icon
التغطية الحية

توافق على تغيير قائد الفيلق الثالث في الجيش الوطني.. من المرشح لخلافته؟

2023.12.09 | 13:57 دمشق

قائد الفيلق الثالث إلى جانب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة
قائد الفيلق الثالث إلى جانب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تعتزم الفصائل العاملة في الفيلق الثالث بالجيش الوطني السوري تغيير القائد الحالي للفيلق حسام ياسين، واختيار قائد آخر بديل عنه، بعد أشهر من حالة التفكك التي أصابت التشكيل، وعودة معظم فصائله للعمل بمسمياتها القديمة، كما يتزامن ذلك مع خلافات حادة نتج عنها مواجهات بين تشكيلات الفيلق في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي خلال الأسبوع الماضي.

وأُعلن عن تشكيل الفيلق الثالث في 18 تشرين الأول 2021، عبر اندماج عدة فصائل ضمنه، وهي الجبهة الشامية، وجيش الإسلام، وفيلق المجد، والفرقة 51، ولواء السلام، وفرقة ملك شاه، قبل أن تخرج الفرقة الأخيرة منه.

وفي شهر تشرين الثاني الماضي، أكدت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا، أن هناك حديثا ضمن أروقة الجيش الوطني، عن إمكانية إقالة قائد الفيلق الثالث حسام ياسين، وتعيين شخص آخر، بعد أن شهد الفيلق أزمات مختلفة أوصلته إلى التفكك، بسبب الخلافات العميقة بين "ياسين" من جهة، وقادة في تشكيلات الفيلق، لا سيما الجبهة الشامية، من جهة أخرى.

وكان "ياسين" يقود الفيلق الثالث إضافة للجبهة الشامية في آن معاً، إلا أن صراعاً خفياً بين مكونات الجبهة الشامية، مع "ياسين"، أطاح بالأخير من قيادة "الشامية"، ليتم عزله وتعيين "عزام غريب" (أبو العز سراقب) بدلاً عنه في أيار الماضي.

وخلال 28 من شهر تموز الماضي، امتد الصراع بين الطرفين إلى منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، إذ اندلعت مواجهات عند المعبر الحدودي مع تركيا، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين، بسبب خلاف وصراع قديم - متجدد على الاقتصاد والأمن في المنطقة، ومنذ ذلك الوقت بات نشاط حسام ياسين يتركز في تل أبيض، مع انحسار فاعليته وتأثيره على مكونات الفيلق الثالث شمالي حلب.

الخلافات في تل أبيض تعيد الملف للواجهة

تجدد الصراع داخل الفيلق الثالث يوم الأحد الماضي، إذ اندلعت اشتباكات عنيفة بين مكوناته، في مدينة تل أبيض شمالي الرقة، استخدم خلالها الطرفان أسلحة خفيفة ومتوسطة، مع تسجيل حرق مقار ومكاتب إدارية وعسكرية لدى الجانبين.

وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن المواجهات نشبت إثر خلاف بين تيارين داخل الفيلق الثالث، أحدهما مقرّب من قائد الفيلق حسام ياسين، والآخر من قائد الجبهة الشامية عزام غريب.

وقالت "الجبهة الشامية" في بيان لها، إنّ الاشتباكات اندلعت، بعد اعتداء مجموعة تابعة لـ"المدعو أبو عامر الأمني" (المقرب من قائد الفيلق الثالث)، على "مدنيين من بينهم نساء في سوق مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي".

وفي حين لم يصدر عن الطرف الآخر المتمثل بقائد الفيلق الثالث أي توضيح، تؤكد المصادر أن المواجهات تعود لخلافات متراكمة منذ أشهر، مع حشد قوات كل طرف ضد الآخر لدوافع اقتصادية، من أبرزها السيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا.

بنود مسربة للحل

سرّبت حسابات مقربة من الجبهة الشامية بنودا لحل الخلافات في تل أبيض، تضمنت التوافق على تغيير قائد الفيلق الثالث حسام ياسين، وإعادة أموال محجوزة لديه إلى الجبهة الشامية.

ومن ضمن البنود إخراج شخصيات محسوبة على حسام ياسين، وأخرى على الجبهة الشامية من مدينة تل أبيض، وإعادة هيكلة المؤسسات في المدينة، على أن يتم تنفيذ البنود من قبل الأطراف خلال مدة أقصاها أسبوع بإشراف الجانب التركي.

وفي حين رفض طرفا الخلاف التعليق على البنود بشكل رسمي، قال مصدر في الفيلق الثالث - طلب عدم ذكر اسمه - في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إنّ ملف تل أبيض معقد، مشيراً إلى تقارب في وجهات النظر دون التوصل إلى حلول نهائية.

من المرشح لقيادة الفيلق الثالث؟

في الوقت نفسه، أكد المصدر أن فصائل الفيلق الثالث بصدد اختيار قائد جديد خلفاً لـ حسام ياسين.

وأشار إلى أن لواء السلام العامل في الفيلق الثالث رشّح قائد اللواء علاء برو، لقيادة الفيلق الثالث، في حين توافقت أطراف أخرى على ترشيح قائد الفرقة 51 المقدم محمد ديري.

علاء برو ومحمد ديري
علاء برو ومحمد ديري

وبحسب المصدر، فإن الأطراف لم تُجمع على أي اسم لقيادة الفيلق حتى الآن، مع وجود احتمالية كبيرة لإحداث تغييرات وزيادة في عدد المرشحين، خاصة أن الجبهة الشامية (أكبر الفصائل في الفيلق) لم تعلن عن مرشحها، فضلاً عن غياب التعليق من جيش الإسلام على الملف.

وكان هناك حديث عن ترشّح مصطفى برو لقيادة الفيلق الثالث، إلا أن مصادر مقربة منه نفت ذلك، كما لم تتأكد الأنباء التي تشير إلى ترشّح قائد فيلق المجد يامن تلجو لقيادة التشكيل.

وتعرضت فيالق الجيش الوطني السوري خلال العام الحالي لهزّات قوية أنتجت اضطرابات وخلافات بين الفصائل ضمن الفيلق الواحد، ما انعكس سلباً على الواقع العسكري والأمني بشكل عام، وفتح المجال أمام "هيئة تحرير الشام" لقضم مساحات كبيرة من مناطق شمال شرقي حلب، سواء كان ذلك بالسرّ أو العلن، وهو ما شكّل تهديداً لوجود الفصائل المحسوبة على الجيش الوطني مستقبلاً، ووضع وزارة الدفاع أمام استحقاق لا مفر منه، وهذا ما دفع الجانب التركي للعمل على إجراء تغييرات جديدة تشمل قادة بعض الفيالق، وإعادة هيكليتها لخلق حالة من التوازن فيما بينها، بسبب الانشقاقات التي عصفت بها، وحالة "العطالة" التي تعيشها منذ أشهر.