشكل تطوعي لكن الدار تتحاج إلى فريق أكبر يستطيع متابعة أمور جميع النساء.

تم إنتاج هذه المادة بدعم من منظمة "JHR - صحفيون من أجل الإنسان".