خلّي عينك على سوريا

2024.04.22 | 13:00 دمشق

آخر تحديث: 22.04.2024 | 14:24 دمشق

خلي عينك على سوريا
+A
حجم الخط
-A

خلّي عينك على سوريا.. ستؤلمني. خلّيها أكثر.. سأفقدها. وهل تحتاج سوريا عينك لتبقى؟ لا. إنما هي عيني من تحتاج سوريا لتبقى، ومن لا يحتاج سوريا ليبقى! سوريا هي التي جعلت لي عينا، ولكنني أينما أفتحها الآن على تلك البلاد، تدمع ولذلك كان لا بد من أن نبقي أعيننا جميعا على سوريتنا التي جعلت لنا عيونا، واليوم نحن نفتح عليها عينا لترى الفرح والحقيقة ويرى السوريون والعرب والعالم معنا سوريا التي نريد والتي نسعى لها، والتي لأجلها عزيزة كانت سوريا مشروعا إعلاميا كاملا.

وإن في الدعوة لأن نبقي عيوننا على سوريا، التماسين، أولهما، أن تلك البلاد الثائرة ما تزال تحتاج عيوننا وقلوبنا وهممنا عالية، لنحملها وننهض بها ونحميها ولنعبر معها وتعبر معنا إلى المستقبل الزاهر الذي حلمت به أجيال من أبنائها، وتبلور الحلم في آخر السنوات، ثورة لم تجن ثمارها بعد، ومن ثمار تلك الثورة ولإعلاء قيمها لجهة تعزيز مبادئ المدنية والمواطنة كانت سوريا قناة تلفزيونية تجاوز عمرها اليوم ست سنوات.. هذه أيضا ندعوكم لأن تبقوا عيونكم عليها. هل قلنا قناة تلفزيونية؟

سوريا ليست تلفزيونا وحسب، بل صارت مشروعا إعلاميا طامحا، فيه شاشة وموقع إلكتروني وقسم للإعلام الجديد، وحجز له مكانا على كل المنصات وبكل الوسائل وآخرها البث المباشر المتواصل دون انقطاع، وللأرقام لغة تتقنها.

هذا المشروع الذي انطلق ليس بعيدا عن ألم، بأمل وبدعم من مجموعة (فضاءات ميديا) التي آمنت بحق السوريين وحاجتهم له. فكان التلفزيون الذي شارك السوريين أفراحهم وأتراحهم وحاول ما استطاع أن ينقل عنهم، ومنهم ولهم كل ما يريدون وما يحتاجون والأهم أنه كان صدى لصيحاتهم الأولى ولهتافاتهم التي كثفت كل المعاني، ويوم صرخوا (الله سوريا حرية وبس) لم يصوغوا عبارة، بل منهجا. فشاركهم المشروع اسم بلادهم التي يحبون وشاركهم التخصيص الحاسم بأن مع سوريا، الله فقط وقيمة الحرية التي ينشدون، ونزعوا بثورتهم وصمودهم الأبدية عن أي أحد وأعطاها التلفزيون للحرية، وصار تلفزيون سوريا حرية للأبد.

واليوم إذ يكبر تلفزيون سوريا ست سنوات ويعلن عن انطلاقته الجديدة بالحلة الجديدة، يكرس المبادئ الأصيلة كلها ويؤكدها، وقد صار جزءا من حياة ويوميات السوريين ومن يهتم لشأنهم وشيئا من إنجازاتهم. ولأجلهم رسخ آمالهم وطموحاتهم كمبدأ، ليعبّر عنها ويسمع صوتهم ويُسمعه وينقل أخبارهم للعالم وينقل أخبار العالم لهم

واليوم إذ يكبر ست سنوات ويعلن عن انطلاقته الجديدة بالحلة الجديدة، يكرس المبادئ الأصيلة كلها ويؤكدها، وقد صار جزءا من حياة ويوميات السوريين ومن يهتم لشأنهم وشيئا من إنجازاتهم. ولأجلهم رسخ آمالهم وطموحاتهم كمبدأ، ليعبّر عنها ويسمع صوتهم ويُسمعه وينقل أخبارهم للعالم وينقل أخبار العالم لهم، يرافقهم في قضاياهم، ونقاشاتهم، ونضالاتهم، وأفراحهم وأتراحهم في أرضهم وفي الشتات.. ويسعى لأن تكون له صورة وصوت أجمل وذات أكمل.

خلي عينك على سوريا لتذكرها وترعاها ولا تنساها، وعلى سوريا الشاشة والأذرع الرقمية لتراها ولتتابع البث المباشر على مدار الساعة من أخبار وبرامج وتغطيات ومتابعات ومشاركات، علها تلبي ما يطلبه ويحتاجه الشعب السوري والمتابعون لشأنه، ولتعلم أن من يقف خلف هذا الجهد فرق من صحفيين ومراسلين وفنيين وإداريين يحاولون جاهدين العمل وفق أرقى درجات المهنية، ملتزمين بمواثيق الشرف الإعلامي، ومؤمنين بإمكانية إحداث التغيير الإيجابي في بلدهم رغم الخراب، وبضرورة العمل على إظهار الشخصية السورية الخلاقة.

سيكتب السوري أول نوتة موسيقية في التاريخ "3400 قبل الميلاد"، وسينشئ السوري أول أبجدية معروفة في التاريخ "1300 قبل الميلاد"، في مملكة أوغاريت، وسيكتب بمخرزه الصغير وعبقريته الفريدة، حروف أبجديته على ألواح طينية يصنعها بيديه من تراب أرضه، ويصنع بيده التاريخ.

 سنعيش بعده بآلاف السنين ونمتهن الإعلام لنكون جزءا من التاريخ الذي صنعه ويصنعه السوريون بأمل دون كلل أو ملل، وإن عظمت التضحيات في سبيل الحرية وعلى طريق سوريا، وسنبقي عليها أعيننا.