icon
التغطية الحية

حملة الدفاع المدني ضد سرطان الثدي.. 1800 مستفيدة وسيدة تكتشف إصابتها مبكراً

2021.10.27 | 06:48 دمشق

imageonline-co-logoadded_5.jpg
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

لم تكن الكتلة الطارئة في منطقة الثدي تثير اهتمام مريم التي تقطن في مخيم شمالي إدلب، لكن يمكن القول إن جلسة توعية حضرتها ضمن فعاليات حملة "لا تأجليها" التي أطلقتها متطوعات الدفاع المدني، ستنقذ حياتها حيث تبينت إصابتها بسرطان الثدي لكن بمرحلة مبكرة.

وتقول مريم القاطنة في مخيم "مورك" للنازحين شمالي إدلب: "كان الأمر طبيعياً جداً بالنسبة لي قبل حضوري جلسة توعية في مكانٍ قريب من إقامتي عن سرطان الثدي.. أثارت الحملة التي ركّزت على أعراض وعوامل ظهور سرطان الثدي القلق لدي ما دفعني لإجراء فحوصات في مركز طبي، وكانت المفاجأة باكتشاف المرض لدي وإصابتي بسرطان الثدي".

وكانت مريم (43 عاماً) واحدة ممن استفدن من حملة "لا تأجليها" التوعوية التي أطلقتها متطوعات "الدفاع المدني السوري" أو ما تعرف بـ"الخوذ البيضاء"، خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر وهو الشهر السنوي لمكافحة سرطان الثدي في العالم.

الكشف المبكر

تفاجأت "مريم" أنّ جلّ الأعراض التي تحدثت عنها المتطوعات خلال جلسة التوعية، تنطبق عليها وتشعر بها، وعلى إثر ذلك حكت لمشرفة الجلسة عن حالتها الصحية، وزارت المركز الطبي بناءً على نصيحة الحملة.

وتابعت حديثها لموقع تلفزيون سوريا: "أجريت فحوصات (صورة شعاعية وخزعة) وبعد ظهور النتائج تبين إصابتي بسرطان الثدي.. لكن الطبيب أبدى ارتياحاً من حالتي الصحية على اعتبار أن الكشف كان مبكراً، وقريباً سأجري عملية استئصال وبعدها تبدأ مرحلة علاجية من الجرعات والأشعة".

عبرت مريم عن امتنانها لمتطوعات "الدفاع المدني" اللواتي كنّ سبباً في إنقاذ حياتها، آملةً أن تتماثل للشفاء قريباً.

حملة واسعة.. 33 مركزاً و 1800 مستفيدة

تقول رندا الصغير وهي منسقة برنامج التوعية في "الدفاع المدني السوري"، إنّ الإحصائيات العالمية حول ضحايا سرطان الثدي دفعت منظمة "الخوذ البيضاء" نحو إطلاق حملة توعوية هي الأولى من نوعها عن أهمية الكشف المبكّر لسرطان الثدي في ريفي إدلب وحلب.

وتؤكد الإحصاءات، أنّ سيدة من كل خمس تموت سنوياً بسبب سرطان الثدي، وهي أرقام "مخيفة"، بحسب محدثتنا.

واستهدفت الحملة السيدات ذوات الأعمار الشابّة على اعتبارهن أكثر عرضةً للإصابة، ووصلت أعداد المستفيدات إلى نحو 1800 سيدة في مناطق أرياف إدلب وحلب والمخيمات.

 

 

بينما بلغت أعداد النقاط النسائية التابعة لـ "الدفاع المدني" المشاركة في الحملة نحو 33 مركزاً نسائياً.

وأوضحت الصغير أن الحملة زوّدت السيدات المستفيدات بخريطة خدمات ترشدهنّ نحو مراكز الفحص القريبة من مناطق إقامتهن، من أجل هذا المرض.

وسبق الحملة تدريب في نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، لمتطوعات "الخوذ البيضاء" المشاركات في المبادرة، من قبل اختصاصية في الرابطة الطبية للمغتربين السوريين "سيما" على مدار يومين متتاليين.

تدريب مسبق

تقول الطبيبة صبا جدعان وهي المشرفة على تدريب متطوعات حملة "لا تأجليها"، إنّ التدريب ركّز على عدد من النقاط الرئيسية أبرزها عن شيوع مرض سرطان الثدي بين السيدات وأسباب وعوامل ظهوره، إضافةً إلى إمكانيات التخفيف أو التقليل من احتمال ظهور المرض.

وكان في الشقّ الآخر من التدريب، بحسب "جدعان" أهمية التوعية ومراحلها في التثقيف الصحي، وعن كيفية الفحص الذاتي وكشف السيدة لنفسها نتيجة حدوث تغيير، ومعدل البقاء لكل مرحلة من مراحل اكتشاف السرطان، وفي النهاية الإجراءات الطبية للسيدة حال الاشتباه بإصابتها بالسرطان.

وفي وقتٍ تطغي فيه ظروف الحرب على المنطقة، تكون مهمة التوعية لدى السيدات شاقة وتحتاج جهداً مضاعفاً.

في هذا السياق، تؤكد الطبيبة صبا وهي أيضاً منسقة الصحة الإنجابية في الرابطة الطبية "سيما"، أن سرطان الثدي يمكن معالجته بنسبة 95 في المئة، بحال توافر الكشف المبكّر عنه، وفي الوقت ذاته يمكن أن توفر التوعية نفقات تكاليف على المراكز الصحية التي لا تحتمل نفقة تكاليف المعالجة الهرمونية والشعاعية باهظة الثمن وغير المتوفرة أحياناً.

وتشير إلى أنّ التوعية والكشف المبكّر إلى جانب مساهمته في تخفيف الأعباء المادية من أجل المعالجة، تقلل الإصابات بأعمار مبكّرة، مبينةً أنّ إحدى الإصابات المكتشفة كانت لشابة بعمر 20 عاماً خلال عام 2020 في منطقة ريف حلب.

لا مراكز مختصة

تؤكد منسقة الصحة الإنجابية، غياب مراكز متخصصة بمعالجة سرطان الثدي في ريفي إدلب وحلب، لأنّه يعتبر مستوى ثالثاً بالخدمات الصحية وليس محطّ اهتمام المانحين الدوليين في المجال الطبي.

وتشير إلى وجود مستشفيات ومراكز توفر خدمات التصوير "الإيكو والماموغراف والتصوير الشعاعي"، وبعد خضوع السيدة للفحص واكتشاف المرض، يفرزها الأطباء الاختصاصيون إلى العلاج الذي يناسب مرحلة الإصابة، فإما يكون علاجاً شعاعياً أو كيماوياً أو جراحياً.

وتنتشر الخدمات الصحية المرتبطة بـ"سرطان الثدي" في 9 مواقع ضمن المستشفيات والمراكز الصحية في محافظة إدلب منها "مدينة إدلب وحربنوش وقاح وعين البيضا، وحارم"، أما في ريف حلب بـ 5 مواقع ضمن مستشفيات ومراكز صحية أيضاً منها "عفرين والتوامة وأخترين ودارة عزة وجنديرس".