icon
التغطية الحية

جولتان قادمتان للجنة الدستورية زار بيدرسون لأجلها عدة عواصم

2020.11.29 | 15:32 دمشق

1-4-1.jpg
اجتماعات اللجنة الدستورية- تشرين الأول 2019 (وكالات)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

تستعد العاصمة السويسرية جنيف لاحتضان جولة جديدة من اجتماعت اللجنة الدستورية السورية التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث من المقرر أن تنطلق أعمال هذه الجولة في 30 من تشرين الثاني على أن تتبعها مباشرة جولة أخرى مطلع كانون الأول القادم.

ومنتصف الشهر الجاري، حددت الأمم المتحدة موعد انعقاد الجولتين الرابعة والخامسة من أعمال اللجنة الدستورية، بحسب ما أفاد به الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن وفد المعارضة، هادي البحرة، مشيراً إلى أنه جرى الاتفاق على جدولي أعمال الدورتين.

وتأجلت الجولة الرابعة التي كانت مقررة في الـ 23 من تشرين الثاني الجاري، مدة أسبوع لكون مدينة جنيف مغلقة بشكل كامل حتى نهاية الشهر بسبب الجائحة.

بيدرسون في الرياض وطهران وموسكو ومصر

ولأجل هاتين الجولتين طاف المبعوث الأممي غير بيدرسون في عدة عواصم والتقى كبار مسؤوليها، في إشارة منه إلى رغبته في إنجاح الجولات القادمة، على عكس سابقاتها التي باءت بالفشل.

آخر جولات بيدرسون كانت في السعودية، في 26 من الشهر الجاري، التي أجرى فيها لقاء مع وزير الخارجية فيصل بن فرحان بن عبد الله، وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) حينئذ،  إن بيدرسون بحث في العاصمة الرياض مع الوزير عبد الله "مستجدات الأزمة السورية والجهود السياسية المبذولة حيالها".

وتأتي زيارة بيدرسون إلى السعودية، عقب زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، والعاصمة الإيرانية طهران، ناقش خلالها الأوضاع السورية مع مسؤولين إيرانيين وروس.

والتقى بيدرسون في روسيا بوزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي ناقش "رفض نظام الأسد لوجود بعض القوات الأجنبية في سوريا"، في إشارة إلى القوات الأميركية والتركية.

وفي طهران، أجرى بيدرسون ثلاثة لقاءات مع كل من وزير الخارجية جواد ظريف، وكبير مساعديه للشؤون السياسية الخاصة، علي أصغر حاجي، ونائب رئيس البرلمان الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان.

كما زار بيدرسون القاهرة، والتقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، وبحث معه تطورات الملف السوري والعملية السياسية.

وعقب زياراته هذه أشار بيدرسون، إلى أن "العملية السياسية في سوريا تسير بشكل جيد نسبياً، ولكنَّ جوَّ عدم الثقة بين الأطراف المختلفة ما يزال يعيق تقدمها".

وفي 24 من تشرين الأول الفائت، زار بيدرسون دمشق  ليومين، بحث فيها استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية مع نظام الأسد، وإمكانية استكمال جولات اللجنة.

وفي وقت سابق، اعتبرت نائبة المبعوث الخاص إلى سوريا، خولة مطر، أن "الجميع يعلمون بأن اللجنة لم تحرز بعد ذلك التقدم الذي كنا نأمله، ولكن التزام الأطراف السورية بحزمة الاجتماعين المقبلين، وجداول الأعمال المتفق عليها، يمثل فرصة مهمة لأعضاء اللجنة للانخراط بحسن نية بطريقة عملية للمضي قدماً بالعملية السياسية".

وقالت مطر، خلال إحاطة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي عبر تقنية الفيديو، إنه "إذا كان بإمكان هذه الجلسات المضي قدماً بطريقة موضوعية وبروح من التوافق، نعتقد أن ذلك سيساعد على بناء الثقة وإحراز بعض التقدم".

وشددت على أن "مسار اللجنة الدستورية لا يمكن أن يحل الأزمة السورية بمفرده، بل يجب أن يكون عمل اللجنة التي يقودها السوريون مصحوباً بخطوات متبادلة ومعززة من قبل الفاعلين السوريين الدوليين حول مجموعة من القضايا الواردة في قرار مجلس الأمن 2254".

وأوضحت أن عناصر القرار 2254 ما تزال تُفهم بشكل عام على أنها مطلوبة لحل سياسي، ولكن بعد خمس سنوات على القرار واستمرار المعاناة، فإن "السيد بيدرسون يقيّم ما تحقق، وما لم يتحقق في تنفيذ هذا التفويض".

وأشارت إلى أن بيدرسون يجري مشاورات على نطاق واسع مع الأطراف السورية والعربية والإقليمية والدولية، لتحديد طرق جديدة أو إضافية لدفع العملية إلى الأمام وفقاً للقرار الأممي".

اقرأ أيضاً: إعلام النظام: تصريحات بيدرسون بشأن اللجنة الدستورية غير دقيقة

اقرأ أيضا: بيدرسون: الحل في سوريا غير متعلق فقط باللجنة الدستورية

مسار جولات اللجنة الدستورية

لم تفضِ الجولات الثلاث السابقة للجنة الدستورية إلى أي تقدم ملموس، وسط اتهامات للنظام بالتعطيل والمماطلة.

ففي 30 من تشرين الأول 2019، انطلقت الجولة الأولى من أعمال اللجنة الدستورية، بمشاركة جميع أعضائها (150 عضواً)،  وسط ترحيب ودعم دوليين، بعدما عانت من مخاض دام طويلاً، قبل ولادتها بجهود الأمم المتحدة.

وبعد أقل من شهر، في 25 من تشرين الثاني 2019، عُقدت جولة ثانية، اقتصرت على المجموعة المصغرة (45 عضواً)، لكنها وُصفت بـ "عدم الجدية"، خاصة من قبل وفد نظام الأسد، الذي أصر على مناقشة ما أطلق عليه "الثوابت الوطنية".

وفي آب الفائت، انطلقت الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، بعد تسعة أشهر من الجولة الثانية التي انتهت بخلاف بين الوفود المشاركة (النظام والمعارضة والمجتمع المدني) حول جدول الأعمال، واختتمت الجولة في 29 من الشهر نفسه.

وفي الجولة الثالثة التي تكللت بالفشل، كان المبعوث الأممي توقع عدم تحقيق معجزة في اجتماعات اللجنة الدستورية، ودعا في مؤتمر صحفي عقده، في 22 من آب الفائت، بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، إلى عدم توقع "معجزة" أو "نقطة تحول" في الجولة الثالثة من مباحثات اللجنة، التي اعتبرها "عملية طويلة وشاقة"، كما أنها "لن تشكل حلاً لإنهاء الحرب السورية"، وفق قوله.