جولة أردوغان الخليجية المرتقبة

2023.07.11 | 06:26 دمشق

جولة أردوغان الخليجية المرتقبة
+A
حجم الخط
-A

من المتوقع أن يقوم الرئيس رجب طيب أردوغان نهاية هذا الشهر بجولة خليجية تشمل قطر والإمارات والسعودية، ويتوقع أن يصطحب أردوغان معه وفدا وزاريا مهما في جولته المرتقبة بين 17 و18 و19 من شهر يوليو/ تموز الحالي. وذلك بعد جملة من الزيارات التحضيرية التي قام بها عدد من المسؤولين الأتراك لعدة دول خليجية، وكان آخرها لقاء نائب الرئيس التركي جودت يلماز ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك السبت مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسيعقدان سلسلة لقاءات على مستوى الوفود بهدف تعزيز العلاقات التركية القطرية وتقييم فرص التعاون الاقتصادي.

ويعتقد أن أجندة الجولة الخليجية ستعطي أولوية لعدة مجالات أهمها الاقتصاد والاستثمارات في عدة قطاعات منها الدفاع والطاقة والزراعة والصناعة والخدمات اللوجستية. ويرى محللون أتراك أن تركيا يمكن أن تستفيد من اهتمام دول الخليج بالاستثمارات الطويلة الأجل في تركيا. ويدور الحديث حاليا في الصحافة التركية عن إمكانية خصخصة أحد الموانئ في مدينة إزمير التركية وبيع حصص منه لدول خليجية مهتمة.

الاستثمارات القادمة من الخليج يمكن أن تخدم هدف أردوغان في تقليل العجز وخلق فرص عمل في تركيا

وتعطي تركيا أهمية كبيرة للملف الاقتصادي في الوقت الحالي في ظل تفويض أردوغان لفريق جديد لإدارة الملف الاقتصادي في البلاد حيث تعوّل الحكومة على قدرة وزير المالية محمد شيمشك في تحقيق انفراجة في الاقتصاد وخاصة تقليل أرقام التضخم العالية في تركيا. حيث ما زالت الإجراءات التي يحاول شيمشك عملها في مراحلها الأولى ولم تثمر بعد عن تغييرات إيجابية ملموسة على التضخم وقوة الليرة التركية وقد أوضح شيمشك أن التحسن يحتاج إلى مزيد من الصبر ومزيد من الوقت.

ومع ذلك لا يريد أردوغان أن ترتفع نسبة البطالة في ظل الإجراءات الجديدة حيث عمل في السنوات الماضية على زيادة التوظيف أو ما يسمى في تركيا الاستخدام والذي هدف إلى تقليل نسبة البطالة ولهذا فإن الاستثمارات القادمة من الخليج يمكن أن تخدم هدف أردوغان في تقليل العجز وخلق فرص عمل في تركيا.

على المستوى السياسي تستفيد تركيا من أجواء المصالحات التي حصلت في المنطقة وفي منطقة الخليج، وتأتي جولة أردوغان بعد عودة السفراء بين قطر والإمارات وعملية أخرى جارية بين قطر والبحرين، وقد لاحظ المتابعون خلال الأشهر الأخيرة اتفاق تركيا والإمارات على استثمارات إماراتية طويلة الأجل تتراوح بين 30 و40 ملياراً في مراحلها الأولى. ولهذا يرى الأتراك أن هناك فرصاً مهمةً أيضاً مع السعودية وقطر.

يمكن أن تسهم تركيا في المزيد من التسهيلات أمام دول الخليج الثلاث وحتى بقية دول الخليج الراغبة في تمتين علاقاتها مع دول آسيا الوسطى

ومن المعروف أن تركيا وقطر تمتعتا بعلاقة وصفت بأنها شراكة استراتيجية في أوقات الشدة التي مرت بها المنطقة في العقد الأخير وعليه فإن العلاقة مرت باختبار حقيقي والآن يتوقع الجميع أن يستفيد الطرفان من مرحلة الانفتاح سواء في العلاقة الثنائية بينهما أو في العلاقات مع الأطراف الإقليمية الأخرى استفادة من بعضهم البعض.

وفي هذا السياق يمكن أن تسهم تركيا في المزيد من التسهيلات أمام دول الخليج الثلاث وحتى بقية دول الخليج الراغبة في تمتين علاقاتها مع دول آسيا الوسطى التي تعرف بأنها جمهوريات تركيا مثل أوزبكستان وكازخستان وأيضا أذربيجان، وبالفعل رأينا في الفترة الأخيرة زيارات عالية المستوى واستثمارات متتابعة قادمة من الخليج إلى هذه الجمهوريات. ومن المعلوم أن تركيا تسعى من خلال منظمة الدول التركية إلى تنظيم جهد جماعي بقيادتها على المستويات السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص لتحقيق مزيد من القوة والمكانة على المستوى الدولي.

وفي سياق آخر ستكون هذه الجولة هي الأولى لهاكان فيدان كوزير خارجية لتركيا إلى الخليج، ويعتقد أن الرجل يعرف الخليج جيدا ولديه اطلاع واسع ومعرفة كبيرة بالخليج ودوله من خلال عمله السابق، وعليه يتوقع منه أن يستفيد من هذه المراكمة في تطوير العلاقات وتحسينها وتحقيق أكبر قدر من التطور فيها.