icon
التغطية الحية

تهديدات لطلاب "جامعة حلب الحرة" بعد شكايات على دكتور.. جذور الخلاف ورد "الطويل"

2022.10.09 | 06:26 دمشق

الدكتور أحمد الطويل
تكريم الدكتور أحمد الطويل في "جامعة حلب في المناطق المحررة" - صفحة الجامعة على فيسبوك
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

نشر طلاب في كلية الإعلام والاتصال بـ "جامعة حلب في المناطق المحررة" صوراً لما قالوا إنها تهديدات وصلتهم من مجهولين على تطبيق "الواتساب"، بعد خلافات نشبت مع عميد الكلية السابق أحمد الطويل، نتج عنها توقيع الطلاب على عريضة مقدمة لرئاسة الجامعة، تتضمن جملة من المطالب، بينها إقالة "الطويل"، مبررين مطلبهم بـ"سلوكيات سلبية" للشخص المذكور، وإهانته المتكررة للطلاب على حد قولهم.

وبالفعل أكد شهود عيان لموقع تلفزيون سوريا أن الدكتور "أحمد الطويل" تعمّد توبيخ وإهانة طلاب الكلية لأكثر من مرة، ما دفعهم للمطالبة باستبعاده، وتوكيل بديل عنه بشرط أن يكون مختصاً أكاديمياً في الإعلام.

وعلى عكس ما أراد الطلبة، تم تكريم "الطويل"، واستبعاد الدكتور علاء تباب من التدريس في الجامعة، بعد أن دعا الطلاب لإيكال عمادة الكلية له كونه يحمل شهادة الدكتوراه في الإعلام والتسويق السياسي، وأحد مؤسسي الكلية.

ئءؤر
تكريم الدكتور أحمد الطويل

تلك الحوادث والمجريات أدت إلى تفجر غضب الطلاب، وخروج الخلافات للعلن، بعد أن كانت حبيسة الاجتماعات الخاصة بين الطلاب ورئاسة الجامعة أملاً بإيجاد صيغة حل تناسب كل الأطراف، وهو ما يبدو أنه لم يحصل حتى الآن، وسط تراشق للاتهامات، ونفي "أحمد الطويل" ما نُسب إليه من "تصرفات مهينة" بحق الطلاب.

والتقى موقع تلفزيون سوريا بمجموعة من الطلاب للاطلاع على جذور الخلاف وأبرز المطالب التي تقدموا بها للجامعة، بينما رد العميد أحمد الطويل على الإشكاليات التي سردها الطلاب تجاهه، بالقول: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا".

جذور القضية

قبل نحو شهرين، تقدم طلاب في كلية الإعلام بالجامعة، بعريضة سرية لم تنشر على وسائل الإعلام، ممهورة بتواقيع الطلبة لرئاسة الجامعة، يعترضون من خلالها على سلوكيات عميد الكلية أحمد الطويل، قائلين إنه طرد مجموعة طلاب من المعهد الإعلامي بعد توبيخهم وإهانتهم، لأنهم انتقدوا استخدام أحد الأشخاص لمصطلح "الأزمة" بدلاً من الثورة.

وفي العريضة نفسها، قال الطلاب: "كان موقفاً صادماً لنا كطلاب عندما ذهبنا لتقديم المادة المقدمة في الإعلان للدكتور علاء تباب، لنتفاجأ بالدكتور أحمد الطويل وهو يحمل أوراقاً نسخ عليها محادثاته الخاصة مع د. علاء! ويطلب من الطلاب الاطلاع عليها، وراح يجيّش الطلاب ضده أمام الجميع، ويقول لهم يمكنكم أن تشتكوا عليه إذا كانت الأسئلة غير واضحة، وراح يقول: إن د. علاء كان يريد أن يصعّب عليكم الأسئلة وهو لا يجيد وضع أسئلة مفهومة! كان موقفاً صادماً بحق النموذج المثالي للأستاذ الموجود في أذهاننا، لم نكن نثق بكلامه، كانت الحجج المقدمة واهية لدرجة السذاجة".

