icon
التغطية الحية

حملة التطعيم ضد كورونا في الشمال السوري تعيقها الإشاعات

2021.06.06 | 14:10 دمشق

موقف أهالي الشمال السوري من الشائعات حول لقاح كورونا.. ومديرية الصحة تنفي الخطر
حملة التطعيم في الشمال السوري (فريق لقاح سوريا)
إدلب - ناهد البكري
+A
حجم الخط
-A

تداول  الأهالي في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، عبر الأحاديث ومواقع التواصل الاجتماعي، شائعات عن أمان لقاح فيروس كورونا "كوفيد19"، مع وصول الدفعة الأولى، حيث تم تسلم "53 ألفاً وثمانمئة" جرعة من لقاح "أسترازينيكا أكسفورد" البريطاني، ضمن برنامج "كوفاكس".

لكنّ انتشار الشائعات المضللة من دون مصادر علمية، صنعت جائحة أخرى، فعبّر بعضهم عن تخوفهم من أخذ جرعات اللقاح في حين نفى آخرون صحة الشائعات وأنها لا تعود لمصدر موثوق ولا تمدّ للواقع بصلة.

تحدّي الشائعات

لم تتردد "رغد أبو راس" العاملة في مجال الصحة المجتمعة لدى منظمة "الأوسم" من أخذ اللقاح، مؤكدة عدم اكتراثها بالشائعات المتداولة.

تقول "رغد" لموقع تلفزيون سوريا: "سمعت الكثير من الشائعات حول خطورة اللقاح عبر وسائل التواصل الإجتماعي، منها موت المريض فور تلقيه اللقاح كونه قيد التجريب وتجلط دماغي وسكتات في القلب".

وتكمل رغد: "تلقيت اللقاح كونه يعزز المناعة ويقلل خطر الإصابة بالفيروس والتخفيف من انتشار العدوى، ولم تكن الشائعات لتؤثر علي لكونها مجرد أخبار مضللة".

وبدوره أعرب "بدر الشيح" عنصر في الدفاع المدني أن "الشائعات المنتشرة حول أمان اللقاح غير صحيحة، وتلقينا ندوات عن فاعلية اللقاح أسترازينيكا من قبل مديرية الصحة في إدلب، وأنه آمن وفعال بحسب التجارب السابقة على الآلاف في بلاد العالم".

يضيف الشيح: "تلقيت اللقاح كي أقي أهلي والمجتمع المحيط من الإصابة ولأسهم في الحدّ من هذا الوباء المعدي".

وحثّ "عمار الأسود" ناشطٌ إعلامي على أخذ اللقاح في حال توافره لعامة الناس، كون الإشاعات غير مسنودة علمياً، وأنه الوسيلة المتاحة للقضاء على انتشار الفيروس.

كما أكد "الأسود" تداول المجتمع المحيط به الكثير من الشائعات، كارتفاع في درجات الحرارة والسكتة القلبية والجلطات الدماغية، كونها أكثر الشائعات انتشاراً في المجتمع المحلي، وأنه لا بد من عدم التردد في أخذ اللقاح كونه أثبت فاعليته في عدة دول وأن وسائل الوقاية باتت متعبة وحان الوقت للتخلص من الوباء.

أسباب عدة لعدم أخذ اللقاح

أبدى بعضهم رغبتهم في عدم التطعيم حتى في حال توافره للجميع يرجع لأسباب عدّة، فقد أعربت "وعد الحسين" وهي ناشطة في المجال الإعلامي عن تخوفها من تلقي اللقاح كونها تعاني من أمراض في القلب، وتخوفها من الأعراض الجانبية للقاح، لأن تجاوز الأعراض الجانبية للقاح ليس بالأمر السهل بحسب تصريحها.

تضيف الحسين: "سمعت الكثير من الشائعات عن لقاح فيروس كورونا من الوسط الإجتماعي المحيط، لكن خوفي من تلقي اللقاح بسبب بعض الحالات المحيطة بي ممن أخذوا اللقاح، وكان تجاوز الأعراض الجانبية له صعباً جداً".

