icon
التغطية الحية

جيش الإسلام يتحدث عن تفاصيل آخر أيام مدينة دوما

2018.04.16 | 11:04 دمشق

قصف قوات النظام على مدينة دوما في ريف دمشق (الأناضول)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تحدث جيش الإسلام عن طريق الناطق باسم هيئة أركانه عن الأيام الأخيرة التي عاشها "الجيش" في مدينة دوما بريف دمشق، وأوضح مجريات المفاوضات التي خاضها في الغوطة الشرقية.

وأوضح الناطق باسم هيئة أركان جيش الإسلام "حمزة بيرقدار"، في سلسلة من التغريدات على "تويتر"، ما حصل في الغوطة الشرقية عامة ومدينة دوما خاصة، منذ بداية الهجوم البري لقوات النظام على غوطة دمشق.

وقال "بيرقدار" إن قوات النظام لجأت إلى أعنف سياسات القتل والتدمير والتشريد منذ بداية عام 2018، وذلك بعد "فشلهم في المواجهة وجهاً لوجه، بالإضافة إلى الخسائر العسكرية والبشرية التي قُدرت بالآلاف من قوات وميليشيات ومرتزقة وحتى من حلفاء الأسد".

وتحدث بيرقدار عن وقوع هذه الآلاف من قتلى النظام على جبهات الغوطة الشرقية في (النشابية - الزريقية - حوش الضواهرة - الشيفونية -الريحان)، لكن نظام الأسد أوهم أهالي هؤلاء القتلى أنهم أسرى عند جيش الإسلام ليخفي فشله العسكري أمام مؤيديه.

ليبدأ بعد ذلك قصف قوات النظام وحلفائه بكل أنواع الأسلحة وحتى الكيماوية والفوسفورية، وسقط على إثرها مئات القتلى والجرحى في محاولة "لثني عزيمة المجاهدين واللعب على وتر الحرب النفسية"، حسب وصف بيرقدار.

وحول الحديث عن المفاوضات مع الجانب الروسي، قال "بيرقدار" إنه دخلت دوما في المفاوضات بعد تهجير القطاع الأوسط، وظهور "الضفادع التي كانت تعمل في الخفاء ضمن مشروع الخيانة والعمالة لصالح نظام الأسد".

وأشار "بيرقدار" إلى أن مشروع الروس نيابة عن الأسد هو "التهجير القسري والتغيير الديمغرافي للمدينة كما فعلوا في غيرها"، إلا أن جيش الإسلام كان يفاوض "من أجل البقاء في بلادنا والحفاظ على مكوناتها ومقدراتها وأهلها ومجاهديها والسعي بشكل حثيث لمنع المواجهة العسكرية بعد أن بقيت دوما وحدها، لتجنيب أهلنا سفك الدماء، ورفض سياسة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري والعيش في بلادنا بحرية وكرامة".

وذكر "بيرقدار" أن خيار البقاء في دوما لم يكن قرار "الجيش" وحده، بل كان "بمشورة أهل الحل والعقد في المدينة إضافة إلى مؤسساتها وفعالياتها وشخصياتها الثورية، وكان الجميع على اطلاع بكل المقومات المتوافرة والخطط الموضوعة للأزمة والتي على أساسها اتُخِذَ هذا القرار".

وأكّد "بيرقدار" أن قائد جيش الإسلام أخبر المؤسسات والفعاليات والشخصيات الثورية بأنهم مستعدون لكفاية المدينة بكل من فيها من المواد الغذائية الأساسية مدة سنة كاملة.

وقال "بيرقدار" إنّ تمكنَ "جيش الإسلام" من صد محاولات اقتحام قوات النظام على أكثر من محور على مدينة دوما، أعطى المدينة موقفاً قوياً خلال فترة المفاوضات.

وحول شروط المفاوضات التي طرحها الروس، قال "بيرقدار" إنها كانت "مذلّة ومهينة" وتفضي إلى الاستسلام، حيث طلب الروس تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وخرائط الأنفاق والألغام في المدينة، وعدم وجود أي قوة عسكرية غير قوات النظام، وتسوية أوضاع الشباب لسوقهم للخدمة الإلزامية.

في حين كانت مطالب "جيش الإسلام" تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق نار شامل، وجرد السلاح الثقيل وتثبيت أماكن وجوده، وإنشاء نقاط مراقبة للشرطة الروسية عند مداخل المعابر، ودخول المؤسسات المدنية والخدمية لمزاولة عملها.

لكن تحدث "بيرقدار" عن رفض الروس لهذه المطالب، وعودتهم إلى قصف المدينة بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً (الكيماوية، الفوسفور، النابالم، العنقودية) وكان آخرها المجازر التي ارتكبها في 6–7–8 من نيسان الجاري والتي سقط على إثرها أكثر من 100 قتيل" بتغاضٍ دولي عن هذه الجرائم".

وأضاف "بيرقدار" أنه "حقناً لدماء من لم يُقتل بالكيماوي والأسلحة المختلفة من المدنيين، وبعد تخاذل المجتمع الدولي بل ودعمه لنظام الأسد رغم استخدامه للكيماوي عشرات المرات، وبعد تدميره المدينة بشكل شبه كامل، توصلنا لاتفاق بخروج المقاتلين ومن يرغب من المدنيين إلى ريف حلب الشمالي".

ووجه "بيرقدار" الشكر لفصائل ومؤسسات ومجالس المناطق في ريف حلب الشمالي وعلى رأسهم مؤسسة "آفاد" التركية.

وتوصّل "جيش الإسلام" وروسيا، في الثامن من الشهر الجاري، إلى اتفاق نهائي يقضي بخروج مقاتلي "الجيش" برفقة عائلاتهم والراغبين مِن المدنيين، إلى الشمال السوري، ودخول الشرطة العسكرية الروسية كـ "ضامن" لعدم دخول قوات النظام وأجهزته الأمنية، إضافة إلى تسوية أوضاع الراغبين في البقاء بدوما، وعدم ملاحقة أحد للخدمة العسكرية لمدة ستة أشهر.

وجاء هذا الاتفاق بعد يوم من الهجوم الذي شنته قوات النظام بالسلاح الكيماوي على مدينة دوما، راح ضحيته العشرات من المدنيين بالإضافة إلى إصابة المئات بحالات اختناق.