واتهم الطلاب الدكتور أحمد الطويل، بأنه لم يكن على قدر المسؤولية في تدريس المواد الموكلة إليه في كلية الإعلام، وإلغاء درجات العملي بشكل تعسفي، وزعزعة الثقة بين الطلاب والأساتذة الذين "يقدّرهم ويحبهم الطلاب"، والطعن بسمعة معهد الإعلام في جامعة حلب والاستهزاء بخريجيه السابقين.

وتقدم الطلاب بثمانية مطالب عطفاً على الشكاوى التي سردوها، منها إقالة "الطويل" من عمادة كلية الإعلام، وتوكيل عمادة الكلية لدكتور مختص اختصاصاً أكاديمياً في الإعلام، وإعادة تقديم مادة العلاقات العامة تحت إشراف مدرس المقرر علاء تباب، وتفعيل دور الهيئات الطلابية.

الخلاف بعيون الطلاب

نشر طلاب كلية الإعلام توضيحاً للأحداث، إذ قالوا، إنهم قاموا "بحراك إثر فساد إداري وتعليمي وأخلاقي من قبل عميد كلية الإعلام والاتصال السابق"، حيث "اعتصم الطلاب في ساحة الكلية وطالبوا بوضع حد لتصرفات وسلوكيات العميد المتعلقة بفساده، وسعيه الدائم لتدجين وإذلال الطالب الجامعي" بحسب وصفهم.

وفي التوضيح الذي حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه، قال الطلاب: "خضعت الجامعة لضغوط الطلاب بعد فشلها بترويض إرادتهم، واجتمعت معهم بحضور لجنة ومستشارين وعمداء كليات جامعة حلب ورئيس الجامعة، وقدم الطلاب بيانهم مكتوباً وشفهياً متضمناً كل الشكاوى المتعلقة بالعميد وسلوكيات البعض والتي تم بيانها في البيان، والمطالبة بإقالة العميد السابق بسبب فساده، والمطالبة بتعيين الدكتور علاء رجب تباب عميداً كونه مؤسس الكلية ومختصاً أكاديمياً في الإعلام".

وأعرب رئيس الجامعة وفقاً للطلاب عن رغبته بالموافقة على اقتراحهم، وطلب منهم إقناع الدكتور علاء بالدخول إلى الداخل السوري ليتسلم العمادة (يقطن في تركيا)، لكن بعد موافقة الدكتور علاء على الأمر، تراجعت الرئاسة، وعينت "دكتوراً غير مختص من كلية الحقوق والعلوم السياسية أيضاً، دون النظر لمصلحة الطالب ومطالبته بوجوب وجود مختص يقدّر مصلحة الطلاب".

وأشار الطلاب إلى أن الجامعة أقالت العميد السابق أحمد الطويل وطاقمه الإداري كاملاً، لكن كان ذلك من خلال تصوير الأمر، بأنهم هم من طلبوا الاستقالة لـ "الحفاظ عليه ضمن الكادر التدريسي وللحفاظ على ماء وجهه وتكريمه في نهاية المطاف".

"الجامعة انقلبت على مطالب الطلاب"

وجاء في التوضيح: "بعد إقالة العميد السابق عينت الجامعة دكتوراً آخر مختصاً في العلوم السياسية، ولم تنفذ طلباً واحداً من الذي جاء في البيان، ما يعني أن الجامعة انقلبت على مطالب الطلاب وخدعتهم من خلال إقالة العميد السابق ثم تعيين دكتور مختص في العلوم السياسية عميداً للكلية، ثم تعيين العميد السابق الفاسد ذاته مدرساً في العام الدراسي 2022-2023 لمواد اختصاصية بحتة، وإنهاء عقد الدكتور علاء وإبعاده لأننا طالبنا به وأثنينا على عطائه، كما تم صرف الموظفين الذين كانوا يتعاونون مع الطلاب عقوبة لهم على تعاونهم، وإبقاء أصحاب الجاه والواسطات والفاسدين المتعاونين مع العميد السابق"، بحسب وصفهم.

