icon
التغطية الحية

خطة تحد من السرقات.. كيف تستعيد هاتفك إذا فُقد في الشمال السوري؟

2022.09.17 | 07:04 دمشق

مشروع "أمن المعلومات" في الشمال السوري
مشروع "أمن المعلومات" في الشمال السوري - تلفزيون سوريا
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

لاقى مقترح طرحه طالبان يدرسان هندسة المعلوماتية، بإطلاق برنامج لاستعادة الهواتف المفقودة أو المسروقة شمال غربي سوريا ترحيباً من قبل "الإدارة الأمنية" في غرفة القيادة الموحدة "عزم" التابعة للجيش الوطني السوري، التي تبنّت المشروع ودعمته ليرى النور، ما أسهم في إعادة مئات الهواتف لأصحابها بعد نحو عام من إطلاق البرنامج، ليصبح حسب وصف القائمين عليه، أداة للحد من سرقة الأجهزة المحمولة، واستعادتها بأسرع وقت.

برنامج أمن المعلومات

قبل نحو عام، تلقت شركات ومراكز الاتصالات شمالي سوريا تعميماً صادراً عن "الإدارة الأمنية" في "عزم"، يقضي بوجوب العمل على برنامج أُطلق عليه اسم "أمن المعلومات" في مناطق عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" شمالي حلب، و"نبع السلام" شرق الفرات.

وجاء في التعميم الذي حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه، أن البرنامج سيتم اعتماده في هذه المناطق، وفق نظام عمل معين، يهدف إلى استعادة الهواتف المسروقة، كما أكد أن كل مركز سيتخلّف عن العمل ضمن البرنامج يعرّض نفسه للمساءلة القانونية.

وتنص فكرة البرنامج على ربط مراكز الاتصالات ببنك معلومات يلجأ إليه من فقد هاتفه في شمال غربي سوريا، إذ يتعيّن على الضحية فور فقدان جهازه التوجه إلى أقرب مركز اتصالات مشترك ببرنامج أمن المعلومات، وتزويده بـ"الآيمي" (IMEI) الخاص بهاتفه الذي يتألف عادة من 15 خانة، ليقوم المركز بإدراج الرقم ضمن البرنامج الذي يضمن تعميمه على مختلف شركات الاتصالات، بالتالي تنبيهها في حال أقدم شخص ما على بيع جهاز يتطابق رقم "الآيمي" الخاص به مع الرقم الذي تم التعميم عليه، ليتم استعادة الهاتف وإحالة السارق للتحقيق.

ويمكن معرفة الآيمي الخاص بالهاتف عبر عدة طرق، فإما أن يكون مكتوباً على علبة الهاتف، أو مكتوباً على الجهة الخلفية للجهاز، أو تحت البطارية، أو يمكن معرفته من خلال طلب الرمز (#06#*) بدءاً من النجمة.

ءؤ
معرفة الآيمي الخاص بالهاتف

كيف انطلقت الفكرة؟

قال مسؤول أمني يعمل ضمن "الإدارة الأمنية" في "عزم"، إن الفكرة كانت في البداية من طالبي اختصاص هندسة معلوماتية، وبعد عرض الفكرة على "عزم"، تم تبنيها للحد من السرقات، ووضع صيغة وآلية عمل، وتطوير برنامج بضوابط معينة، وتوزيعه على 70 بالمئة من مراكز الاتصالات في المنطقة.

وأشار المسؤول في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى أنه يتم إبلاغهم بأي جهاز يُسرق، حيث يقدّم صاحب الهاتف رقم "الآيمي" لمركز ما، مع الاسم ورقم التواصل وعنوان السكن، مضيفاً أن مراكز الاتصالات تشتري يومياً عشرات الأجهزة، ويتوجب عليها وضع رقم الـ"IMEI" لكل جهاز ضمن البرنامج قبل شرائه، وعندها يتبين إن كان مسروقاً، من خلال تنبيه يطلقه البرنامج.

كيف تستعيد هاتفك إذا فُقد في الشمال السوري؟

وبحسب المسؤول الأمني، من الحق المشروع للمركز شراء الجهاز إذا لم يصدر تنبيه من البرنامج، وأما لو حصل العكس وتبين أن الهاتف مسروق، يتم إرسال دورية أمنية إلى موقع المركز، واعتقال السارق والتأكد من كيفية وصول الهاتف إليه، ثم إعادة الجهاز إلى مالكه الأصلي.

وأكد أن التعامل بين "الإدارة الأمنية" وأصحاب مراكز الاتصالات جيد وسلس، وهو ما ساعد بانتشار برنامج أمن المعلومات بشكل واسع، مبيّناً أن القائمين على المشروع لا يتلقون أي مقابل مادي من أصحاب الموبايلات المسروقة بعد استعادتها.

وأكدت شركة "غرير" للاتصالات في مدينة اعزاز بريف حلب، لموقع تلفزيون سوريا، أن طرق استعادة الأجهزة المسروقة كانت محدودة وعلى نطاق ضيق قبل إطلاق البرنامج، حيث تم إنشاء مجموعة على تطبيق "واتساب" في عام 2016، تضم مراكز الاتصالات في اعزاز وريفها فقط، وعند سرقة أي هاتف، كانت عملية التعميم تتم عبر المجموعة، من خلال نشر تفاصيل ومواصفات الهاتف، أملاً باستعادته.

ولفتت الشركة إلى أن العمل تطور عند إطلاق برنامج أمن المعلومات، حيث شمل معظم مراكز الاتصالات في ريف حلب وإدلب أيضاً، ما ساعد باسترجاع مئات الأجهزة، وتسليمها لأصحابها.

إنجازات البرنامج

خلال عام 2021، تم تسجيل 2766 هاتفاً مسروقاً ضمن قاعدة البيانات الخاصة بالبرنامج، وتم استعادة 103 أجهزة وتسليمها لأصحابها خلال المدة نفسها.

وتم استعادة 40 جهازاً بين 18 من نيسان الماضي، حتى 18 من أيار، وخلال الشهر الذي يليه تمت استعادة 52 جهازاً، والمساهمة في إلقاء القبض على عصابة سرقة وترويج مخدرات في جنديرس بريف عفرين، وشبكة دعارة وسطو مسلح في مدينة اعزاز، وإلقاء القبض على شخص مطلوب منذ عام ونصف في مدينة عفرين بتهمة تعاطي المخدرات.

وبين 18 من حزيران و18 من تموز الماضيين، تم استعادة 55 جهازاً، والمساهمة في إلقاء القبض على عصابة سرقة في مدينة أطمة بريف إدلب الشمالي، ضلعت بسرقة عدة هواتف ومنازل ومبالغ مالية، إضافة للمساهمة باسترجاع أموال مسروقة، كما تمت استعادة 63 جهازاً بين 18 تموز، و18 آب، وفقاً لإحصائيات حول عمل البرنامج حصل عليها موقع تلفزيون سوريا.