icon
التغطية الحية

خطة أميركية عربية مرتقبة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإسرائيل ترفض

2024.02.15 | 15:54 دمشق

خطة أميركية عربية مرتقبة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإسرائيل ترفض
الرئيس الأميركي جو بايدن في أثناء إلقائه تصريحات في البيت الأبيض، واشنطن، الولايات المتحدة، 8 شباط/فبراير 2024 (رويترز)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وبعض من شركائها من دول الشرق الأوسط الانتهاء بسرعة من خطة مفصلة وشاملة للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، تتضمن جدولاً زمنياً ثابتا لإقامة دولة فلسطينية.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن خطة السلام الأميركية والتي فرضتها ظروف الحرب الحالية، قد يتم الإعلان عنها خلال أسابيع قليلة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي شارك في المناقشات أن مفتاح خطة السلام بالشرق الأوسط هو صفقة الرهائن، في إشارة إلى المحتجزين من إسرائيل لدى فصائل المقاومة في غزة.

في المقابل، رفضت القيادات السياسية الإسرائيلية الخطة، وخاصة في ظل هيمنة اليمين على الحكم والذي يرفض بشكل قاطع قيام دولة فلسطينية.

وتأتي هذه الخطة في ظل الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتي دخلت شهرها الخامس، وما أثارته من ضغط الرأي العام العالمي ضد جرائم إسرائيل بحق المدنيين في القطاع، حيث ولأول مرة في تاريخها تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب "الإبادة الجماعية" في محكمة العدل الدولية.

وتعد الخطة المطروحة استئنافاً لعملية السلام التي بدأت في "اتفاقيات أوسلو" 1993 وانقطعت تماماً في 2014 إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، آنذاك، فضلاً عن إعلان نتنياهو مراراً بأن "أوسلو مات" مع تأكيد معظم الأحزاب الإسرائيلية رفضها الاعتراف بدولة فلسطينية.

ومنذ 3 عقود رسخت إسرائيل، التي لم تفِ بأي من تعهداتها بموجب "أوسلو"، واقعاً احتلالياً يجعل من الصعب إمكانية قيام دولة فلسطينية عبر رفض تجميد الاستيطان بل وزيادته ومخططات تهويد القدس وحصار القطاع، بحسب العديد من الخبراء والتقارير.

مفتاح خطة السلام: صفقة أسرى

وفقاً لـ "واشنطن بوست"، فإن إلحاح الإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض لاستكمال هذه الخطة يرتبط بشكل مباشر بمحاولة التوصل إلى التهدئة في قطاع غزة والذهاب نحو تسوية سياسية شاملة بالمنطقة.

وقال مسؤولون أميركيون وعرب، للصحيفة، إن وقف إطلاق النار المبدئي، الذي ينبغي أن يستمر ستة أسابيع، سيمنح الوقت للإعلان عن الخطة وحشد الدعم واتخاذ بعض الخطوات الأولى لتنفيذ الخطة، بما في ذلك تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة.

ويأمل مخططو البرنامج أن يتم التوصل إلى صفقة الرهائن قبل حلول شهر رمضان، أي قبل نحو أقل من شهر، خلال أقل من شهر بقليل. وقال مصدر أميركي للصحيفة إن "المفتاح هو صفقة تبادل أسرى" بين حماس وإسرائيل.

في حين، يخشى المراقبون أن يعرقل الاجتياح الإسرائيلي لرفح، الملاذ الأخير للنازحين داخل قطاع غزة، الخطة وانهيار المساعي الدبلوماسية التي تبذلها كل من مصر وقطر والأردن والسعودية والإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة أسرى.

 

إسرائيل.. "الفيل داخل الغرفة"

رفضت الحكومة الإسرائيلية خطة السلام الأميركية، مشددة على أنها لن تسمح بتمريرها، لأنه سيتعين على تل أبيب إخلاء العديد من المستوطنات التي أقامتها على أراضي الضفة الغربية المحتلة، والاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وإعادة إعمار غزة فضلاً عن الاتفاق على الاتفاقيات الأمنية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، تقدم الخطة ضمانات أمنية لتل أبيب لدفعها للانخراط في تنفيذ "حل الدولتين"، بالإضافة إلى التطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، الأمر الذي "سيجعل من الصعب عليها الرفض".

وأشارت إلى ان واشنطن تخطط للتدخل المبكر بشأن الإصلاح السياسي للسلطة الفلسطينية والتفكير في شكل الدولة وحدودها، فضلاً عن تقديم الضمانات الأمنية لإسرائيل.

ردود وتعليقات السياسيين الإسرائيليين على الخطة

يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صاحب أطول فترة حكم في إسرائيل والذي قاد معظم حكوماتها بعد أوسلو وخلال الحرب الحالية، على عدم الرضوخ لمطالب حماس لإتمام الصفقة التي جرى الإعداد لها بباريس نهاية الشهر الماضي.

كما يرفض نتنياهو التراجع عن موقفه في الاعتراف بدول فلسطينية، معلنا عبر تصريحات عديدة "موت أوسلو" وأنه في عهده استبدل عهد "السلام مقابل الأرض" بعهد "السلام مقابل السلام" في إشارة إلى "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع دول عربية.

في حين، لم يعلق نتنياهو على الخطة الأميركية المرتقبة، بينما علق معظم وزراء حكومته برفضها.

وقال وزير الشتات الإسرائيلي، عميخاي شيكلي، "يجب أن نقاوم الخطة الأميركية وأن نهدد بخطوات أحادية كإلغاء اتفاقية أوسلو".

بدوره، قال رئيس كتلة معسكر الدولة في الكنيست (البرلمان) إن إقامة دولة فلسطينية سيؤدي لتكرار أحداث 7 أكتوبر في عموم إسرائيل

أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير قال إن العالم يريد أن يمنح الفلسطينيين دولة وهذا لن يحدث.

وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال إنهم لن يوافقوا على مكافأة الفلسطينيين بدولة عاصمتها القدس.