icon
التغطية الحية

جنوب إفريقيا تقدم أدلة "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية

2024.01.13 | 09:42 دمشق

جلسة محكمة العدل الدولية
جذبت جلسة المرافعة لفريق المحامين لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل انتباه العالم - EPA
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

دعمت جنوب إفريقيا اتهاماتها ضد إسرائيل بأدلة ملموسة من خلال الصور ومقاطع الفيديو التي قدمتها خلال أولى جلسات قضية "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية.

ورفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، في 29 كانون الأول الماضي، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شرسة منذ أكثر من 3 أشهر.

وبدأت أولى جلسات المحاكمة في إطار هذه القضية، أول أمس الخميس حيث استمع القضاة إلى مرافعات جنوب إفريقيا، وخصص يوم أمس الجمعة للاستماع إلى مرافعة إسرائيل، في جلسات مفتوحة وبثت على الهواء مباشرة.

واستمع قضاة محكمة العدل الدولية إلى طلبات جنوب إفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة، وعرض الفريق القانوني الجنوب إفريقي اتهاماته ضد إسرائيل مع مبرراتها وأدلتها.

قطاع غزة: معسكر اعتقال ترتكب فيه إبادة جماعية

وجذبت جلسة المرافعة لفريق المحامين لجنوب إفريقيا انتباه العالم، حيث طالب الفريق القانوني إسرائيل بوقف فوري لعملياتها العسكرية في غزة، مؤكداً أن ذلك هو "الحل الوحيد لتفادي المزيد من الموت والدمار غير اللازم في قطاع غزة".

وقال فريق المحامين إن "العنف بين إسرائيل وفلسطين لم يبدأ في 7 تشرين الأول 2023، ولكن يتعرض الفلسطينيون للعنف الإسرائيلي منذ 76 عاماً"، موضحاً أن إسرائيل "تقول إن هدفها من العمليات العسكرية هو تدمير حماس، لكن أشهراً من القصف المستمر وتدمير المباني ومنع الغذاء والدواء والاتصالات لا تندرج ضمن تلك المساعي".

ودعا محكمة العدل الدولية إلى "استخدام سلطتها لمنع المزيد من الأذى للفلسطينيين في غزة"، مشيراً إلى أن "المجتمع الدولي خذل مراراً شعوب رواندا والبوسنة والهرسك والروهينغيا ويستمر في خذلان الفلسطينيين".

وأوضح الفريق القانوني أن "قطاع غزة تحول إلى معسكر اعتقال ترتكب فيه إبادة جماعية"، مشيراً إلى أن "الإبادة الجماعية ظهرت في مطالبة أعضاء بالكنيست الإسرائيلي بمحو غزة وتسويتها بالأرض، قائلين إنه لا أبرياء في غزة".

وشدد على أن "الوضع في غزة يتطلب تدخل محكمة العدل الدولية كما فعلت في قضية الروهينغيا"، مؤكداً أن "ما تقوم به إسرائيل في غزة من قصف وتهجير وحرمان من الاحتياجات الأساسية يشير إلى إبادة جماعية متعمدة".

وأشار الفريق القانوني الجنوب إفريقي إلى أن "معاناة الفلسطينيين لن يوقفها سوى قرار من هذه المحكمة، خصوصاً أنه لا مؤشر لتحمل إسرائيل مسؤوليتها بإعادة إعمار ما دمرته في غزة".

أدلة ملموسة

وقدم الفريق القانوني مجموعة من الأدلة بما في ذلك صور ومقاطع فيديو توثق دفن جثث انتشلتها فرق الدفاع المدني الفلسطيني في غزة من تحت الأنقاض في مدينة بيت لاهيا، يوم 23 كانون الأول الماضي، داخل مقبرة جماعية أعدت بالقرب من المستشفى الإندونيسي.

ووثقت صور ومقاطع أخرى لحظات دفن جثث عائلة فطائر بشكل جماعي، بسبب عدم بقاء أماكن فارغة في بعض المقابر بغزة، يوم 30 تشرين الأول الماضي.

ومن بين الأدلة التي قدمها الفريق الجنوب إفريقي خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن "شعب العماليق"، بجانب عرض مقطع فيديو يظهر جنوداً إسرائيليين وهم يغنون ويمرحون بهتافات تطالب بـ "إبادة شعب العماليق".

إشادات ودعم

وأشادت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، بجهود جنوب إفريقيا حيال الدعوى، منتقدة دعم الدول الغربية لإسرائيل.

وأكدت المقررة الأممية أن القضية التي تُحاكم فيها إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية "سوف تُسجل في التاريخ".

من جانبه، أعرب الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، عن دعمه للدعوى المرفوعة ضد إسرائيل، مؤكداً أنه "لن نكون أبداً من بين أولئك الذين يظلون غير مبالين بهذا الوضع".

من جهته، قال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، إنه "بينما كان محامونا يدافعون عن قضيتنا (القضية الفلسطينية) في لاهاي، لم أشعر قط بالفخر الذي أشعر به اليوم وأنا أرى رونالد لامولا، ابن هذه الأرض، يدافع عن قضيتنا في المحكمة".

كما أعرب كل من كلير دالي وميك والاس وجريس أوسوليفان، الأعضاء الأيرلنديون في البرلمان الأوروبي، عن دعمهم للدعوى.

وخلال ساعات الجلسة الأولى في دعوى "الإبادة الجماعية"، خرجت مظاهرات مؤيدة في العديد من المدن حول العالم، مثل برلين وواشنطن ورام الله وكيب تاون وتونس.

إسرائيل تزعم الدفاع عن نفسها وتنفي استهداف المدنيين

وفي الجلسة الثانية، أمس الجمعة، أكدت اسرائيل أنها "لا تسعى لتدمير الشعب الفلسطيني في غزة"، معتبرة أن تهمة ارتكاب "أعمال إبادة" هي "خبيثة" و"تشويه للحقائق".

وأكد فريق المحامين المدافعين عن إسرائيل في المحكمة أن جنوب إفريقيا "قدّمت إلى المحكمة حقائق وصورة سردية وقانونية مشوّهة بشكل عميق"، وعرض مقاطع مسجلة وصوراً ورسم أمام القضاة صورة للفظائع التي ارتكبتها، على حد قوله، حركة "حماس" خلال هجومها في 7 تشرين الأول الماضي.

وزعم أن "عناصر من حركة حماس عذبوا أطفالاً أمام ذويهم، وآباء أمام أطفالهم، وأحرقوا أشخاصاً، وارتكبوا عمليات اغتصاب"، مشدداً على أن الرد الإسرائيلي "يندرج في إطار الدفاع عن النفس، ولا يستهدف المدنيين".

وأكد أن إسرائيل "منخرطة في حرب دفاعية ضد حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أنه "ما من اتهام أكثر نفاقاً وأكثر خبثاً من اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة"، وأن "كامل حجج جنوب إفريقيا تستند إلى وصف يتعمد إخراج الأمور من سياقها والتلاعب بحقيقة الأعمال القتالية الحالية".