icon
التغطية الحية

"جريح الوطن".. استثمار إعلامي للنظام ضحاياه بلا خدمات ويستجدون المساعدة

2023.10.14 | 18:16 دمشق

"جريح الوطن".. استثمار إعلامي للنظام ضحاياه بلا خدمات ويستجدون المساعدة
مشروع "جريح الوطن"
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يعاني جرحى قوات النظام السوري وميليشياته من تدني الاهتمام والخدمات المقدمة لهم، بعد فقدانهم القدرة على القتال بسبب الإعاقات وتحولهم إلى عاطلين عن العمل يستجدون مساعدة مشروع "جريح الوطن"، الذي تشرف عليه أسماء الأسد وتستثمر معاناتهم إعلامياً ومالياً.

مشروع "جريح الوطن"، أطلقه النظام السوري عام 2014 بهدف دعم الجريح وعلاجه وتحصيل حقوقه وتأهيله لتمكينه من العودة إلى المجتمع والاندماج فيه معتمداً على نفسه، وفقاً لما نشر في موقع رئاسة مجلس الوزراء. وظل المشروع يعطي بطاقات إعاقة للمصابين حتى عام 2019، عندما استعاض النظام عن تسمية بطاقة الإعاقة عبر المرسوم التشريعي رقم 13 بـ "بطاقة جريح الوطن" للمصابين بنسبة عجز 40% وما فوق تشمل كل من أصيب وهو يقاتل بإمرة الجيش.

وتمنح هذه البطاقة حاملها مزايا عدة منها، الخدمات الوقائية والعلاجية مجاناً في المشافي العامة، والاستفادة من برامج التمويل متناهي الصغر، والإعفاء من جميع الرسوم الجمركية لمستوردات الأجهزة الخاصة حصرا لاستخدامهم الشخصي وتخفيض أجور النقل بنسبة 50 % للجريح ومرافق واحد له وفق ما تستدعيه الحاجة في وسائل النقل العامة الجماعية البرية والبحرية والجوية، وغيرها من الخدمات.

بطاقة "جريح الوطن" مزاياها حبر على ورق من دون وساطة

لطالما تفاءل هؤلاء الجرحى الذين يبلغ عددهم نحو 10 آلاف جريح بهذه البطاقة، ومنهم حسان، 38 عاماً، من سكان ريف اللاذقية، وهو جريح حرب مصاب بنسبة عجز 80%، لكن سرعان ما اكتشف حجم الكذب والتضليل، وقال لموقع تلفزيون سوريا "لدَّي بتر طرف سفلي وأذية عينية منذ أكثر من 6 سنوات ولم أحصل سوى على طرف صناعي حينئذ".

حسان الذي خسر جزءاً من جسمه تقدم للحصول على وظيفة في إحدى المؤسسات التابعة للنظام عام 2020، لكنه رُفض لعدم إمكانية التوظيف مع استهزاء بحالته الصحية. ويوضح في حديثه، أنَّ الاستعاضة عن تسمية البطاقة بجريح الوطن لم يغير شيئاً، إذ إن بطاقة "جريح الوطن" معاقة بحسب تعبيره ومزاياها حبر على ورق من دون وساطة.

وفي حين تزعم الأمانة السورية للتنمية المشرفة على مشروع "جريح الوطن" توفير الرعاية اللازمة لجرحى قوات النظام من خلال برامج إعادة التأهيل لشريحة واسعة من الإصابات منها فقدان السمع والبصر، والتشوهات، فقدان الأطراف والشلل، إلا أنَّ بشار، 41 عاماً، وهو مصاب بشلل تام بأطرافه السفلية حصل فقط على بطاقة لم يستفد منها شيئاً حتى اليوم، بحسب قوله، مضيفاً في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أنه لم يتلق الدعم النفسي والاجتماعي والتأهيل الفيزيائي لاستعادة القدرة على الحركة وتعزيز الاعتماد على النفس، كما تتدعي الأمانة السورية للتنمية في ترويجها لبرنامج الرعاية المنزلية.

وكان بشار أصيب في داريا عام 2016، وحصل على تعويض إصابة وراتب ثابت لا يتجاوز 200 ألف ليرة رغم كل الزيادات التي أقرها بشار الأسد لقواته العسكرية، وبعد تسجيله على بطاقة التأمين الصحي المخصصة لحاملي بطاقة "جريح الوطن" في عام 2021 وتراجع صحته نتيجة لعدم الحركة وحاجته لمراجعات طبية دورية، قال بشار للموقع مستنكراً ما تقوم به زوجة بشار الأسد من استهزاء بجرحى الحرب والظهور بمظهر الراعي لهم صحياً ومعيشياً، "لم تستقبلني المشافي الحكومية ولا الخاصة بحجة أن البطاقة لا تحوي رصيداً".

ما المشروع الزراعي الذي يمكن إقامته بـ 5 ملايين ليرة؟

لم تنته معاناة بشار وغيره من الجرحى هنا، إذ بعد إطلاق النظام لبطاقة "جريح الوطن"، تلقى بشار كما غيره الكثير من جرحى قوات النظام وعوداً بحصولهم على فرص عمل (مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر) عبر قروض تشغيلية ذات فائدة منخفضة توفر لهم الدخل الكافي للحياة الكريمة، لكن هذه الوعود بقيت "شفهية" بحسب تعبيره ولم تر النور إلا لبعض الجرحى المدعومين كما قال.

وهنا، يقول حسان إنه رفض الحصول على قرض من المصرف الزراعي التعاوني، وهو قرض بقيمة 5 ملايين ليرة مدته 4 سنوات، وضماناته كفالات شخصية (رواتب موظفين اثنين في الدولة للقروض قصيرة الأجل التي مدة سدادها سنة) وضمانة عقارية للقروض متوسطة الأجل التي مدة سدادها 4 أو 5 سنوات.

ويتساءل في حديثه للموقع، ما المشروع الزراعي الذي يمكن إقامته بـ 5 ملايين ليرة في ظل انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأميركي وارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي وعدم توفر المحروقات؟ قائلاً: "هذه المشاريع والقروض ليست لنا وهي عبارة عن تشغيل لأموال المصارف على حسابنا عبر أخذ فائدة 2% لمدة 5 سنوات".

في المقابل تسعى أسماء الأسد للاستثمار الإعلامي في مشروع "جريح الوطن"، وفقاً لحسان، وذلك من خلال الفعاليات والاحتفالات والاستقبالات التي تجريها لعدد من الجرحى، فضلاً عن مهزلة ما يسمى دورة "ألعاب جريح الوطن الرياضية" الذي جرى تنفيذه في عام 2021 في اللاذقية، بحسب وصفه.