icon
التغطية الحية

خبير زراعي: عجز سوريا من المياه وصل إلى 3 مليارات متر مكعب

2022.06.17 | 21:58 دمشق

250b8cd437663042e2ac441f5627d7c786908a53_0.jpg
جفاف سد الدويسات في محافظة إدلب (أ ف ب)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

وصل عجز سوريا من المياه إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما يهدد الزراعة في البلاد خصوصاً مع تسجيل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين على الأقل عن معدلاتها السابقة.

وقال "الخبير الزراعي الدولي" أحمد قاديش لإذاعة "ميلودي" المقربة من النظام السوري إن  الجفاف في سوريا كان في بداية القرن يضرب البلاد كل 27 سنة حيث تأتي سنة جفاف ، أما في العقدين الأخيرين فقد أصبح الجفاف كل 7 سنوات تأتي سنة جفاف أما حالياً فأصبح بشكل متتال ومثال على ذلك الجفاف أتى خلال هذه السنوات (2007- 2009-2012-2014-2018-2021).
وأشار إلى أن سوريا لديها أكثر من تهديد بيئي ومناخي يأتي في مقدمتها المياه والموارد المائية المتاحة التي تشكل أقل من المستهلك وبالتالي هناك عجز سنوي يبلغ 3 مليارات متر مكعب في ظل احتياج سنوي يبلغ 16 مليار متر مكعب من المياه بينما ما يتم تأمينه من خلال الأنهار والينابيع والآبار 13 مليارا ما يتطلب إدارة مستدامة للمياه والأراضي.

 

3333.JPG


وأضاف قاديش أن ذلك كله تسبب بحدوث انخفاض في المحاصيل نتيجة الجفاف والتغيرات المناخية وهو ما يهدد الأمن الغذائي في سوريا، حيث بدأت بعض الأمراض الفطرية بالظهور بشكل كبير، كما بدأ نمو أعداد من النباتات الضارة المتأقلمة مع الجفاف والتي لم تكن موجودة من قبل.
وأكد أنه يجب استثمار الأراضي والمياه بشكل أمثل ومستدام للاستفادة منها حتى لا نصل إلى مرحلة يكون فيه الأمن الغذائي في سوريا مقلق نتيجة الصراعات والحروب الاقتصادية وتأثرات المناخ.
وشدد على ضرورة التوجه لاتباع أساليب تخفيف العجز المائي من خلال الأساليب الحديثة بالري واستنباط محاصيل فترة نموها قصيرة واحتياجها للمياه قليل وأيضا من خلال الإدارة المتكاملة في الحراثة والخدمة لما لها من دور في تخفيف العجز المائي.
وطالب أحمد قاديش بالارتقاء بالأداء الوطني في مجال التكييف مع تغيرات المناخ وتطبيق استراتيجية تخفف ما أمكن من خلال إنشاء منظومة إنذار مبكر واستنباط أصناف متأقلمة للجفاف والملوحة وإدارة مستدامة ورشيدة للمياه.

سوريا تشهد أسوأ موجة جفاف منذ سبعين عاماً

في منتصف العام الجاري أكدت وزارة الإدارة المحلية والبيئة التابعة لحكومة النظام السوري، أن البلاد ستتعرض لأسوأ موجة جفاف منذ سبعين عاماً نتيجة انحباس الأمطار في معظم المناطق السورية، إضافةً إلى تعرض مناطق أخرى كالساحلية للعواصف المطرية، والتي تسببت بأضرار بالمحاصيل والمزارعين، بالإضافة إلى موجات الحر العالية في بعض المناطق.
وأشارت مديرة السلامة البيئية في الوزارة المهندسة رويدة النهار وفقاً لصحيفة "البعث" التابعة للنظام إلى أن "ظاهرة الجفاف من التحديات الأساسية التي تؤثر على التنمية في سوريا، ويمكن رؤية تأثير الجفاف في كل النشاطات، خاصة الزراعية والاقتصادية والاجتماعية بدرجات مختلفة".
وأشارت إلى أن "من الصفات الرئيسية للجفاف في سوريا عدم إمكانية التنبؤ به بشكل مباشر".

وتوصلت دراسة لوكالة ناسا الأميركية إلى أن سوريا عانت من ثلاث موجات جفاف منذ عام 1980، جاءت أشدها ما بين 2006 و2010، وأضافت أن الجفاف الذي بدأ عام 1998 في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط، والتي تضم سوريا والأردن ولبنان وفلسطين وقبرص وتركيا، من المحتمل أن يكون أسوأ جفاف خلال القرون التسعة الماضية.