icon
التغطية الحية

خطوات ملموسة نحو التطبيع.. هل تفتح تركيا واليونان صفحة جديدة؟

2023.12.08 | 17:32 دمشق

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اليوناني في أثينا (الأناضول)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اليوناني في أثينا (الأناضول)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A
  • أصدر الطرفان إعلاناً مشتركاً يؤكد التزامهما بحل القضايا القائمة بين البلدين من خلال الحوار البناء.
  • اتفق الطرفان على إعادة تفعيل "الفيزا عند الوصول" الذي يسهل سفر المواطنين الأتراك إلى بعض الجزر اليونانية.
  • عقد أردوغان وميتسوتاكيس أيضًا اجتماع المجلس الأعلى للتعاون التركي اليوناني، حيث نوقشت العلاقات الثنائية.
  • نوقشت قرارات مثل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، والتعاون في مجال السياحة والثقافة، ونقل الطاقة من تركيا واليونان إلى أوروبا، ومشاريع النقل.
  • أعلن أردوغان وميتسوتاكيس عن اتخاذ خطوات ملموسة بشأن الهجرة غير النظامية والأمن.

اتخذت تركيا واليونان خطوات ملموسة نحو التطبيع في العلاقات الثنائية، وذلك خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أثينا يوم الخميس.

تأتي هذه الزيارة كونها الأولى من نوعها بعد زيارة الرئيس التركي إلى اليونان في عام 2017.

في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد المحادثات، أشار كلا الزعيمين إلى الصداقة والتعاون الجديد بين البلدين، وقال الرئيس التركي إن "زيارة اليوم تمثل خطوة مهمة في مسار تطبيع العلاقات بين تركيا واليونان".

من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن "الزيارة تمثل بداية جديدة في العلاقات بين البلدين".

وخلال الزيارة، أصدر الرئيسان إعلاناً مشتركاً يؤكد التزامهما بحل القضايا القائمة بين البلدين من خلال الحوار البناء وضمن إطار القانون الدولي.

كما اتفقت تركيا واليونان على إعادة تنفيذ نظام "الفيزا عند الوصول" الذي يسهل سفر المواطنين الأتراك إلى بعض الجزر اليونانية.

وعقد أردوغان وميتسوتاكيس أيضًا اجتماع المجلس الأعلى للتعاون التركي اليوناني (YDİK)، حيث نوقشت جميع جوانب العلاقات الثنائية.

وتأتي الزيارة في إطار عملية تهدئة في العلاقات بين البلدين، التي دخلت فيها منذ نهاية عام 2022.

خطوات ملموسة

ونوقشت قرارات ملموسة في مجالات مثل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، والتعاون في مجال السياحة والثقافة، ونقل الطاقة من تركيا واليونان إلى أوروبا، ومشاريع النقل. من المتوقع أيضًا أن تتخذ الأطراف خطوات في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية والأمن.

وأعلن أردوغان وميتسوتاكيس بعد المحادثات عن زيادة حجم التجارة الحالي، الذي يبلغ حوالي 5 مليارات دولار، إلى 10 مليارات دولار، كما أشارا إلى تعاون جديد في مجال السياحة والثقافة، إذ من المتوقع إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز السياحة بين البلدين، مثل الرحلات البحرية المشتركة.

وتخطط تركيا واليونان أيضاً لتعزيز التعاون في مجال الطاقة، ومن المتوقع أن تتعاون الدولتان في مشاريع نقل الطاقة من تركيا واليونان إلى أوروبا، إلى جانب تعزيز التعاون في مجال النقل عبر إنشاء خط سكة حديد جديد يربط بين البلدين.

وكان الأمن و"مكافحة الإرهاب" أيضاً من بين الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال، حيث أعلنا عن اتخاذ خطوات ملموسة بشأن الهجرة غير النظامية.

وأعرب أردوغان عن ارتياحه لإغلاق الحكومة اليونانية لمعسكر "لافريون" الذي يُعتقد أنه يُستخدم كقاعدة من قبل حزب العمال الكردستاني، وشدد على ضرورة الانتباه لمنع تشكيل معسكرات مماثلة.

إعلان حسن الجوار

ومن المتوقع أن تكون وثيقة "إعلان الجوار الجيد" التي وقعها أردوغان وميتسوتاكيس في نهاية اجتماع (YDİK) وثيقة مهمة تظهر كيف ستتقدم العلاقات الثنائية بين تركيا واليونان من الآن فصاعداً.

