icon
التغطية الحية

بتهمة الإبادة الجماعية.. "العدل الدولية" تعقد أولى جلسات الاستماع ضد إسرائيل

2024.01.11 | 13:15 دمشق

فلسطينيون فروا من القصف الإسرائيلي إلى مخيم في رفح ـ رويترز
فلسطينيون فروا من القصف الإسرائيلي إلى مخيم في رفح ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

بدأت، الخميس، أولى جلسات الاستماع بمحكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية في دعوى قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل المتهمة بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة.

ومن المتوقع أن تقرر المحكمة وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة لاحقا، كيفية سير مداولاتها في هذه القضية.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن الشعب الفلسطيني يتطلع اليوم الخميس، إلى مرافعة جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية، لمحاسبة إسرائيل على "جرائم الإبادة" تعتبر حدثا تاريخيا. وفق وكالة الأناضول.

وأشارت في بيان لها، إلى أن "الشعب الفلسطيني وقيادته يتطلعون اليوم إلى مرافعة جنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولية، باعتبارها حدثا تاريخيا لسيرورة النضال الفلسطيني والجنوب افريقي المشترك في وجه الظلم، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا".

وأضافت إن "المساءلة والمحاسبة لإسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، باستخدام كافة الأدوات القانونية، ومن خلال مؤسسات العدالة الدولية، وإنفاذ القانون الدولي، هي المحور الرئيس للاستراتيجية القانونية لدولة فلسطين، وصلب الحراك الدبلوماسي والدولي".

وتابعت "ما يشجع إسرائيل وأدواتها المختلفة على ارتكاب الجرائم وصولا الى ارتكاب والتحريض على ارتكاب جريمة الابادة الجماعية، سببه التخاذل الدولي وعدم اتخاذ خطوات عملية لمحاسبتها، وتماهي بعض الدول في التواطؤ في ارتكاب الجرائم من خلال الفيتو والدعم السياسي والعسكري".

الدول التي أعلنت تأييدها للدعوى

يزداد الدعم الدولي بشكل متسارع للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بتهمة "الإبادة الجماعية" في غزة.

كانت فلسطين، أول دولة تعلن عن دعمها للدعوى التي تقدمت بها جنوب إفريقيا، ووصف في بيان لوزارة خارجيتها تلك الخطوة بأنها "أول تحرك فعلي" ضد تل أبيب.

بدورها وصفت وزارة الخارجية الماليزية رفع جمهورية جنوب إفريقيا قضية "إبادة جماعية" ضد إسرائيل بأنه "خطوة ملموسة" نحو المساءلة، وأعربت عن دعمها لها.

ورحبت وزارة الخارجية التركية برفع الدعوى ضد إسرائيل، عبر بيان نشره متحدثها أونجو كتشالي، في 3 يناير/ كانون الثاني 2023.

وأكد كتشالي في بيانه ضرورة ألا تمر جرائم إسرائيل دون عقاب، وأنه يحب محاسبة المسؤولين أمام القانون الدولي.

وفي 4 من كانون الثاني-يناير، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في بيان، إن بلاه تدعم الدعوة التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية للعام 1948.

وصرحت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر وهي ممثل حزب الخضر الفلمنكي في الائتلاف الحاكم ، بأن بلادها لا يمكنها أن تبقى صامتة ضد تهديد إسرائيل بـ"الإبادة الجماعية" في غزة. وأكدت أنها ستقدم مقترحا لحكومتها بأن تحذو حذو جنوب إفريقيا في إقامة دعوى قضائية ضد تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

ورحبت جزر المالديف برفع الدعوى عبر بيان نشرته وزارة الخارجيةرالثلاثاء الماضي، قالت فيه إن "الهجمات الإسرائيلية المستمرة أودت بحياة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال"، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للشعب الفلسطيني.

كما أعرب سفراء بنغلاديش وناميبيا وماليزيا وباكستان لدى الأمم المتحدة عن دعمهم لدعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا في خطاباتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 يناير.