وتؤكد وعد: أنا "ألتزم بوسائل الوقاية من ارتداء الكمامة ووضع المعقمات والتباعد الاجتماعي، وهي كفيلة بحمايتي من الإصابة بالفيروس".

في حين أعرب "محمد مرعي" لموقع تلفزيون سوريا، وهو مدرس، عن عدم رغبته بتلقي اللقاح، لإصابته بالفيروس مسبقاً، حيث قال: "أصبتُ بفيروس كورونا وتعافيت منه مسبقاً لذلك لن أتلقى اللقاح كوني اكتسبت مناعة ضد الفيروس، وما زلت ألتزم بوسائل الوقاية داخل المنزل وخارجه".

تابع المرعي: "لا علاقة لعزوفي عن تلقي اللقاح بالشائعات فهي كثيرة وتأتي من أخبار محلية غير مثبة، لكن برأيي أخذت المناعة من إصابتي فلا داعي لتلقي التطعيم".

أم خالد امرأة خمسينية تحدثنا عن شكوكها بصحة اللقاح حيث تقول: "أنا أخاف من تلقي جرعات اللقاح لكثرة الأحاديث عن أمانه وتسببه بجلطات دماغية، وسكتات في القلب (وأنا صحتي ع قدا)، وأظن أنه لولا وجود الأعراض المرضية من جراء اللقاح لما تدوالته أحاديث الناس".

 مديرية الصحة تنفي الشائعات

وفي حديثه لموقع تلفزيون سوريا نفى الدكتور "سالم العبدان" مدير صحة إدلب الشائعات المتداولة حول أضرار اللقاح حيث قال: "لا صحة للشائعات المنتشرة حول لقاح كورونا بين الأهالي، فالأعراض على متلقي اللقاح لم تتجاوز الحرارة والتعب العام مدة (48 ساعة) وهذا أمرٌ طبيعي، أما الأعراض الشديدة المتداولة في المجلات ومواقع التواصل الإجتماعي للدول الأخرى فلم يظهر أي منها لدينا بالرغم من تطعيم مديرية الصحة نحو (12) ألف شخص حتى الآن جميعهم من الكوادر الطبية والصحية والعمال بالمنظمات الإنسانية".

يضيف "العبدان": "دخل اللقاح في (21 أيار) من الشهر الفائت، إلى مناطق شمال غربي سوريا، وحتى الآن تم تطعيم نحو (8 آلاف) من العمال الصحيين في مدينة إدلب".

يتابع عبدان: "وضعنا خطة التلقيح عبر فرق طبية خبيرة ومدربة، ووفق أعلى معايير الصحة والسلامة، حيث يتم تطعيم الدفعة الأولى للأشخاص الأكثر عرضة لفيروس كورونا بحكم عملهم وتماسهم مع المرضى، ونتابع في المرحلة الثانية تلقيح الناس أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السنّ ويتم التجهيز لها وتنفيذها قريباً.

يؤكد "العبدان" أن "مديرية الصحة قامت بعقد مؤتمر صحفي لشرح أهمية اللقاح، بالإضافة إلى تلقيح جميع كوادر المديرية، ونشر بوستات توعوية على صفحة المديرية، والحرص على متابعة فريق التوعية المنتشر في المناطق المحررة لشرح فوائد اللقاح ونفي الشائعات للأهالي".

وتحرص مديرية الصحة على نصح الأهالي بأخذ الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا باعتبار أن اللقاح لن يصل إلى جميع الناس، فقط سيتم تطعيم (20 في المئة) من سكان المناطق المحررة بحسب برنامج كوفاكس تحت إشراف الأمم المتحدة الذي سيغطيهم.

وسجّلت جميع المناطق السوريّة، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 3 حالات وفاة و86 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إضافةً إلى تسجيل 88 حالة شفاء مِن الفيروس.

وحتى مساء أمس السبت، بلغ إجمالي الإصابات في جميع المناطق السوريّة 68 ألفاً و77 إصابة، منها 3215 حالة وفاة، و44 ألفاً و539 حالة شفاء، وفق ما أعلنته الجهات الفاعلة في تلك المناطق.