ما طبيعة التهديدات التي وصلت للطلاب؟

أكد الناشط الإعلامي والطالب في كلية الإعلام، سهيل القاسم، وصول عدة تهديدات بالقتل من أرقام مجهولة على "الواتساب" لبعض الطلاب الموكلين بمتابعة القضية، قبل الجلسة الأولى مع رئاسة الجامعة، ومن ثم تجدد إرسال التهديدات خلال الأيام الماضية.

وأفاد القاسم في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، بأن الجامعة استجابت في البداية لمطالب الطلاب، وكان هناك جلسة بين إدارة الجامعة ممثلة بالدكتور عبد العزيز الدغيم، وعدة عمداء آخرين، وبين لجنة موكلة عن الطلاب، والتي تقدمت بالشكاوى بحق العميد السابق وأشخاص آخرين، والمطالبة بعميد من أصحاب الاختصاص لاستلام الكلية وتسيير الأمور، وأن يكون حريصاً على سير العملية التعليمية

وعن مآخذ الطلاب على عميد الكلية السابق "الطويل"، قال "القاسم": "من المآخذ استهتاره بإدارة الكلية وعرقلة سير العملية التعليمية باتخاذه قرارات عشوائية انطلاقاً من عدم اختصاصه بالمجال الموكل إليه بعمادة كلية الإعلام، إضافة إلى إهانته للطلاب وبعض المراقبين واستخفافه بخريجي المعهد سابقاً وكادرهم التدريسي".

وبشأن آخر التطورات، أكد الطالب أنه تم "تغيير العميد وتعيين عميد جديد أيضاً غير مختص بالإعلام، كما تم استبعاد عدة أشخاص من الكادر التدريسي المختص والحاصل على الدكتوراه بالإعلام، وإسناد تدريس مواد رئيسية للعميد السابق الذي تم تقديم الشكوى بحقه وغير المختص إلى جانب عدة مدرسين آخرين منهم المختصون ومنهم غير المختصين، مما دفع الطلاب للجوء للتصعيد الإعلامي أملاً منهم بالضغط على إدارة الجامعة وأصحاب القرار كمجلس التعليم العالي لتدارك الأخطاء وإصلاحها".

ما رد الدكتور أحمد الطويل؟

ضمن العريضة التي تقدم بها الطلاب لرئاسة الجامعة، أكدوا أن مختلف الشكاوى والملاحظات التي تقدموا بها بحق الدكتور أحمد الطويل، مرفقة بشهود ووثائق، بينما رد "الطويل" على ما أورده الطلاب بالقول: "عبارات من قبيل فساد إداري وتعليمي وأخلاقي لا يوردها عاقل، هذا أولاً، أما ما يقولونه عن خضوع الجامعة لمطالبهم، فهذه يُسأل عنها السيد رئيس الجامعة أو أحد نائبيه، فليس لي علم بها أصلاً".

وفي معرض الرد على ما نُسب إليه من تصرفات، قال الطويل "إنني على علاقة طيبة بطلابي، وقد اعتذرت -شفهياً- عن المتابعة بالعمادة للسيد رئيس الجامعة وأنهى تكليفي وأثنى على أدائي أمام طلاب الماجستير في الإعلام والذين كرموني بدورهم".

ئءؤر
الدكتور أحمد الطويل

واستدرك قائلاً: "أما سوق عبارات من قبيل تهديد بالقتل من جهات مجهولة فمضحكة جداً تذكرني بالمؤامرة الكونية على محور المقاومة والممانعة، وختاماً أقول ما قاله الله عز وجل من فوق سبع سماوات، إن الله يدافع عن الذين آمنوا".

وتابع: "أنا أستاذ جامعي، ومربٍ، ولا يجدر بي ما ذُكر بحقي، أما تعاملي مع طلابي ومزاجيتي فيمكن معرفتها من خلال التواصل مع الطلاب المتفوقين والمهذبين، لا المعاقبين والفاشلين ممن يبحثون دائماً عمن يلقون اللائمة عليه لفشلهم"، وفق قوله.

في حين قالت رئاسة الجامعة إنها سترد على أسئلة موقع تلفزيون سوريا لاحقاً، وتوضح ما حصل.