من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية لالو محمد إقبال، أن بلاده تدعم أخلاقيا وسياسيا بشكل كامل مبادرة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية حيال "الإبادة الجماعية المزعومة في غزة".

وفي بيان نشرته يوم 7 يناير، أشادت وزارة الخارجية البوليفية بـ"الخطوة التاريخية التي اتخذتها جمهورية جنوب إفريقيا" في رفع دعوى قضائية ضد دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية"، داعية المجتمع الدولي لدعم الدعوى.

وأعربت وزارة الخارجية الفنزويلية يوم 9 يناير عن تأييدها للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني، ودعت المجتمع الدولي إلى دعمها.

وقالت حكومة نيكاراغوا في بيان نشرته يوم 9 يناير: "نرحب بالطلب الذي تقدمت به جنوب إفريقيا إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

وأعلنت إيران دعمها للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بتهمة "الإبادة الجماعية" في غزة.

أما الرئاسة الكولومبية فأعلنت أن الحكومة الكولومبية، بقيادة الرئيس غوستافو بيترو، ترحب بالدعوى المرفوعة ضد إسرائيل من قبل جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

المجلس التقدمي الدولي الذي يضم ناشطين ومنظمات يسارية في أوروبا، أعلن بدوره دعم قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.

إلى ذلك، أعلن التحالف الدولي لوقف الإبادة الجماعية في فلسطين، الذي تشكل حديثا، دعم القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، مضيفا أنه "رغم الأدلة الواضحة على أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل يوميا، طالبت الحكومة الإسرائيلية من الدول الأخرى إدانة دعوى جنوب إفريقيا".

كما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية تأييدهما لجنوب إفريقيا في القضية التي رفعتها ضد إسرائيل.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي في بيان نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إن "المنظمة ترحب بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بسبب جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني"، داعية المحكمة إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة" لوقف الإبادة الجماعية.

وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في تصريح صحفي، إنه "من الطبيعي والمنطقي أن تؤيد الجامعة العربية بشكل كامل الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية".

من جانبها قالت منظمة العفو الدولية، إن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل يمكن أن تساعد في حماية المدنيين الفلسطينيين، وإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وتوفر بصيص أمل لتحقيق العدالة الدولية.

وأدلت فرنسا وكوستاريكا ومفوضية الاتحاد الأوروبي بتصريحات تفيد بأنها ستدعم عملية التقاضي في محكمة العدل الدولية وقرار المحكمة، دون الإدلاء ببيانات تدعم جنوب إفريقيا بشكل مباشر.

من جانبها قالت منظمة العفو الدولية، إن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل يمكن أن تساعد في حماية المدنيين الفلسطينيين، وإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وتوفر بصيص أمل لتحقيق العدالة الدولية.

الولايات المتحدة تعارض الاتهامات

من ناحية أخرى، أعلنت الولايات المتحدة والمجر وباراغواي وغواتيمالا معارضتها للدعوى القضائية "غير العادلة" التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها، الأربعاء، "لا أساس للادعاءات الزاعمة أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، بل من يهاجمون إسرائيل بعنف هم في الواقع من يواصلون الدعوة الصريحة إلى محوها عن الخارطة وقتل اليهود بشكل جماعي. الإبادة الجماعية هي واحدة من أشنع الجرائم التي قد يرتكبها أي كيان أو فرد، ولا يمكن توجيه ادعاءات مماثلة إلى بعد توخي أقصى درجات الحذر".

وتابعت "تتمتع إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها في وجه أعمال حماس الإرهابية، وهي أعمال توعدت حماس بشنها مرارا وتكرارا إلى حين يتم تدمير إسرائيل بالكامل. تقوم إسرائيل بعملياتها في بيئة مليئة بالتحديات بشكل استثنائي في غزة، والتي هي بمثابة ساحة معركة حضرية تدمج فيها حماس نفسها عمدا مع المدنيين وتختبئ خلفهم". 

ومنذ 7 من أكتوبر - تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء 23 ألفا و357 قتيلا و59 ألفا و410 مصابين معظمهم أطفال ونساء، و"دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.​​​​