icon
التغطية الحية

جعجعة مسؤولين ولا طحين.. أزمة الخبز في حماة تتفاقم

2021.03.14 | 05:54 دمشق

157748255_4060703380636141_3898184663136516553_o.jpg
حماة - علا محمد
+A
حجم الخط
-A

لم تنته أزمة الخبز التي ضربت كل مناطق سيطرة النظام منذ عام وأخذت بالتفاقم في بعض المدن مثل مدينة حماة، ولكن لم يخطر في بال السوريين أن يرتفع سعر الخبز "المدعوم المسروق" في السوق السوداء بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار.

وفي الوقت الذي سمع فيه السوريون كثيراً من جعجعة المسؤولين ولم يروا طحيناً، تسود في مدينة حماة مخاوف كبيرة من ألا تحصل العائلات على خبزها اليومي، حيث خفضت حكومة النظام مخصصات الخبز للأهالي والتي تسلم عبر البطاقة الذكية لكل عائلة إلى النصف.

ويتم توزيع الخبز المدعوم عند معتمدين بالتعاون مع لجنة الحي، إلا أن معظمهم متهمون بسرقة ربطات الخبز وبيعها خارج المركز في "السوق السوداء".

وقال أحد المدنيين لموقع تلفزيون سوريا، وهو يقطن حي جنوب الملعب في مدينة حماة: "عائلتي مكونة من خمسة أطفال، ويعاني الحي من أزمة خبز خانقة لعدم كفاية المخصصات، والمحظوظ الذي يحصل على حصته يضطر للانتظار لساعات طويلة في الصباح الباكر في الطوابير ، فتأخر خمس دقائق كفيلة بإبقاء منزلي يوم كامل من دون خبز".

وأضاف: النظام يعطينا ربطة مكونة من 7 أرغفة كل يوم فقط، وهذه الربطة لا تكفينا وجبة غداء، لذلك أكون مجبراً على شراء الخبز من على البسطات أمام المخابز بأضعاف سعرها الحقيقي".
بينما قالت مريم وهي من سكان حي القصور لموقع تلفزيون سوريا: لم أتوقع في يوم من الأيام أن يصل بنا الحال لقضاء يوم من دون خبز في المنزل فالمعتمد لدينا يقوم ببيع عدة ربطات وإخفاء الباقي، ليبيعه بأسعار مضاعفة، وأحياناً يطلب منا القدوم الساعة الخامسة فجراً لنأخذ حصصنا وعندما نقوم بالذهاب في الوقت يقول "خلصوا الخبزات" أو "نفقنا اليوم"، بالرغم من أن معظم سكان الحي لم يحصلوا عليه إلا أنه لا توجد أي رقابة عليهم وعندما يستنكر أهالي الحي يرد عليهم "اشتكوا على التموين"، وذلك لأنه ضامن بأن التموين لن يحاسبه كونه يعطيهم الرشاوى عند كل تفتيش.

وبالإضافة لكل ما ذُكر، هنالك نوعية الخبز التي تأتي في أسوء حالاتها، وهذا ما أكده كل من تحدث إليهم موقع تلفزيون سوريا، وأكد البعض وجود حشرات في الخبز بالإضافة لسماكته وكساده.

وبحسب حكومة النظام، فإن مخبز حماة الأول يخبز يومياً 24 طناً من الدقيق، أي ما يعادل نحو 25 ألف ربطة خبز، وأنه يتم توزيع هذه الكميات على أحياء مدينة حماة وبعض مناطق الريف عن طريق المعتمدين. وهذه الكمية الصادرة عن مخبز واحد تبدو كافية للأهالي، لكن السرقة والفساد وانعدام الرقابة والمحاسبة تترك الباب مفتوحاً أمام ضعاف النفوس ليستغلوا عوز الناس وضعفهم.

أسعار الخبز المدعوم والمسروق والسياحي في حماة

وتُباع في مراكز المعتمدين، ربطة الخبز المؤلفة من 14 رغيفاً بـ 250 ليرة سورية، في حين بلغ سعر ربطة الخبز المسروق في السوق السوداء 1000 ليرة سورية.

وارتفعت سعر ربطة الخبز السياحي خلال أسبوعين أكثر من 700 ليرة سورية، ليسجل سعرها اليوم 1800 ليرة، بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار.

وأوضح أحد أصحاب الأفران السياحية لموقع تلفزيون سوريا، أنهم رفعوا أسعار الخبز السياحي مرتين منذ بداية العام الجاري، بسبب الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة الخبز والكعك والصمون، بسبب انهيار الليرة السورية أمام الدولار الأميركي.

وقال: رفعنا سعر ربطة الخبز من 1500 إلى 1800 ليرة وسعر كيس الصمون من 1000 إلى 1200 ليرة، وكيلو الكعك من 3500 ليرة إلى 4500 ليرة، والأسعار معرضة للارتفاع هذا الشهر مرة أخرى إن استمر الدولار بهذا الارتفاع غير المسبوق".

حماة خارج زيادة المخصصات

أعلنت حكومة النظام عن زيادة مخصصات الخبز لعدد من المحافظات، دون أن يشمل ذلك مدينة حماة، ما تسبب باستياء كبير من قبل المدنيين الذين يعانون المر في الحصول على الخبز يومياً.

وصرّح مدير المؤسسة العامة للحبوب في حكومة النظام يوسف قاسم، بأنه تم زيادة المخصصات الأسبوعية من الطحين لـ 5 محافظات هي دمشق بكمية 57 طناً وحلب 30 طناً و درعا 20 طناً وحمص 5 أطنان وريف دمشق بمعدل 1300 طن. 

وأوضح مدير الشركة العامة للمخابز زياد هزاع، لصفحة الاقتصاد اليوم الموالية، أن أزمة الخبز إلى انفراج مع وصول توريدات كبيرة جداً من القمح.

وقال فادي وهو معتمد لتوزيع الخبز في أحد أحياء المدينة لموقع تلفزيون سوريا: "يبدو أن حماة تم مسحها من على الخريطة السورية فلا توجد لدينا أدنى مقومات الحياة.. قدمنا عدة معروضات للمحافظ بأن كمية الخبز قليلة جداً ولا تتناسب مع عدد المدنيين في الحي ولكن دون رد ودون أي تحرك منهم".

وأشار فادي إلى أن أزمة الخبز ليست الوحيدة في مدينة حماة، وأضاف "الكهرباء تأتينا ساعتين كل 24 ساعة والشوارع مليئة بالقمامة ولا يوجد أي جهود للمحافظ أو لمجلس المدينة لحل هذه الأزمات وكأن النظام يعاقب سكان المدينة وينتقم منهم بهذا التضييق الممنهج".