icon
التغطية الحية

جاموس: تطبيع العرب مع النظام "خطأ" ونسعى لبقاء مقر هيئة التفاوض في الرياض

2023.08.09 | 17:47 دمشق

بدر جاموس
بدر جاموس، رئيس هيئة التفاوض السوريّة
+A
حجم الخط
-A

على وقع انسداد الأفق السياسي وتطبيع عربي إقليمي مع نظام الأسد، عقدت هيئة التفاوض السورية اجتماعها الدوري في مدينة الراعي شرقي حلب.

وبحسب بيان هيئة التفاوض، شاركت كل مكوّنات الهيئة في الاجتماع، إما بشكل حضوري  أو عبر تقنية الفيديو، وخلاله مُدّد للدكتور بدر جاموس في رئاسة الهيئة لسنة بعد اختياره رئيساً لدورة جديدة مدتها عام.

ولمعرفة آخر التطورات المتعلقة بعمل هيئة التفاوض ونشاطاتها، كان هذا الحوار مع بدر جاموس:

  • ما هو أبرز ما قمتم به خلال العام المنصرم من عملكم في رئاسة الهيئة؟

الأهم كان التركيز على إعادة دور المعارضة السورية وتقويته دولياً وداخلياً وسورياً: داخلياً عبر محاولة توحيد المنصات وإعادة جمع الهيئة، وقد حصل بعض التقدّم رغم وجود بعض الخلافات، واستطعنا رغم الخلافات الإقليمية والتي أثّرت على عمل الهيئة، أن نعقد اجتماعاً للهيئة في جنيف، خلال شهر حزيران.

سوريّاً كان هناك عمل لإعادة ربط الهيئة مع السوريين من خلال منظمات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام وعقد لقاءات مع الجاليات السورية في دول اللجوء، لأنّنا نؤمن أن قوتنا تأتي من خلال تواصلنا مع السوريين وليست من المجتمع الدولي.

دولياً كان السعي إلى عودة دور هيئة التفاوض كمظلة تجمع كل أطياف المعارضة وكانت هناك لقاءات دولية عدة في أميركا وأوروبا ودول الخليج وتركيا، ونجحنا بملفات وتعثرنا في أخرى بسبب استعجال العرب في عملية التطبيع مع نظام الأسد، وعلى مستوى الأمم المتحدة حاولنا عبر لقاءات متواصلة البحث عن حلول، وفعّلنا مكاتب الهيئة بعد حالة ضعف سابقة، مثل المكتب القانوني ولجنة المعتقلين.

  • ما المهام والأمور التي لم تفعلوها؟

ما لم نفعله العام المنصرم، هو رفد هيئة التفاوض بكوادر مهنية وقوية ودعمها بالتكنوقراط والشباب، لكن لاحقاً سنركّز على تعزيز دور المرأة والشباب ضمن الهيئة، ويجب أن يكون لهم مكان في مكاتب الهيئة وفي العملية التفاوضية برمتها.

  • أين وصلت الخلافات داخل مكونات الهيئة وما هي أبرز نقاط الخلاف؟

لاتوجد خلافات سياسية داخل مكونات الهيئة، فالجميع متفق على أن "القرار 2254" هو الحل المنشود، ومتفق على تشكيل هيئة حكم انتقالي وكتابة الدستور وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن توجد خلافات محاصصة بين المكوّنات وهذا خلق إشكاليات داخلها وأثّر سلباً على أدائها في الفترة السابقة.

  • بعد التطبيع السعودي العربي مع نظام الأسد، ما مصير هيئة التفاوض وهل يمكن أن يُعقد اجتماع لاحق لها في الرياض؟

هيئة التفاوض السوريّة مشروع دولي، وقد كُلّفت - بعد "اتفاق فيينا" - المملكة العربية السعودية بتشكيلها لتوحيد المعارضة تحت مظلة واحدة لتتفاوض مع النظام السوري لاحقاً، لأجل إيجاد حل سياسي، وبناء على هذا التكليف عُقد اجتماعا الرياض 1و2.

عملية التطبيع السعودي العربي مع نظام الأسد كان لها أثر سلبي على الهيئة، لكننا في النهاية نعمل تحت مظلة دولية وسنسعى إلى إبقاء الخطوط مفتوحة مع السعودية وبقية الدول العربية ولعودة الدور العربي لكن بشرط أن يستند للقرار 2254.

في النهاية، نحن نرى أن خطوة إعادة مقعد الجامعة للنظام السوري "خاطئة"، لأنّها قدّمت هدية مجانية إلى نظام الأسد ومن دون أي مقابل، وسنسعى لبقاء مقر الهيئة في الرياض للحفاظ على دور عربي فاعل ضمن تطلعات الشعب السوري، من دون المساس بقضيتنا.

  • كثر الحديث عن عقد جولات للجنة الدستورية خارج جنيف، ما العواصم البديلة والتي طُرحت عليكم، وهل هناك نية لاستكمال المسار الدستوري؟

بشكل رسمي لم تتقدم لنا الأمم المتحدة بأي اقتراح لعقد جولة للجنة الدستورية خارج جنيف، لكننا نسمع عن مناقشات تجري بين الدول حول هذا الأمر وموقفنا واضح وخيارنا الأول جنيف، والمشكلة ليست في مكان عقد اللجنة لأننا أنجزنا ثماني جولات وكانت النتيجة صفر بسبب النظام.

عندنا نقاط أساسية وطرحناها عبر رسالة رسمية للأمم المتحدة بأن يكون هناك اعتراف من النظام بأنه ممثل  بشكل رسمي في اجتماعات اللجنة الدستورية وليس عبر وفد تدعمه حكومة النظام كما هو الحال الآن، بالإضافة إلى وضع جدول زمني للجولات ووضع آلية تضمن الإنجاز عبر بنود دستورية لكل جولة يُتفق عليها، ولا يمكن أن تستمر المفاوضات الى ما لانهاية.

ونحن نريد فتح المسارات الأخرى إلى جانب المسار الدستوري، وأهمها مسار هيئة الحكم الانتقالي لأنّه من دون هذا المسار لن يكون هناك حل في سوريا، كما نعمل على تشكيل لوبي دولي لوضع آلية حل تبدأ بموضوع هيئة الحكم الانتقالي.

  • عقدتم اجتماعكم في الداخل السوري، لماذا لم يُعقد في مقر الائتلاف شمالي حلب؟

هيئة التفاوض ليست تابعة للائتلاف، لأنّ الأخير جزء من الهيئة، ونحن حريصون على عقد اجتماعاتنا داخل سوريا وربما يكون أحد الاجتماعات القادمة في مقر الائتلاف وغيره في مقر الحكومة المؤقتة أو في المجالس المحلية والنقابات، لأنّ هدفنا التواصل مع كل القوى في الداخل السوري وفي كل المناطق.

لدينا خطة عمل مطروحة على الطاولة وتتمثل في بناء جبهة مع كل السوريين لنعمل معاً على تحقيق هدفنا الأساسي ولنرمِ خلافاتنا جانباً حتى نستطيع أن ننجز شيئا مفيدا لقضيتنا، ولأن الاجتماع الأخير كان لكل مكوّنات هيئة التفاوض، رغبنا في أن يكون بمقر حكومي وطلبنا ذلك من الحكومة المؤقتة، التي قدّمت لنا قاعة في مبناها الجديد، وحضر الاجتماع ثلاثة مكوّنات (ائتلاف وفصائل ومستقلون)، ونسعى مستقبلاً لمشاركة جميع المكونات في الاجتماعات التي ستُعقد بالداخل.