icon
التغطية الحية

حملات انتخابية مبكرة دون مرشح.. المعارضة التركية تعجز عن اختيار زعيمها

2021.11.11 | 11:26 دمشق

رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان (TRT HABER)
رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان (TRT HABER)
إسطنبول - حمزة خضر
+A
حجم الخط
-A

بينما تواصل الأحزاب السياسية التركية استعداداتها لانتخابات عام 2023، أعلن "تحالف الشعب" الذي يضم حزب العدالة والتنمية "AKP" وحزب الحركة القومية "MHP" عن مرشحهم للانتخابات الرئاسية القادمة، في حين لم يحدد "تحالف الأمة" مرشحهم القادم للانتخابات الرئاسية بسبب التشققات واختلاف الأصوات في التحالف.

وجاء الإعلان على لسان زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، في أيلول من العام الماضي، بأن مرشح تحالف الشعب سيكون الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان. 

وعلى الطرف المقابل حضرت الخلافات داخل "تحالف الأمة"، على خلفية التقارب الحاصل بين حزب الشعب الجمهوري CHP وحزب الشعوب الديمقراطي HDP، واعتراض حزب الجيد İYİ Parti على هذا التقارب، والذي كان جلياً في تصويت حزب الشعب الجمهوري بـ "لا" على مذكرة تمديد وجود القوات التركية في سوريا، بناءً على طلب حزب الشعوب الديمقراطي.

وصرحت رئيسة حزب الجيد İYİ Parti، ميرال أكشنار، بأنهم سيدعمون رئيس بلدية أنقرة الكبرى منصور يافاش، ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، ليصبحوا مرشحين للرئاسة في انتخابات عام 2023، ما فسره البعض بأنه إشارة إلى عدم رضى أكشنار عن ترشيح كمال كليتشدار أوغلو للانتخابات.

كليتشدار أوغلو: يافاش وإمام أوغلو بحاجة إلى النضج السياسي

إلا أن زعيم حزب الشعب الجمهوري قد أغلق الأبواب أمام يافاش وإمام أوغلو من خلال تصريحه في مقابلة تلفزيونية قد أجراها مع "Karar TV"، عندما سُئل عن رأيه في ترشيح أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش ليصبحا مرشحين رئاسيين في انتخابات عام 2023.

وقال كليتشدار أوغلو في مقابلته: "أريد أن يواصل رؤساء البلديات مهامهم في منصبيهما، إذ لا نملك الأغلبية في مجالسنا البلدية" مضيفاً: "سنكون كمن سلم البلديات لحزب آخر، عندها ماذا سيقول لنا أهل إسطنبول، ماذا سيقول لنا أهل أنقرة؟".

فيما ألمح إلى أن كلاً من يافاش وإمام أوغلو بحاجة إلى النضج السياسي، ليكونا قادرين على خوض الإنتخابات الرئاسية " يجب أن يكتسبا ثقة المدينة التي يعيشان فيها، ومن ثم عليهما كسب ثقة تركيا، لديهما إطار زمني أمامهما. يمكنهما العمل في هذا الإطار الزمني واكتساب الخبرة وإظهار نفسيهما. أريدهم أن يواصلا واجباتهم في هذا الإطار".

 إمام أوغلو.. على طريقة الزعماء

كتبت الكاتبة الصحفية، كُبرى بار، مقالاً نشرته في موقع HaberTürk أشارت فيه إلى أن رئيس بلدية إسطنبول قد ألمح عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية سواء بموافقة زعيم الحزب أم بدونها.

وقالت كُبرى في مقالتها المعنونة بـ "إمام أوغلو قال أنا قادم" بأن خطابه الذي ألقاه في احتفالات تأسيس الجمهورية في 29 من تشرين الأول، قد أعطى رسالة إلى حزبه بكونه يحمل طموحاته السياسية في المستقبل.

وأشارت إلى خطاب إمام أوغلو الذي حمل كلماتٍ تدل على طموحه السياسي المتنامي، إذ كان يخاطب تركيا كلها وليس فقط سكان إسطنبول الذي يشغل منصب رئيس بلديتها الكبرى، وتحدث عن المساواة والديمقراطية قائلاً: "سننشر مشاعر المساواة والأخوة في كل مدينة، وكل قرية، وكل حي".

ولفتت الصحفية النظر إلى أن إمام أوغلو قد استخدم أسلوباً جديداً في مخاطبة الجمهور، مستخدماً عبارة "مواطني تركيا" بدلاً من "المواطنين الأتراك"، وهذا ما ترجمته الصحفية على أنه مواربة سياسية لجذب مناصري حزب الشعوب الديمقراطي HDP.

وأضافت "بدءاً من نص الخطاب، وصولاً إلى تصميم الإضاءة والمسرح، ومن تحيته إلى الجمهور، أعطى إمام أوغلو جواً من الزعامة السياسية بدلاً عن كونه رئيساً للبلدية".

منصور يافاش.. خارج السرب

رغم تصريحات ميرال أكشنار حول رغبتها بترشيح منصور يافاش للانتخابات الرئاسية، إلا أنه لم يبد أي اهتمام بالأمر، بل نفى رغبته في التقدم بطلب ترشيحه.

وأجاب رئيس بلدية أنقرة الكبرى، منصور يافاش، الذي ظهر ضمن المتأهلين للتصفيات النهائية لجائزة عمدة العالم 2021، على أسئلة أنصاره حول نيته الترشح للرئاسة التركية "أعلم أن اسمي ظهر في الصدارة في الانتخابات الرئاسية، هذا يعني أن خدماتنا موضع تقدير من قبل مواطنينا إلا أنه ليس لدي مثل هذه الفكرة في الوقت الحالي ".

وأشار إلى أنه يولي مكتب رئاسة بلدية أنقرة أولوية كبيرة "إن مكتب بلدية أنقرة الكبرى هو مكتب قيم جداً، وقد اختارني شعبي لخدمتهم من خلاله، نحن نقوم بواجبنا حالياً بدافع كبير، ونحاول أن نكون جديرين بحب وثقة شعبنا".

مرشح متوافق مع حزب الشعوب الديمقراطي

وقال مسؤول وحدة التدريب الداخلية في حزب الشعب الجمهوري، أيتوغ إيجي، أمام أعضاء حزبه في الولايات التركية الشرقية - التي تضم غالبية كردية - إن مجموع أصوات حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد لا يكفيان للفوز في الانتخابات.

وأضاف "أن أصوات حزب الجيد وحزب الشعب الجمهوري ليست كافية للفوز بالرئاسة، هذه هي الجملة الحاسمة هنا، لا نوصي بالتحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي، بل الحصول على أصوات ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي".

وأشار إيجي إلى إمكانية الفوز بالانتخابات البرلمانية أيضاً في حال تم إيجاد مرشح مناسب لناخبي حزب الشعوب الديمقراطي "أعتقد أنه في الانتخابات البرلمانية، سيحقق حزب الشعب الجمهوري، وحزب الجيد، الأغلبية في البرلمان بدعم من نواب حزب الشعوب الديمقراطي".