كما وقع الطرفان على اتفاق يقضي بإعادة تفعيل نظام "الفيزا عند الوصول" الذي يسمح للمواطنين الأتراك بزيارة 10 جزر يونانية في بحر إيجه الشرقي بتأشيرة عند الوصول لمدة سبعة أيام في السنة.

وأعرب كلا الزعيمين عن تفاؤلهما بالفترة المقبلة، وقال أردوغان: "لا توجد بيننا مشكلة لا يمكن حلها، المهم أن نركز على الصورة الكبيرة وألا نكون من الذين يغرقون في الجدول بعد عبور البحر"، بينما قال ميتسوتاكيس: "كل هذا يدل على الصداقة بيننا".

تصريحات متفائلة قبل اللقاء

أظهرت التصريحات التي صدرت من الطرفين قبل اللقاء أنهما متفائلان بفتح صفحة جديدة في العلاقات، وقال الرئيس أردوغان في خطابه الأسبوع الماضي في الاجتماع البرلماني لحزب العدالة والتنمية إن تركيا مستعدة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع اليونان.

وفي تصريحه لصحيفة "كاثيميريني"، أعلن أردوغان عن الرسالة التي سيقدمها لميتسوتاكيس بالقول: "سأقول له: كيرياكوس، صديقي، طالما أنتم لا تهددوننا، نحن أيضاً لا نهددكم. هيا نعزز الثقة بين بلدينا. دعونا نزيد التعاون الثنائي في الاقتصاد، والتجارة، والنقل، والطاقة، والصحة، والتكنولوجيا، والتعليم، والشباب، وفي كل المجالات. دعونا نظهر الاهتمام والعناية اللازمة للتراث التاريخي والثقافي في بلدينا".

وأضاف: "سواء كانت مسائل بحر إيجه أو الكفاح المشترك ضد الهجرة غير النظامية أو المشاكل المستمرة للأقلية التركية في اليونان، ليس هناك مشكلة لا يمكننا حلها من خلال الحوار على أساس حسن النية".

في تصريح أدلى به الأسبوع الماضي، ذكر ميتسوتاكيس أن هناك مشاكل بين الجانبين، لكن ذلك لن يمنعه من استضافة أردوغان في أثينا. وأشارت تقارير في الصحافة اليونانية إلى أن مقاربة أردوغان "لنفتح صفحة جديدة" قوبلت بترحيب في أثينا.

حل مشاكل شرق المتوسط وبحر إيجه

تبدو الأزمات في شرق المتوسط وبحر إيجه التي استمرت بين تركيا واليونان وجمهورية قبرص خلال الفترة 2019-2020 أكثر هدوءاً في السنوات الأخيرة، إلا أنه لم يحرز أي تقدم في حل الخلافات الأساسية التي تؤدي إلى هذه المشكلات.

وتدعي أنقرة أن أثينا تسعى للحصول على مكاسب في شرق المتوسط من خلال الجرف القاري لجزرها في البحر الأبيض المتوسط، بينما تزعم اليونان أن التنقيب التركي في المنطقة غير قانوني وينتهك حقوقها السيادية.

وتواجه تركيا واليونان تحديات في بحر إيجه بسبب عدم ترسيم الحدود، مما يخلق مشاكل في كل من المياه الإقليمية والمجال الجوي المرتبط بها. 

وعندما سُئل أردوغان عن هذا الموضوع من قبل "كاثيميريني"، أثار، دون ذكر اسم، فكرة اللجوء إلى محكمة العدل الدولية:

"لدينا العديد من المشاكل بالإضافة إلى الجرف القاري. يجب أن نتعامل معها جميعاً كحزمة واحدة متكاملة. ليس من الصواب التعامل مع المسائل بطريقة انتقائية، ومناقشة بعضها بينما نتجاهل البعض الآخر. لأن كلها مترابطة. عندما نلجأ إلى القضاء الدولي، يجب ألا نترك أي مشكلة وراءنا. ولكن قبل كل شيء، يجب أن نناقش جميع مشاكلنا بشجاعة، وأن نوجه رأي الجمهور بشكل صحيح".

أكد أردوغان أن تركيا لديها الإرادة اللازمة لحل مشاكلها بطرق سلمية، وفي الوقت نفسه، أرسل رسالة إلى اليونان بضرورة تجنب التوجيه من قبل أطراف ثالثة.