icon
التغطية الحية

حمامات السوق ملاذ الأهالي في حلب وسط انقطاع الماء والكهرباء

2021.12.30 | 14:39 دمشق

c3yqejngz67gxnrdvsgllmoapm.jpg
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

بعدما شكلت الحمامات الشعبية منذ مئات السنين عادة شعبية في سوريا، وكانت تعد ملتقى اجتماعياً ومقصداً للسياح والسكان الراغبين في الترفيه عن أنفسهم والاستمتاع بالمياه الساخنة والبخار على وقع دقات الموسيقا التقليدية، باتت اليوم ملجأ لكثر يفتقدون المياه الدافئة في منازلهم.

ينتظر محمّد حريري بفارغ الصبر أن يحين دوره لكي يهنأ بمياه ساخنة في إحدى الحمامات الشعبية في مدينة حلب شمال سوريا، بعدما بات الانقطاع شبه الدائم للكهرباء ونقص المحروقات يحول دون تسخين ما يكفي من مياه لعائلته.

ويقول حريري (31 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: "نعتمد على الكهرباء بشكل أساسي لتسخين المياه، لكن الكهرباء مقطوعة غالبية الوقت".

ويضيف حريري أن المياه الساخنة باتت بالكاد تكفي عائلته المؤلفة من خمسة أفراد. وبعدما اعتاد ارتياد الحمامات الشعبية برفقة والده وأعمامه للتسلية وقضاء الوقت، بات يرتادها اليوم برفقة ابنه للاستمتاع بحمام ساخن من دون أن يخشى انقطاع المياه.

وتحت قبة حجرية داخل حمام القواص، يُحدّث عمار رضوان (33 عاماً) لائحة المواعيد التي طلبها أشخاص يرغبون بزيارة الحمام خلال الأيام المقبلة.

ويقول الرجل الذي ورث الحمام الأثري، ويعود إلى القرن الرابع عشر، عن جده، "أعدنا افتتاح الحمام عام 2017 بعد انتهاء المعارك في حلب، لكننا لم نتوقع يوماً أن نشهد إقبالاً بهذا الشكل".

"حمام الضرورة"

تعتمد الحمامات إجمالاً على تسخين المياه في جرن ضخم عبر إشعال الحطب والمازوت، وهو ما يوفر الدفء والبخار داخلها على مدار الساعة.

يُعد جلال الحلو (53 عاماً) أحد الزبائن الدائمين لحمام القواص. ويقول الوالد لثلاثة أطفال "أقصد الحمام مرة واحدة شهرياً على الأقل لأنظف نفسي جيداً وأستريح"، أما في باقي الأيام فيتدبّر أموره بالمياه الفاترة أو الباردة في منزله والتي لا حل أمامه سوى تسخينها على ما يتوفر له من حطب من جراء النقص في المازوت.

انتظر نادر مشلح (58 عاماً) طويلاً قبل أن يحين موعده، ويقول للوكالة "استحميت آخر مرة منذ أسبوعين لأن الأولوية للأولاد. وإذا تبقى بعض من المياه الساخنة، يكون حمامي سريعاً ولا يرضيني".

لم يعد مشلح، الموظف الحكومي والوالد لستة أطفال، قادراً على توفير مستلزمات تسخين المياه في منزله، فـ "الكهرباء مقطوعة معظم الوقت، وسعر الغاز والحطب مرتفع عدا الشح في المحروقات".

ويضيف الرجل الذي جلس قُبالة نافورة المياه وينفث دخان نرجيلته "في الماضي، كان الهدف من زيارة الحمام التسلية، أما اليوم فبات ضرورة لمرة أو مرتين في الشهر على الأقل".

وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري منذ سنوات ساعات تقنين طويلة وصلت خلال الأشهر الماضية في بعض المناطق إلى نحو عشرين ساعة يومياً، بسبب عدم توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد.