icon
التغطية الحية

ثراء وترحيب من المؤيدين.. هكذا يعيش الروس في الساحل السوري

2018.05.12 | 17:05 دمشق

تلفزيون سوريا- اللاذقية- جهان حاج بكري
+A
حجم الخط
-A

بدأ انتشار القوات الروسية في الساحل في أيلول عام 2015 عندما أعلنت روسيا التدخل المباشر  في سوريا بهدف توجيه ضربات جوية للمناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة وتقديم الدعم العسكري لقوات النظام، معتمدة على مطار حميميم العسكري في اللاذقية وعلى قاعدة طرطوس البحرية.

وعلى الطرقات الواصلة بين مدن طرطوس واللاذقية وجبلة وفي الأسواق والأحياء المختلفة وعلى الكورنيش البحري في المدن الساحلية، ينتشر مقاتلو القوات الروسية بكثافة، إذ بات من الطبيعي وجودهم في تلك المناطق وسط ترحيب كبير بهم من قِبل الموالين للنظام.

البيت بيتهم

يقول "فراس حمود" أحد سكان مدينة اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا: "يعيش الجنود الروس في اللاذقية في أبنية فخمة تقع في أرقى أحياء المدينة بشكلٍ مجاني ومنها أبنية كانت مخصصة سابقاً لضباط، يتركزون في منطقة أوتوستراد الثورة بالقرب من حي الزراعية الموالي وفي مناطق الكورنيش البحري، حيث يتواجد الكثير منهم مع عائلاتهم"، مؤكداً "أنهم يذهبون إلى الأسواق والمطاعم والمحلات التجارية ويتجولون في شوارع المدينة دون سلاح، ويلقون ترحيب الموالين للنظام -يشكّلون أغلبية ساحقة- فلا يخشونَ شيئاً".

الثراء الفاحش سمتهم

يلقى الجنود الروس ترحيباً واسعاً من قِبل التجار في المنطقة، إذ خلق وجودهم فرصَ عمل جديدة، كما رفعوا من حركة البيع والشراء، في ظلّ ظروف اقتصادية سيئة يعاني منها معظم أهالي المنطقة والنازحين إليها.

"يرغب بعض أصحاب المحال بالتخصّص في بيع الحاجات التي يفضّلها الروس، فيما أطلق بعضهم الآخر أسماءً روسية على محالهم ومطاعهم مثل "بوتين ولافروف"

يوضح "خالد أمين"، صاحب أحد المحلات التجارية في اللاذقية، لموقع تلفزيون سوريا "أن الروس يشترون حاجاتهم دون أي مناقشة بالأسعار ويدفعون بشكل مباشر، وأسرهم تتوجه للأسواق بشكل يومي ويرغبون بشراء الكثير من البضائع التي يعجز سكان المدينة عن شرائها وتقتصر على طبقة معينة منهم، ويفضّلون المأكولات السورية الشهيرة من الفلافل والشاورما والطبخ السوري والفتة والحمص، حيث يتوجّهون نحو المطاعم التي تبيع هذه الأطعمة والمشهورة في المدينة كفلافل (مشوار) القريبة من حي الشيخ ضاهر، إضافة إلى تجوالهم في أسواق الماركات الغالية كالمحلات المنتشرة في حي الأمريكان وشارع هنانو.
وأضاف أنهم يتعاملون تارةً بالعملة السورية وأحياناً بالدولار بحسب المحل الذي يتبضّعون منه، ويدفعون الثمن على الفور وبنوا علاقات صداقة مع الكثير من تجار المدينة، ويرغب بعض أصحاب المحال بالتخصّص في بيع الحاجات التي يفضّلها الروس، فيما أطلق بعضهم الآخر أسماءً روسية على محالهم ومطاعهم مثل "بوتين ولافروف"، فضلاً عن انتشار مظاهر أخرى كتزيين المحال بالعلم الروسي أو بصور الرئيس بوتين بهدف تشجيع الجنود الروس على الدخول إليها والشراء منها.

اندماج سريع

لم تشهد المنطقة أي حالات زواج بين الجنود الروس والأهالي المحليين، سوى حالة واحدة وقعت في مدينة طرطوس مؤخراً ونشرتها وسائل إعلام موالية للنظام بشكل كبير، وهي زواج أحد ضباط البحرية الروس من شابة في المدينة، فيما اعتبروه خطوة هامة في طريق توطيد العلاقات وخلق نوع من الاندماج.
تقول الشابة "ريم مصطفى" من مدينة جبلة لموقع تلفزيون سوريا: "إن أغلب فتيات اللاذقية وطرطوس يحلمن بالزواج من شبان روس لقدرة الأخيرين على تأمين حياة جيدة لهن ومنازل فاخرة، فهم يتوجهون نحو أفخم المطاعم والفنادق، ويرتدون أجمل الملابس، ويحبّون الحياة، فبعد خروجهم من قواعدهم العسكرية، لهم حرية التنقّل والتصرف، لذا تسعى الكثيرات من فتيات المنطقة إلى التقرّب منهم وكسب قلوبهم"، مؤكدةً "أن هناك الكثير من العلاقات والصداقات التي تربط المقاتلين الروس بشابات من الساحل لكنها تبقى ضمن إطار الصداقة".

 "لا يوجد أي مانع من قِبل الموالين في تزويج بناتهن لضباط ومقاتلين روس، فيما تكمن المشكلة لدى الأخيرين الذين لم يتشجعوا بعد على خطوة الارتباط بالسوريات"

وتابعت: "لا يوجد أي مانع من قِبل الموالين في تزويج بناتهن لضباط ومقاتلين روس، فيما تكمن المشكلة لدى الأخيرين الذين لم يتشجعوا بعد على خطوة الارتباط بالسوريات"، معتبرةً "أن زواج الشابة السورية مؤخراً في طرطوس من ضابط روسي ونجاحه من الممكن أن يكون بداية لوقوع عشرات الحالات المشابهة"، مشيرةً إلى أن الجنود الروس يتفوقون على أقرانهم من قوات النظام بالكثير من المزايا أهمها الوضع الاقتصادي المنتعش والرواتب الخيالية التي يتقاضونها والتي تؤهلهم وزوجاتهم للعيش في تلك المنطقة بطرقٍ استثنائية".